7 مارس، 2024 10:43 ص
Search
Close this search box.

“حصار قطر” خسائر اقتصادية للجميع .. حتى المعتمرين والحجيج طالهم العذاب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

الكل خاسر من الحصار المفروض على قطر.. وربما تطال قائمة الخاسرين دولاً غير خليجية، إذ إنه في عرف الاقتصاديين، المقاطعة وغلق الأجواء والحصار البري والبحري لن يجلب معه غير فاتورة ثقيلة من الخسائر المادية والاستثمارية.

للاستقرار ثماره وللتوترات آثارها..

فلا أحد في معزل عن آثار الأزمات المحيطة به، وكما أن للاستقرار ثماره، فإن للتوتر آثاره أيضاً، ووفق تقارير ومؤشرات اقتصادية، فإن تداعيات الحصار على قطر لم تقتصر عليها فحسب إنما امتدت لآخرين دولاً وشركات.

قائمة الخاسرين شملت دول الحصار أنفسهم, وإن امتنعوا وكابروا بعدم الإفصاح عن ذلك، كما أن من بين الشركاء التجاريين لقطر دولاً أخرى لحق بها نصيب موجع من الحصار.

“الأردن” خسر رغم معاناته من غلق الحدود مع العراق وسوريا..

“الأردن” كمثال، وهو الذي تضامن نسبياً مع إجراءات الحصار وجد نفسه في موقع متقدم على قائمة المتضررين من حصار قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين، ما فاقم مشكلات الاقتصاد الأردني الذي يعاني أصلاً جراء التوتر على جانبي حدود البلاد الشمالية والشرقية، في ظل الأزمتين وما يحدث في العراق وسوريا من توترات أمنية على الحدود.

إذ ظلت حدود الأردن مغلقة لسنوات مع البلدين وتوقفت حركة التجارة تماماً.. استيراداً وتصديراً، ما دعا عمان للبحث عن بدائل لتصريف منتجاتها، خاصة الزراعية والغذائية التي تعتمد عليها بشكل رئيس في رفع موازنتها العامة.

عمَان خسرت حصتها التصديرية من الأغذية والماشية للدوحة..

كانت قطر قبل أزمة الـ 5 من حزيران/يونيو 2017, وقطع العلاقات معها، تستورد 10% من الأغذية الأردنية بعشرات ملايين من الدولارات سنوياً، كما كانت تستهلك أكثر من ثلث صادرات الأردن من المواشي.

ولم تسلم من الحصار على قطر قطاعات “السياحة والطيران والعقارات” في الأردن.

لبنان والسودان ومصر.. خسروا حصتهم كذلك..

الواردات اللبنانية والسودانية والمصرية والمنتجات القادمة من دول عربية إلى السوق القطري، فقدت هي الأخرى حصة كبيرة، كما خسرت شركات الاستيراد والتصدير خطوط توزيع, فضلاً عن التكاليف المرتفعة التي زادت على أعباء شركات الطيران والمسافرين في المنطقة.

80 % من احتياجات قطر الغذائية كانت تأتي من جيرانها الخليجيين..

تقول الدوحة إنها لم تخسر وحدها, فالحصار على قطر اتضح أنه حصار أيضاً للدول المحاصرة نفسها، فقد كانت قطر تستورد 80% من احتياجاتها الغذائية، من جيرانها الخليجيين أو عبر أراضيهم.

في حين واجه المستثمرون من مواطني دول الحصار مشكلات كثيرة في مشاريعهم بقطر حين وجدوا أنفسهم فجأة أمام مأزق قرار حكوماتهم.

قطر تجاوزت.. لكن الدول الأوروبية تخشى على مصالحها..

الحصار المفروض على قطر, يقول إعلامها, إن الدوحة استطاعت تخطي تبعاته على سكانها وتجاوزت تأثيره على اقتصادها، لكنه آثار بالتوازي مخاوف من تداعيات سلبية على دول أوروبية تربطها علاقات تجارية مع الدوحة.

تقرير اقتصادي نشره “بزنس إنسايدر”، تحدث عن تأثيرات للحصار على الاقتصاد البريطاني، إذ إن قطر وبريطانيا تربطهما علاقات اقتصادية قوية.

الغاز القطري مصدر مهم للطاقة في بريطانيا..

فالمعلومات المتاحة تقول إن قطر تستثمر في المملكة المتحدة مليارات الدولارات، كما تعد بريطانيا أحد أهم المستوردين الرئيسيين للغاز القطري.

مخاوف مماثلة سجلت في ألمانيا، إذ عبرت أوساط اقتصادية, في تقرير لصحيفة “دير شبيغل”, عن خشيتها من أن تؤدي الأزمة إلى تراجع الاستثمارات والتبادل التجاري مع قطر.

آثار سلبية هي إذاً في كل اتجاه وعلى الجميع.. علاوة على أجواء عدم الثقة التي خيمت على البيئة الاستثمارية في الخليج، فالمعروف أن رأس المال جبان ويبحث عن ملاذات مستقرة وآمنة بعيداً عن التشنجات السياسية والمناطق التي يفرض عليها الحصار، هكذا تعترف قطر نفسها بخطورة ما فرض عليها من حصار.

آثار إنسانية طالت المعتمرين وتمنع الحجيج من موسم الحج في 2017 !

لكن على الجانب الإنساني وجد القطريون أنفسهم في معاناة لم يتوقعونها، إذ منعت السلطات السعودية المعتمرين القطريين في شهر رمضان الماضي من ركوب حافلات سعودية لنقلهم إلى قطر، وطلبت منهم اللجوء إلى حافلات قطرية لنقلهم.. فضلاً عن تركهم من الصباح حتى العصر في شمس محرقة حتى ينظروا في أمرهم.. نعم تجاوز الحصار حدود الاقتصاد ليشمل مناحي الحياة الاجتماعية وزيارة المقدسات التي يفترض في القائمين عليها تسهيلها لجميع بصرف النظر عن جنسياتهم !

فما حدث أوجد حالة من التخوفات لدى القطريين من استهدافهم أو إساءة المعاملة لهم في أثناء موسم الحج, مما دفع بالقطريين إلى إعلان احتمالية كبيرة لإلغاء بعثة الحجيج إلى السعودية هذا العام !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب