1 نوفمبر، 2024 6:40 ص
Search
Close this search box.

حقا حكومة مستقلة.. بيان “المهدي” لا يعرف عنه شيئا وإيران تتمدد أكثر في بلاد الرافدين

حقا حكومة مستقلة.. بيان “المهدي” لا يعرف عنه شيئا وإيران تتمدد أكثر في بلاد الرافدين

خاص – كتابات

فاتورة يجب أن تسدد.. لقاءات وتصريحات من البداية تؤكد أن الحكومة العراقية المكلفة لن تكون إلا أداة طيعة في يد من يحركها ويوجهها..

كان ذلك  ملخص لرؤية متابعين للشأن العراقي، أكدوا أنه منذ تسمية الرئيس برهم صالح وتكليف عادل عبد المهدي برئاسة الوزراء في الثاني من تشرين الأول / اكتوبر 2018 والمؤشرات كلها تتجه بقوة إلى سيطرة تحالف البناء ورجال إيران في العراق على الدولة العراقية في مرحلة ما بعد داعش وإن كانت التصريحات الأولى للمسؤولين الأعلى سلطة في بغداد تنفي أي تدخل في مسار الرئيس ورئيس الحكومة.

تدخل تحالف البناء لا تخطئه العين

تحالف البناء الذي يضم في تشكيلته الفتح برئاسة هادي العامري ودولة القانون بزعامة نوري المالكي وغيرهم ممن يدين بالولاء لطهران، أظهروا تدخلا واقعا على الأرض في مسار ومصير العملية السياسية بالعراق.

عبد المهدي يلقي بيان البناء والإصلاح “الحكومة سابقا”

ويكفي أن نرى تحالف البناء وهو يعلن على لسان المتحدث باسمه أحمد الأسدي مساء الخميس 4 أكتوبر تشرين الأول – بعد يومين فقط من تكليف عادل عبد المهدي- أن تحالفه ومعه الإصلاح ينسقان معا عبر اجتماعات مشتركة كي يصيغوا البرنامج الحكومي الذي سيطرحه رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي أمام البرلمان!

وهو تصريح له دلالات واضحة على مدى التحكم في قرارات الحكومة العراقية حتى قبل أن تشكل وفق ما صرحت به مصادر سياسية؛ فتحالف البناء لم ينتظر كي يعلن عبد المهدي ذلك بنفسه كي يظهر أنه هو من يضع البرنامج وهو من يصيغه وأنه هو صاحب القرار، لكن العكس هو ما حدث فقد أظهروا الرجل بعيدا عن صنع القرار أو اتخاذه، وهو ما يتنافى مع التسريبات التي خرجت قبل أيام من تكليف رئيس الوزراء حول شروط عادل عبد المهدي بأن يتولى هو بنفسه مسؤولية كل شيء في التشكيل الجديد للحكومة..

حكومة إيرانية بشكل غير مباشر

تحالف البناء أخذ المبادرة في الحديث عن سياسات العراق المقبلة، وعن برنامج الحكومة دون ترك مساحة للمهدي كي يتحدث هو بنفسه عن تلك التفاصيل، في إشارة إلى أن القرار العراقي منذ الثاني تشرين الأول أكتوبر 2018 أصبح بيد تحالف البناء بشكل مباشر وبيد طهران بشكل غير مباشر.

المالكي يستمر في الوساطة بين طهران وبغداد

وهنا يكفي النظر إلى جولات نوري المالكي – البالغ من العمر 68 عاما – الذي يبدو أنه يطمح في استعادة منصبه كنائب للرئيس العراقي، إذ لا مانع لديه من الاستحواذ على منصب يؤمن له نفوذه وامتيازاته لمرحلة أخرى من العمر وإن أصبح نائبا للرئيس الجديد برهم صالح، أو على الأقل الاستمرار في لعب دور الوسيط بين طهران وبغداد.

ثناء وإطراء في حق صالح.. معا نعيد الديمقراطية!

ولم ينتظر المالكي، فقد ذهب برجاله – وفد كبير – إلى صالح لتهنئته بالمنصب الجديد، لكن بلغة السياسة ذهب المالكي كي يقول “لن نضيع وقتا”، علينا أن نضع معا خطة تطوير الديمقراطية، و”معا” المقصود بها هنا أني معك مستمر في موقعي بصلاحياتي بنفوذي بمرافقيني!

لم يفت المالكي الثناء على الرئيس الجديد، بقوله إن كله ثقة وأمل بأن المرحلة المقبلة – في عهدكم – ستشهد تجاوز العقبات والصعوبات وتلبية طموحات الشعب العراقي بالأمن والاستقرار والازدهار!

ثم قال له نصا: أتمنى لك النجاح التام في مهامك الرئاسية سيادة الرئيس، وهنا رد عليه صالح – وكأنه فهم الرسالة – بأنه معا سنلبي طموحات العراقيين ونعمق التفاهم البناء بين قادة البلاد.

نفوذ رجال إيران يمتد أكثر في العراق

أكثر التقديرات تفاؤلا تؤكد أن الأيام المقبلة في عهد العراق ستشهد استمرار التدخل غير المباشر من قبل إيران في بلاد الرافدين وسيمتد نفوذ المالكي والعامري ورجال طهران بشكل أكبر للسيطرة على القرار العراقي ومفاصل الدولة وهو ما قد يصطدم بصورة غير متوقعة مع الإدارة الأميريكية التي يرفض أعلى رأس فيها الرئيس دونالد ترامب أي تغلغل إيراني في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة