بغداد – كتابات
من حق العراقيين أن يتساءلوا عن المصالح التي ستتحقق لهم من التقارب مع إيران مثلما هلل الإيرانيون من الاتفاقات والتفاهمات التي كللت بالنجاح مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق لـ3 أيام.
إذ على الجانب الإيراني لم يخجل روحاني قبل أن يستقل الطائرة إلى بغداد من التصريح بأن الهدف الرئيسي للزيارة هو رفع التبادل التجاري مع العراق إلى 20 مليار دولار من إجمالي 13 مليار حاليا.
لتكشف تصريحات لاحقة لمسؤول إيراني حقيقة مصطلح “التبادل التجاري” الذي كان يقصده الرئيس روحاني، إذ كشف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي آقا محمدي أن إجمالي “صادرات” إيران إلى العراق تبلغ قيمتها 12 مليار دولار من بينها سلع غير نفطية بقيمة 8.6 مليار دولار ونحو 3.5 مليار دولار صادرات الغاز والكهرباء.
وهنا نكتشف أن إيران تسعى لرفع قيمة صادراتها إلى العراق من 12 مليار دولار إلى 20 مليار دولار في العام الواحد، ولا مانع من واردات عراقية بقيمة مليار دولار لتكتمل منظومة التبادل التجاري من وجهة نظر طهران والتي تم الاتفاق عليها برضا كامل من المسؤولين في بغداد.
في المقابل، لم تكشف الحكومة العراقية عن تفاصيل أي مفاوضات تتعلق بمصير العراقيين المائي والشح الذي ينتظرهم ويهدد حياتهم وأراضيهم الزراعية ومنتجاتها نتيجة غلق إيران لبعض الروافد المائية القادمة من أراضيها إلى العراق.
فضلا عن أن حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم تجرؤ على اتخاذ قرارات أو الدخول في مفاوضات جادة تتعلق بـ “خط التالوك” الحدودي بين إيران والعراق وهو ما يؤثر بشكل كبير على الملاحة العراقية عند شط العرب، منذ العام 2005 وإلى الآن.