12 مارس، 2024 3:02 ص
Search
Close this search box.

حقيقة أم تنٌبؤ ؟ .. إنحسار نفوذ “الجمهورية الإيرانية” في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

دخلت الساحة السياسية العراقية، بعد انتخاب “عادل عبدالمهدي” رئيسًا للوزراء، مرحلة جديدة؛ إذ جاء هذا الاختيار بعد اتفاق الكتلة الشيعية، (التي مُنيت بالانقسام أكثر من ذي قبل)، وأهل السُنة والأكراد، وأصبح رسميًا بمجرد توقيع “برهم صالح” الرئيس العراقي الجديد. على حد ما صوره “علي أفشاري”؛ الباحث بجامعة “جورج واشنطن”، في مقاله التحليلي المنشور على موقع (ديدكاه نو)، مركز الدراسات الليبرالية الإيراني.

ومما لا شك فيه؛ كان لآية الله “السيستاني”، دور مهم في الوصول إلى هذه النتيجة، والذي مهد الطريق لاختيار “عادل عبدالمهدي”، بعد توصياته بالإبتعاد عن “حيدر العبادي” و”نوري المالكي” و”هادي العامري”.

مسيرة “عبدالمهدي”.. مميزات أم معوقات ؟

ويعيش “العراق” أوضاعًا خاصة، لاسيما بعد القضاء على خلافة (داعش)، واحتمالات إنهاء الحرب الأهلية في “سوريا”؛ بالتوازي مع تراجع قدرة الشعب العراقي على تحمل الفقر والفساد والبطالة. ومن ثم يواجه “عبدالمهدي”، في ضوء هذه الأجواء، تحدي كبير. أضف إلى مشكلات الحكومة الجديدة جراء تكثيف تنظيم (داعش) للأنشطة الإرهابية، وكذلك تصاعد الصراع بين “إيران” و”أميركا”.

وتجارب “عبدالمهدي” وخبراته وعلاقاته الجيدة مع أغلب الأحزاب السياسية، والعرقية، والدينية، والاجتماعية العراقية يثير الآمال في هذا التكنوقراط العراقي القديم. فقد ولد لأسرة بورجوازية، حيث كان والده وزيرًا خلال عهد الملك “فيصل الأول”. وقد إنجذب “عادل عبدالمهدي”، في البداية، إلى “حزب البعث”؛ ثم شرع بالعمل على الساحة الصحافية الفرنسية بعد الإنضمام إلى “الحزب الشيوعي” والحصول على الماجستير في العلوم السياسية من “المعهد الدولي للإدارة العامة” في “باريس”، عام 1970م، والماجستير في الاقتصاد السياسي من “جامعة بواتيه” في “فرنسا”، عام 1972م.. وقد أظهر ميول مذهبية بعد انتصار “الثورة الإيرانية”؛ وأنضم تحت تأثير رؤى، آية الله “الخميني”، إلى “المجلس الإسلامى الأعلى” بـ”العراق”.

ومنذ سقوط “صدام حسين”؛ وحتى اللحظة، كان “عبدالمهدي” من رجال الدولة، ومن سوابقه العملية أنه شغل منصب “وزير البترول”. وفي هذه الفترة أحجم “عبدالمهدي” عن العضوية في الأحزاب السياسية وإنما نشط كشخصية تكنوقراط.

أداء حكومة “عبدالمهدي” والتجاذبات “الإيرانية-الأميركية” ..

كل هذه المميزات؛ المصحوبة بالنزاهة المالية والعلاقات الجيدة مع الحكومات الإيرانية والأميركية نجحت، (على الأقل في المدى القريب)، في خلق فضاء إيجابي، لكن استمراره منوط بأداء “عبد المهدي” والتطورات السياسية بـ”العراق”، وبخاصة في فترة الصراع “الإيراني-الأميركي”.

فقد أبدت “الجمهورية الإيرانية” موقفًا مزدوجًا حيال الانتخابات العراقية. حيث فاز تحالف “مقتدى الصدر” و”الحزب الشيوعي” العراقي بالمركز الأول في الانتخابات؛ تحت شعار معارضة التدخل الإيراني في الشأن السياسي العراقي. والواقع أن تصاعد القومية العراقية وموزانة القوى بـ”العراق” قد تغير في غير صالح “إيران”، لكن الكتلة الثانية، في الانتخابات العراقية، تكونت من تحالف “الحشد الشعبي” والعناصر الموالية ذات العلاقات الإستراتيجية مع “إيران”، وهي متهمة على الصعيد السياسي العراقي بتقديم المصالح الإيرانية على العراقية.

هذا بخلاف مشاركة حلفاء “إيران”؛ مثل “نور المالكي” و”عمار الحكيم”، في الانتخابات بشكل منفصل، وهو ما يعكس عجز “الجمهورية الإيرانية” عن الفوز في الانتخابات الأخيرة إنطلاقًا من أن مكانتها بـ”العراق” لا تنبع عن الإلتزم بالمسارات الديمقراطية ونتائج الانتخابات، وإنما عبر تنظيم وتقوية الميليشيات العسكرية وشبه العسكرية ذات الوجود النشط في المعادلات الميدانية والنفوذ الكبير داخل التيارات السياسية. كذا تؤثر بدورها العلاقات بين الشعوب الشيعية في “العراق” و”إيران” على قوة المكانة الإيرانية.

لكن بدا مما حدث أثناء وبعد الانتخابات، أن “الجمهورية الإيرانية” قد خسرت على الأقل ريادتها. ويمكننا القول: “لقد اقترب موعد أفول نجم النظام الإيراني في العراق”.

ورغم اعتقاد “شيعة العراق” في ضرورة توطيد العلاقات مع الإيرانيين، لكن انتشار الإستياء والسخط بسبب التدخلات غير المُبررة كلف الحكومة العراقية تكلفة باهظة مقابل دعم “الجمهورية الإيرانية”. فاحتجاجات “البصرة” والهجوم على مقر “القنصلية الإيرانية”؛ يعكس إستشراء نيران الغضب ضد “إيران” بين “شيعة العراق”.

من جهة أخرى؛ تنمو مشاعر القومية في “العراق”، حيث الميول نحو العروبة. وهو الميل الغالب في “العراق”، حتى أن “شيعة العراق” يعتبرون أنفسهم جزءً من العرب، ويفضلون هويتهم العربية على المذهبية في أجواء الاستقطاب “العربي-العجمي”. وقد بلغت مشاعر القومية مرحلة أن عدد ليس بالقليل من “شيعة العراق” يعتبر “النجف” و”كربلاء” القواعد الأساسية للشيعة. ومن بين رجال الدين الشيعة في “العراق”، والذي يُغذي توجه “عروبة العراق”؛ وأن يعلم التيار الشيعي أن منشأه الأساس بين العرب هو؛ “مقتدى الصدر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب