20 أبريل، 2024 8:13 ص
Search
Close this search box.

حقيقة أظهرتها معركة “كركوك” .. واشنطن تتخوف من نفوذ إيران داخل العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

دعا البنتاغون في الخامس عشر من تشرين أول/أكتوبر الجاري القوات العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى تجنب “التوتر”، وذلك في أعقاب تهديد كردستان بالتراجع عن مدينة كركوك. وأعربت الإدارة الأميركية عن مخالفتها للعنف من أي طرف أو إجراء من شأنه نشر الاضطرابات بالعراق والحيلولة دون استمرار الحرب ضد “داعش”.

بعدها بيوم صدر أمر رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” إلى القوات الأمنية بالسيطرة على “قواعد الأمن والمنشآت الفيدرالية في محافظة كركوك”. من ثم تقدمت القوات العراقية صوب كردستان وأعلن بعض عناصر الميليشيا المعروفة بـ”الحشد الشعبي” العراقي الاستعداد للهجوم على الأكراد. وهذه الميليشا تضم “فيلق بدر” المدعوم من إيران و”عصائب أهل الحق”. وانسحبت قوات “البشمركة” الكردية عن الكثير من المواقع خلال المواجهات مع الأسلحة العراقية القوية.

الأكراد ومدينة كركوك..

بحسب ما نقل موقع “الدبلوماسية” الإيراني عن الصحافي “سث فرانتزمن”؛ تعود المناقشات حول “كركوك” إلى ما قبل عقود وتعيد ذكريات التطهير العراقي الذي بدأه “صدام حسين” في الثمانينيات. ثم كان احتلال الأكراد للمدينة عام 1992 بمثابة المنعطف، وتقرر بعد العام 2003 مناقشة وضع المدينة. لكن هذا لم يحدث إطلاقاً وانسحبت الولايات المتحدة الأميركية من العراق وأرتبك الموقف في كركوك.

في 2014 أغار تنظيم “داعش” الإرهابي على العراق واستولى على الموصل وبعض المدن الأخرى، قبل الهجوم على “كركوك”. فر الجيش العراقي ونجح الأكراد بمساعدة التحالف الدولي بقيادة أميركا في وقف “داعش” بالقرب من كركوك.

علاوة على ذلك أجرت حكومة “إقليم كردستان” استفتاءً شعبياً بشأن الانفصال عن العراق بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر الماضي، كانت نتيجته تصويت 92% من الأكراد على الانفصال، وجاء الرد العراقي باغلاق مطاري “أربيل والسليمانية”. ولم تكن بغداد وحدها عامل الضغط على كركوك، وإنما ساهم كذلك زعماء الميليشيات الشيعية الموالية للحرس الثوري الإيراني. وكما أورد تقرير وكالة أنباء “رويترز” فقد توجه الجنرال “قاسم سليماني”، قائد “فيلق القدس” الإيراني، إلى كردستان بتاريخ 15 تشرين أول/أكتوبر الجاري لمناقشة مصير كركوك. وهذه الشواهد تعكس التأثير الإيراني الكبير على عمليات كركوك.

كركوك.. تعارض استراتيجيات إيران مع أميركا..

مشاركة إيران تتعارض – كما يقول “سث فرانتزمن” – مع السياسات الأميركية، التي ركزت مؤخراً على كبح النفوذ الإيراني في المنطقة. فاتهم الرئيس “دونالد ترامب” في كلمته يوم 13 تشرين أول/أكتوبر 2017، إيران بالتورط في العمليات ضد أميركا بالعراق. ثم أقرت الإدارة الأميركية عقوبات جديدة على “الحرس الثوري” بتهمة تهريب الأسلحة إلى سوريا.

وسعت حكومة كردستان إلى طرح مسألة استخدام الميليشات الشيعية لأسلحة أميركية في عمليات كركوك. وبالنسبة لصانع السياسيات الأميركية، فإن عمليات كركوك بمثابة اختبار للاستراتيجية الأميركية الجديدة ضد إيران. وكان وزير الدفاع الأميركي “جيمس ماتيس” قد أعلن في مؤتمر صحافي: “سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى اقصاء أي احتمال للنقاش عن الطاولة. لقد عمدت أميركا إلى صرف كردستان عن إجراء الاستفتاء” لكنها فشلت.

وأكدت الإدارة الأميركية في الغالب على إمكانية أن يؤدي استفتاء كردستان إلى صرفها عن الحرب ضد “داعش”. مع هذا فإن إيفاد أفضل الوحدات العسكرية العراقية – ومنها الوحدات التي خاضت حرب الموصل وتلعفر والحويجة – للحرب ضد “البشمركة” في كركوك هو بالأساس صرفاً لهذه القوات عن الحرب ضد “داعش”.

وقد ضاعفت الانقسامات السياسية بين “الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني”، من تعقد الأوضاع في كركوك. لقد كان “نجم الدين كريم”، محافظ كركوك، و”كوسرت رسول”، نائب رئيس الجمهورية، أعضاء بالاتحاد الوطني الكردستاني وكلاهما عارض العمليات العراقية. مع هذا سعى جميع أعضاء “الاتحاد الوطني الكردستاني” إلى التفاوض مع بغداد.

وقد تخلت بعض عناصر “البشمركة” عن مواقعها جنوب كركوك في 16 تشرين أول/أكتوبر الجاري، بسبب توتر الوضع السياسي الداخلي. وقد دفعت الفجوة بين الأكراد و”الحشد الشعبي”، المدعوم من “الحرس الثوري” و”قاسم سليماني”، إلى عقد اتفاقيات منفصلة مع التيارات المختلفة.

والمصادمات على أطراف “كركوك” تكشف عن أن العراق بصدد الدخول في مرحلة جديدة بعد تراجع الخطر الداعشي. وأولويات بغداد تنحصر في استعادة السيطرة مجدداً على كردستان. لكن المشكلة الأساسية لصانع السياسة الأميركية، في الوقت الراهن، هي نفوذ إيران المتنامي بالعراق، الذي تم التغاضي عنه خلال الحرب ضد “داعش”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب