9 مارس، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

حكايات الإيرانيات مع المقاومة .. ضد التحرش الجنسي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

وهي في طريق العودة من الجامعة، وبينما كانت تعبر الجسر، إذا بيد تلمس أردافها. إستدارت في تلك اللحظة فإذا برجل يبلغ من العمر 30 عامًا تقريبًا، طول الشعر ومظهره تقليدي يشبه الموظفين، لو تراه في العادي لن تفكر مطلقًا أنه متحرش جنسي.

تدفعه بعصبية، تعلق مستعيدة وقائع الحادث: “كانت المرة الأولى التي أبدي فيها رد فعل حيال متحرش. فإذا به يتراجع وينزل سلم الجسر بالخلف، ولو لم يكن مسيطرًا على نفسه لجلب لنفسه المشاكل بالتأكيد، ثم بدأ في السب والإبتعاد سريعًا”.

مازالت “پرستو” سعيدة بردة فعلها، وتقول: “أسعدني رد فعلي حينما دفعته، لأني لم أفعل ذلك من قبل”. مع هذا فقد أصابها الاضطراب والقلق فاتصلت بوالديها اللذان جاءا بحثًا عنها؛ ” م يكن يفصل مكان الحادث عن منزلنا أكثر من خمس دقائق، لكن كأني عجزت عن الذهاب بمفردي، وأخذت فترة حتى اعتدت المشي على الجسر بمفردي”. بحسب موقع (إيران واير) المعارض.

فضح المتحرش يخفف من الآلام النفسية..

تعلق الدكتورة “رابعة موحد”، خبير علم النفس، بالقول: “دائمًا ما يقاوم الضحايا ضد التحرش الجنسي، ويسعن إلى فضح المتحرش. وهذا في حد ذاته يساعدهن على تخفيف الألم من الناحية النفسية”.

تضيف: “الكثيرات من ضحايا التحرش الجنسي يلومن أنفسهن بسبب إلتزام الصمت حيال المتحرشين، إذ أحيانًا ما يرى المتحرش في صمت الضحية مؤشر على الرضا ويستمر في هذا العمل بوقاحة”.

بدورها أيدت “إلهام” تعليق الدكتورة “رابعة”، وقالت، في حوار إلى “شيما شهرابي”؛ مراسل موقع (إيران واير) المعارض: “عادة أركب تاكسي، ثم يركب شخص آخر ويلصق نفسه بي، ولم أكن أعترض في البداية ولكن فقط أبتعد، ثم إتخذت قرارًا ذات يوم برفع صوتي. قلت: عذرًا سيدي أجلس معتدلاً، قلتها بصرامة وبصوت مرتفع، ما اضطره إلى الإعتدال سريعًا”.

ولا تزال تستخدم هذه الطريقة، لكن وكما تقول لا يبدي المتحرشون جميعهم نفس رد الفعل: “أذكر ذات مرة أن أحدهم حاول فتح حوار معي، ثم وضع يده على فخذي، وعندما اعترضت قال ببرود: سيدتي خيالية جدًا، ماذا فعلت لك ؟.. وبعدها نظر إلى السائق وقال: من تظن نفسها ؟”. وبحسب “إلهام” ينكر المتحرشون الأمر في البداية، لكنهم يتوقفون عن هذا الفعل.

تم توقيع الكشف الطب عليها لأنه كان صديقها !

وتعتقد الدكتورة “رابعة موحد” أن الكثير من المتحرشين ليس لهم مظهر معين، وغالبًا ما يكونون من أبناء الطبقات العالية، وسكوت الضحية يمنحهم فرص جديدة لأعتقادهم في الرضا: “عندي حالة أكدت أن المتحرش طبيب، وأخرى قالت مدير تنفيذي بواحدة من كبريات الشركات. والعامل الوحيد الذي يدفع أفراد بهذه المكانة الاجتماعية إلى التحرش هو سكوت الضحية. لأن مدير تنفيذي بشركة كبيرة أو طبيب لا يحب الفضائح، وإذا كان على ثقة من مقاومة الضحية أو رد فعلها لما أمكنه الاستمرار في التحرش، وإنما سيراقب سلوكياته مع الآخرين”.

“سحر”؛ من الفتيات اللائي قاومن ضد التحرش الجنسي، وتقول: “للأسف لم تثمر شيئًا”. وكانت قد تعرضت في سن الـ 21، للتحرش من جانب صديق شقيقها، وتحكي: “صديق شقيقي بعد فترة من مشاجرتي معه جاء إلى منزلنا ليتكلم معي. ثم سعى إلى توطيد العلاقة وأراد تقبيلي ولمسي، لكني قاومت لم أحب أن تبدأ العلاقة مجددًا”.

لكن مقاومة “سحر” دفعت صديق شقيقها إلى ضربها وسبها: “ضرب رأسي في سراميك المطبخ. أصيبت جبهتي وتورمت يداي. ثم خرج من المنزل وبعد أن أستجمعت نفسي قلت لزميلاتي على الواقعة وإتخذت قراراً برفع شكوى”.

توجهت “سحر” إلى مخفر الشرطة: “وهناك أخبرتهم أن خطيبي ضربني وسبني ولم أخبرهم أنه صديق شقيقي. وبعد تحرير المحضر وتحويله إلى النيابة، تم تحويلي للعرض على الطبيب الشرعي. والطريف أن الطبيب الشرعي كشف على عذريتي، وكأنما أراد أن يعرف إذا ما حدث اعتداء أم لا”.

ثم سلم الطبيب “سحر” تقرير قانوني مغلق بنتائج الفحص. وحملت “سحر” التقرير إلى النيابة وأُحيل الملف إلى القضاء: “بعدها أخذ صديق شقيقها في تهديدها بنشر صورها وفيديوهاتها الشخصية على شبكة الإنترنت ما لم تسحب الشكوى”. لم تستسلم لكن نصحها أحد أصدقاءها وكان محاميًا بسحب الشكوى؛ وقال: “لو عرف القاضي أنه صديقك، فسوف توجه لكِ تهمة إقامة علاقة غير مشورعة، وهذا من شأنه إحراجك أمام أسرتك”. ومن ثم سحبت “سحر” شكواها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب