“حشمت الله فلاحت پيشه” يكشف .. رسالة مشاركة “علي لاريجاني” في المجلس الأعلى للأمن القومي

“حشمت الله فلاحت پيشه” يكشف .. رسالة مشاركة “علي لاريجاني” في المجلس الأعلى للأمن القومي

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أضحت محاسبة التيارات المتطرفة مطلبًا شعبيًا نتيجة للظروف الراهنة في البلاد، ويُمكن اعتبار قدوم وحضور السيد “علي لاريجاني”؛ في “المجلس الأعلى للأمن القومي”، كأحد الإشارات إلى ضعف المتطرفين وتراجعهم في المجتمع، وليس كحدث بالغ الأهمية في هذا المجال. بحسّب ما استهل به “حشمت الله فلاحت پيشه”؛ خبير قضايا السياسة الخارجية، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (تجارت) الإيرانية.

بماذا أضر المتطرفون إيران ؟

أنا أؤمن بأن البلاد قد بدأت متأخرة في السيّر نحو التحرر من الظروف التي تسبب بها المتطرفون. ولطالما حذر المخلصون لهذا الوطن مرارًا من الأوضاع الراهنة؛ ومن أن تُصبّح “إيران” في مرمى “الولايات المتحدة”، وأن تستخدم “الولايات المتحدة الأميركية” أدواتها العسكرية لخدمة سياساتها.

لقد عرّض المتطرفون “إيران”؛ على مدى عقود، للتهديدات، ووضعوها في مرمى “الولايات المتحدة الأميركية”، وأضاعوا فرصًا مهمة، لا سيّما فرصة التفاوض في نهاية حكومة الرئيس الأسبق؛ “حسن روحاني”، والتي كان يمكن أن تؤدي إلى إحياء “الاتفاق النووي”. كما حذر المخلصون من ضرورة صياغة الميزانية الوطنية وفقًا للمصالح الوطنية.

“إيران” الأكثر عزلة في العالم..

والحقيقة أن الحرب أعظم ساحة اختبار تاريخي لأي أمة، وقد تبيّن أن “إيران” هي الأمة الأكثر عُزلة في العالم.

والمؤسف أن أمثالنا ممن عارضوا الإنفاق خارج البلاد، قد قُدموا إلى المحاكم وتم استبعادهم من الترشح؛ في حين جنت بعض التيارات المتطرفة ثروات كبيرة من العقوبات والأزمات المختلفة التي أُثقلت بها كاهل “إيران”. لقد مهّدوا الطرق لنفوذهم، وكان أي شخص يرَّدد شعاراتهم المُحببة يُحتفى به ويُدفع به إلى أعلى مراتب السلطة في الدولة.

لكن المشكلات التي نُعانيها اليوم هي نتيجة مباشرة لأداء المتطرفين، وأيضًا نتيجة ضعف أولئك الذين استسلموا أمامهم.

رسائل تعيين “لاريجاني” في المجلس الأعلى للأمن القومي..

لكن السؤال: لماذا أحيانًا يتصرف السيد “مسعود بزشكيان”؛ الذي حصل بشكلٍ واضح على أصوات الشعب الراغب في تقليل التوترات، على نحو يُرضي هذا التيار؟.. والحقيقة أن تعيّين؛ السيد “علي لاريجاني”، في “المجلس الأعلى للأمن القومي” يحمل رسالتين؛ الأولى: داخلية مفادها أن مشروع المتطرفين قد فشل، وآمل أن تكون الخطوة التالية محاسبتهم، والثانية خارجية توحي بأن “إيران” تسعى للتفاوض.

فلقد كان المسّار الدبلوماسي قبيل الحرب مقيّد عمليًا من “المجلس الأعلى للأمن القومي”، وكان لا بُدّ من إحداث تغييّرات، لكن لا نزال نسمع صرخات المتطرفين، خصوصًا في وسائل الإعلام الرسمية.

ولا يزال هناك “خبير” تلقى تعليمه في “الولايات المتحدة الأميركية”، وله أستاذ يهودي يُقدم تحليلاته على شاشات التلفزيون الرسمي، ويُحاولون في مثل هذه الأوضاع التهرب من المسؤولية عن التكاليف الباهظة التي تسببوا بها للأمة.

والحقيقة فقد ثبَّت أن ادعاءاتهم بضرورة اتباع سياسات صارمة ضد “الولايات المتحدة”، كانت فارغة ولا أساس لها.

رسالة إلى “بزشكيان”..

والمؤسف؛ توظيف نموذج الاقتصاد والتنمية في البلاد أيضًا لخدمة تلك الادعاءات الجوفاء، وها هم الآن يُحاولون الهروب من المساءلة عبر إطلاق ادعاءات جديدة.

أما أولئك الذين يدّعون الآن أن المفاوضات كانت تسيّر جيدًا ولكن فلانًا عرقلها، فهم يُمارسون التهرب من المسؤولية، كل من نال أصوات الناس مسؤول أمام الشعب فقط، إلا أنهم أظهروا تحفظًا وخوفًا أمام المتطرفين، وهم اليوم يُحاولون إلقاء فشلهم على عاتق الآخرين.

ولو وقف الجميع بوجه المتطرفين، حتى لو تطلّب الأمر دفع ثمن سياسي، فثقوا أن البلاد ما كانت لتدخل في الحرب.

ختامًا أقول للرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، ووزير الخارجية؛ “عباس عراقجي”، لقد نلتم ثقة من شعبٍ يُريد تقليل التوتر، فحاولوا أن لا يُقال لاحقًا إن أداءكم لم يختلف عن سياسات “الحكومة الخفية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة