وكالات – كتابات :
تغيرت أمور كثيرة في إجراءات الطيران، في الأعوام الأخيرة، أبرزها بسبب حادثة واحدة، وهي أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 الأشهر.
أمن المطارات العالمية..
ووفقًا لإذاعة (إن. بي. آر) الأميركية، فقبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، كان أمن المطارات شبه معدوم، وكان مصممًا كي يكون سهلاً للمسافرين للعبور إلى رحلاتهم.
ووفقًا لـ”جيف برايس”، وهو خبير أمني أميركي في الطيران، كان أمن المطارات يتم توفيره من قبل شركات خاصة، تتعاقد معها المطارات، وبسبب انعدام الأحداث الإرهابية، خلال الرحلات، لأعوام طويلة، أصبح أمن الطيران: “متراخيًا”.
بعد زلزال أيلول..
وبعد حادثة 11 أيلول/سبتمبر مباشرة، أكتظت المطارات بـ”الحرس الوطني” المسلح للدول، كما تم حظر إدخال أي مواد ممكن أن تستخدم كأسلحة على متن الطائرة.
وفي تشرين ثان/نوفمبر 2001، وقع الرئيس الأميركي، “جورج بوش الابن”، على “قانون أمن الطيران والمواصلات” الجديد، الذي أصدره “الكونغرس”، لتخرج هيئة (تي. إس. أيه) الأميركية للنور، والتي تراقب المطارات الأميركية.
وفرض القانون الجديد؛ فحص حقائب المسافرين، وتقوية أبواب قمرة الطيار، وتوسعة قوات عناصر الأمن على متن الطائرات.
ومع مرور السنوات، طفت على السطح تهديدات جديدة، أدت إلى تشديدات أمنية جديدة.
ضغوط أمنية وهواجس مستمرة..
ومع محاولة فاشلة لتفجير قنبلة داخل حذاء، فرضت الهيئة الأميركية خلع الأحذية قبل ركوب الطائرة، وكذلك محاولة فاشلة أخرى لمحلول متفجر داخل علبة لمشروبات غازية، فرضت عدم إدخال المشروبات للطائرة.
وتستخدم المطارات اليوم؛ تقنيات متطورة جدًا تكشف مقتنيات الحقائب بتفاصيل غير مسبوقة، لدرجة أنها تميز نوع الحاسوب المتنقل الذي يدخله الراكب للطائرة.
كما توضح الكاميرا الحرارية تفاصيل بدقة تصل إلى قطع القماش الصغيرة بالجيوب، كما أنها لا تكشف شكل الجسد بالكامل حفاظًا على الخصوصية، بل تظهره كمجسم رقمي، مع علامات حرارية في أماكن وجود الأدوات المشبوه بها.
ووفقًا لـ”برايس”، كل هذه الإجراءات المشددة، لن تضمن منع وقوع حادث مشابه لما وقع، في 2001، ولكن الأمر أصبح أصعب بكثير.
وقال “برايس”: “التهديدات تتغير مع تغيير الوقت، وأحيانًا لا نكون بنفس السرعة في تحديث أمننا الوطني للتصرف مع هذا الشيء”.
العودة إلى المربع “صفر”..
ناقشت صحف عربية الذكرى العشرين لأحداث 11 أيلول/سبتمبر؛ في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.
وأشار كُتاب إلى أن الانسحاب الأميركي: “الفوضوي”؛ من “أفغانستان” يفرض نفسه على إعادة قراءة أحداث 11 أبلول/سبتمبر، وأكد بعضهم عودة العالم إلى المربع الأول في مواجهة الإرهاب.
ووجه آخرون اتهامات لـ”الولايات المتحدة”، واصفين إياها بفقدان الإتزان والتخبط، ومشيرين إلى أن عصر السطوة الأميركية قد انتهى.
يقول “زياد عيتاني”، في صحيفة (عكاظ) السعودية؛ إن أحداث 11 أيلول/سبتمبر؛ خلفت عشرين عامًا: و”أسئلة لا أجوبة”.
ويتساءل الكاتب: “بعد 20 عامًا؛ نقف كما وقفنا في اللحظة الأولى مبهورين متسائلين؛ لماذا حصل ما حصل ؟.. لماذا هاجمت تلك الطائرات المدنية، الولايات المتحدة الأميركية، وأحدثت هذا الزلزال الكبير ؟”.
ويرى “عيتاني”؛ أنه: و”بعد 20 عامًا؛ لا تزال الأسئلة نفسها نتداولها على ألسنتنا ونسمع الآخرين يتداولونها دون النجاح بالوصول إلى أي جواب”.
يقول الكاتب: “بعد 20 عامًا على أحداث 11 أيلول/سبتمبر، ها هي الولايات المتحدة تخرج من أفغانستان، وها هي حركة (طالبان) تعود إلى كابول. أما العراق فهو عراقات تتحكم فيه الميليشيات وشعبه يعوم على بحر من النفط، ولا يجد وقودًا للسيارات”.
ويضيف: “أما سوريا فنصف شعبها خارج أرضه، أما النصف الآخر فربعه في المعتقلات والربع الباقي تحوّل جزء منه إما إلى عبيد أو سبايا عند (حزب الله) وأخواته من الميليشيات”.
قراءة في ضوء الملف الأفغاني..
يقول “صبحي الحديدي”، في صحيفة (القدس العربي) اللندنية؛ إن: “كل الاعتبارات الجيوسياسية، والعسكرية، والأمنية، والتاريخية تفرض الملف الأفغاني بالنظر إلى الصلات الوثيقة مع أحداث 11/09، وما أعقبها من إطلاق: “الحرب على الإرهاب”؛ وغزو “أفغانستان” و”العراق”، وصعود عقائد المحافظين الجدد في “أميركا” طولاً وعرضًا، وفي قلب “البيت الأبيض” و”البنتاغون” والمخابرات المركزية و”وزارة العدل” وسواها”.
وفي الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، يركز الكاتب على الدور الأميركي في الحرب على الإرهاب؛ منتقدًا تغذيته للترهيب.
يقول “الحديدي”: “القليل فقط أفتضح حول ملفّ بالغ الخطورة، شائك بقدر ما هو حساس، يتصل بعلم النفس الأميركي، ودوره في تغذية إثنين على الأقلّ من الجوانب الأكثر قتامة في ملفات: (الحرب على الإرهاب)؛ سواء على صعيد علماء نفس؛ أفراد هنا وهناك في أجهزة الدولة أو العيادات والمشافي العامة والخاصة، أو على مستوى جماعي أوسع نطاقًا يشمل الهيئات والجمعيات والروابط ومراكز الأبحاث والاختبارات”.
ويُشير “قاسم قصير”، في موقع (عربي 21)؛ إلى كتاب: “المستقبل الأمني للقوة الأميركية في أفق العام 2025)، منوهًا عمّا وصفه: بـ”الفشل الأميركي”.
ويقول: “يخلص الكتاب للتأكيد على فشل كل التوقعات الأميركية حول نتائج الحروب في أفغانستان والعراق، إضافة إلى الفشل في توقع أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، كما يتضمن الكتاب معلومات مهمة حول الخلل في أداء القوات العسكرية وأجهزة المخابرات الأميركية، وكل ذلك يؤكد تراجع الدور الأميركي العالمي وبروز قوى دولية وإقليمية ومحلية جديدة على المسرح العالمي”.
تبرئة السعودية..
وينفي “مشاري الذايدي”، في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية؛ الاتهامات التي وُجهت لـ”السعودية”؛ بدعم تنظيم (القاعدة)؛ والتورط في هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
ويقول “الذايدي”: “بعد مرور عقدين، ها نحن كأننا في مربع البداية؛ (طالبان) التي أسقطت أميركا حكمها على أفغانستان، بنفس العام 2001؛ تعود في 2021، لحكم أفغانستان، ويُسارع تنظيم (القاعدة) للمباركة والتهنئة، لتتحول ورقة 11 أيلول/سبتمبر لكارت مكر سياسي، ومزايدة على آلام أهالي الضحايا بأميركا، وها نحن نُعيد نفس الكلام في الرد على أباطيل الصحافة اليسارية الأميركية، ومعها ثلة من انتهازيي الساسة والمحامين”.
فشل الحرب على الإرهاب..
ويبرز “محمد المنشاوي”، في صحيفة (الشروق) المصرية؛ فشل الإستراتيجية التي أتبعتها “الولايات المتحدة”، منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، من إعلان الحرب على الإرهاب والعمل على نشر الديمقراطية.
يقول “المنشاوي”: “بعد 20 عامًا من تجربة الحرب على الإرهاب، لا تُبشر حالة الديمقراطية الأميركية ذاتها بأي خير، بل هناك أحداث تؤكد أن هناك خطرًا حقيقيًا على هذه الأمة الرائدة”.
ويوضح الكاتب: “فبسبب الحرب على الإرهاب؛ عرفت أميركا سياسات داخلية رآها الكثير من الخبراء دراكونية فى طبيعتها، حيث سمحت بتوغل الأجهزة الأمنية الأميركية لسنوات فى التنصت، وتتبع الكثير من مواطنيها، خاصة المسلمين منهم”.
ويتابع “المنشاوي”: “وشهدت الحرب على الإرهاب ممارسات مشينة، وأطلع العالم على فضائح معاملة المعتقلين العراقيين فى سجن (أبو غريب)، سييء السمعة، كما كان لاستخدام معسكرات اعتقال فى (جوانتانامو) تأثيرات بالغة على الصورة الأميركية حول العالم، خاصة مع ورود أنباء التعذيب والانتهاكات التى يتعرض لها المعتقلون، وحتى اليوم”.
ويذهب الكاتب إلى أن اعتراف الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، مؤخرًا: “بأن هدف بلاده لا يجب أن يتعلق بإعادة بناء دول أو مجتمعات أو تشكيلها على النسق الأميركى”؛ قد تأخر كثيرًا، حيث: “استغرق الوصول لهذا الاعتراف عقدين من الزمان، وتكلفة ضخمة من الدماء والأموال، ومن السمعة الدولية”.
ويتحدث “البدر الشاطري”، في صحيفة (البيان) الإماراتية؛ عن العواقب: “الكارثية” لأحداث 11 أيلول/سبتمبر، ومنها أن قامت “الولايات المتحدة”: “بغزو العراق؛ ومنها بدأ مسلسل تحطم العالم العربي. ورغم أن واشنطن ذهبت بقضها وقضيضها لمحاربة الإرهاب، بدأت الحركات المتطرفة تستفحل وتتقوى في المنطقة”.
ويقول الكاتب: “كانت رؤية المحافظين الجدد، في احتلال العراق، تحويله على شاكلة الولايات المتحدة وإطلاق عملية (دمقرطة) لإعادة تشكيل العالم العربي بصورة تتماهى مع الولايات المتحدة. وأن هذه التحولات هي العلاج الناجع لمشكلة التطرف والإرهاب في المنطقة”.
وخلص “الشاطري” إلى أنه: “لا ديمقراطية تحققت، ولا أوطان بقيت، ولا اختفى الإرهاب. بل إن الأمور تفاقمت ومازالت آثارها بادية للعيان”.
من المستفيد ؟
من جانبه؛ يتحدث “صبحي غندور”، في صحيفة (رأي اليوم) اللندنية؛ عن المستفيدين من أحداث 11 أيلول/سبتمبر.
يقول “غندور”: “لقد عملت إسرائيل، منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، على استغلال الهجمات الإرهابية التي وقعت في أميركا، من أجل خدمة عدة غايات حاولت، منذ مطلع التسعينيات، تحقيقها”.
ويضيف الكاتب: “حصل ذلك؛ بينما إسرائيل تواصل محاولات إقناع الرأي العام الغربي بأن عدوه الآن هو: العالم الإسلامي، وبأن هذا العدو يحمل مخاطر أمنية وسياسية وثقافية، تمامًا كما كان الحال مع عدوه السابق – الشيوعية”.