18 مارس، 2024 8:46 ص
Search
Close this search box.

حصار قطر .. هل ينفذ ترامب أجندة روسية للسيطرة على أوروبا؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تغريدات السادس من حزيران/يونيو 2017، التي كشفت استمرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” في إعطاء مزيداً من الضوء الأخضر لكل من “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” لتضييق الخناق على الدوحة، بقوله إن “عزل قطر بداية النهاية للحرب على الإرهاب.. لا تخدم السياسة الأميركية التي طالما تبنتها واشنطن في الشرق الأوسط”.

التواجد الأميركي يتضرر..

إذ إن ممارسة مزيد من المناورة السياسية الأميركية في الخليج لجلب الأموال، يؤكد على فرضية خضوع قرارات “دونالد ترامب” لروسيا، فالضغط الأميركي هذه المرة بملف دعم الإرهاب سيكون من أهم تبعاته وضع القاعدة الأميركية الأكبر خارج حدود الولايات المتحدة والتي طالما شكلت توتراً لإيران ومن بعدها روسيا، في وضع متشنج غير مستقر من ناحية وهي رغبة روسية طالما أرادتها موسكو !

الصراع على الغاز الطبيعي..

لكن الناحية الأخرى والأهم، والتي تؤكد على أن “ترامب” ينفذ أجندة روسية من على كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض ظاهرها سياسي وهدفها اقتصادي.. فما فعله الرئيس الأميركي من إعطاء ظهره لما يحدث في الخليج – وإن كان يحاول بين فترة وأخرى هو وإدارته إظهار رغبتهم في رأب الصدع بين دول الخليج – سيتسبب في فرض حصار على أهم ما تتميز به قطر وهو الغاز الطبيعي الذي تحتل الترتيب العالمي الثالث في استخراجه من أراضيها بعد روسيا وإيران !

إن المستفيد الأول من الحصار البري البحري وغلق المجال الجوي المفروض على الدوحة من الدول الخليجية الثلاث، هي “روسيا” !

تسويق الغاز الروسي لأوروبا بديلاً عن القطري..

فموسكو الآن تستعد لتسويق أكبر لغازها الطبيعي ولنفسها أمام أوروبا بأنه لا سبيل أمامكم إلا الاعتماد على الغاز الروسي، نتيجة تراجع آمال شركات الطاقة الأوروبية فى الحصول على غاز الدوحة بعد “الطوق الخليجي” المفروض على الدوحة، لأن التكلفة والوقت لن يخدموا سوى موسكو الأقرب للأوروبيين، وبالتالي سيعطي “الدب الروسي” ميزة التحكم والسيطرة على بعض القرارات الأوروبية !

اختراق السوق الآسيوي بعد حصار قطر..

روسيا بدورها والتي تحتل المصدر الأول للغاز الطبيعي في العالم، بدأت بالفعل في استغلال الحصار المفروض على قطر بتعاقدات أخرى للغاز الروسي في أوروبا بالاعتماد على الخط الجديد الواصل إلى ألمانيا، كما أنها فتحت قنوات اتصال مع السوق الآسيوي الذي يعتمد بصورة كبيرة على الغاز المسال القطري صاحب أكبر إنتاج في العالم بسعة إجمالية قدرها 77 مليون طن سنويا.

نتيجة الحصار الخليجي على قطر المبشرة لروسيا، لم تخفها التقارير الواردة من موسكو التي بينت أن مشكلات الدوحة ستؤدى إلى تعزيز موقف شركة “غاز بروم” الروسية فى الاتحاد الأوروبى، خاصة في ظل مشكلات بخصوص خط غاز “نورد ستريم 2” أو تيار الشمال، وهو خط ناقل للغاز الشمالي، ويعرف كذلك باسم خط أنابيب الغاز الألماني الروسي، أو خط أنابيب “غاز بحر البلطيق”، وهو خط أنابيب غاز طبيعي قارب على الانتهاء يمتد من روسيا إلى ألمانيا عبر فرعين بطاقة إجمالية 55 مليار متر مكعب، ويعمل على توصيل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.

نية مبيتة لتجاوز الاعتراضات الأوروبية وإخضاع القارة العجوز..

ما يلمح إلى أن هناك ترتيبات مسبقة لوضع قطر الحليفة الأهم لأميركا في بؤرة الاستهداف لصالح روسيا بيد “ترامب”، هو مواجهة موسكو اعتراضات أوروبية مؤخراً أبرزها من الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية على مد خطوط الأنابيب الروسية لألمانيا، أما الآن وفي ظل التوترات التي تلاحق قطر والشرق الوسط وتهدد بتعطيل قريب لإمدادات الغاز التي لن تستطيع أوروبا الاستغناء عنها، أصبحت المفوضية الأوروبية في وضع حرج سيجبرها على الخضوع لروسيا وطلب مزيد من مشتريات الغاز الطبيعي الروسي، ما يعطي الروس مساحة كبيرة في التحكم في بعض القرارات الأوروبية عبر تهديدات الطاقة !

دراسة السوق الأوروبي.. تشهد تراجعاً في استكشافات الغاز..

لقد أدرك العلماء والباحثون الروس أن أوروبا تواجه نقصاً وتراجعاً كبيراً في مستخرجات الغاز الطبيعي، فرغم أنها تستهلك نحو 500 مليار متر مكعب من الغاز في العام الواحد، لا تستطيع توفير سوى 150 مليار متر مكعب فقط وتستورد باقي الكمية المطلوبة للاستهلاك من خارج أوروبا، وهي فرصة لجلب مزيد من الأموال لصالح موسكو وممارسة ضغط سياسي على قادة أوروبا لطرح أجندة “الكرملين” بين الأوروبيين !

أوروبا تدرك مناورة الروس وتسعى لإفشال المخطط..

الدول الكبرى في أوروبا، تدرك بدورها الالتفاف الروسي بدعم “ترامب” لإسقاط قطر واستهداف أحد أهم موارد الغاز الطبيعي للقارة العجوز، ومحاولة تحكم موسكو في مصير الأوروبيين، لذلك سارعت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى المطالبة بضرورة حل الأزمة الخليجية سريعاً، بل والتأكيد على أن دولة مثل قطر تشارك في التحالف ضد الإرهاب لا يمكن أن تتورط في دعمه، لإدراكهم أن قطر تمثل أكثر من 20% من احتياطي الغاز في العالم.

قريباً “مصر” بديلاً لقطر لإمداد أوروبا بالطاقة بحصص إجبارية..

لكن على جانب آخر، يأتي التربص بالدوحة مع بزوغ اكتشافات مصرية كبيرة للغاز أغلبها في البحر المتوسط وشمال مصر، وهو ما عجل بمشاركة شركات إيطالية مثل “إيني” وبريطانية مثل “بي. بي” في أعمال استخراجه بأحدث وأضخم التجهيزات، كي تضمن كل من إيطاليا وبريطانيا حصصاً لا تقل عن 40% من الإنتاج في المستقبل.

كما وضعت روسيا قدمها أيضاً في استكشافات الغاز المصري عبر شركة “روس نفط”، والتي، للمصادفة، سارعت قطر لشراء حصة فيها كي تحافظ على مركزها المتقدم في إنتاج الغاز الطبيعي وهو الأمر الذي فرض على القاهرة على مضض، إذ إن مصر في عهد “عبد الفتاح السيسي” تريد أن تكون بديلاً لقطر في مد أوروبا بالغاز !

“روسيا” تسعى لغلق مكتب المخابرات الأميركية في قطر..

أما من الناحية السياسية والعسكرية، فإن موسكو تعلم جيداً أن قطر تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مركز إدارة الأزمات التابع للمخابرات الأميركية وهو العقل المدبر لأي خطوات تقدم عليها واشنطن في المنطقة ويحبط للروس كثيراً من العمليات الاستخباراتية والسياسية، كما تمتلك أميركا في قطر منصات صواريخ متطورة تسبب إزعاجاً للروس.

إن المصلحة الكبرى لإسقاط “قطر” هي مصلحة روسية بامتياز، يعمد إلى تنفيذها “ترامب” الذي لازال يواجه اتهامات بالتحكم الروسي لصالحه في الانتخابات الرئاسية عام 2016، ومحاولة التدخل لإغلاق تحقيقات بضلوع بعض من مساعديه في اتصالات سرية مع الروس !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب