خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
طرح المحيطون بالسيد “مسعود بزشكيان”؛ رئيس الجمهورية، مصطلح: “حكومة الوفاق الوطني”، على سبيل المجاملة السياسية، وإنما الحكومة الرابعة عشر هي نوعًا ما نتاج منافسة سياسية، ولن تكون حكومة وفاق وطني. بحسب تحليل “حشمت الله فلاحت پيشه”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
والحكومات الائتلافية حول العالم ترتبط بالأنظمة البرلمانية؛ حيث يُكلف حزب في العادة بتشكيل الحكومة، فإذا لم يحصل على الأغلبية، يُشكل حكومة ائتلافية مع الأحزاب الأخرى، حيث يتخلى عن مستوى من الحقائب الوزارية لتلك الأحزاب.
حكومة الوفاق الوطني..
لكن النظام في “إيران” ليس حزبي وبرلماني، وطُرح الحديث عن “حكومة الوفاق الوطني” بهدف خلق أجواء معتدلة، وكان من نتيجة ذلك تقديم واحدة من الحكومة غير المسّبوقة إلى البرلمان.
وانطلاقًا من تحول هذه الحكومة بشكلٍ عملي إلى ساحة للصراع السياسي، واستفادت بعض الأجهزة من مسؤولياتها في الضغط للحصول على امتيازات.
حكومة “الصراع السياسي”..
من جهة أخرى؛ سعى رئيس الجمهورية إلى تعيين بعض المقربين منه في مناصب نواب ومساعدين، كما تعرض للضغط من جانب بعض الأطياف، وما نتج عن ذلك حاليًا ليس “حكومة وفاق وطني”، وإنما حكومة نتاج نوع من الصراع السياسي هو في الغالب بسبب تضيّيق بعض المقربين من السيد “بزشكيان” المجال الأصولي، ولا أعني بالمقربين بالأساس الأفراد الذي كانوا جزءًا من معاونيه الأوائل، ومن تحملوا المشّاق في المرحلة الأولى من أجل رئيس الجمهورية، والذين تعرض أغلبهم للتهميش وسط حصول التيارات الأخرى الموجودة باستمرار في الساحة الإدارية على حصتها من الحكومة، ولذلك ارتفع متوسط عمر الحكومة بقوة، وبالنهاية فإن ماهية الحكومة تقوم على أساس الصراع، وسوف يُصارع السيد “بزشكيان”؛ لأن الشعب يعرفه جيدًا وهو قدم الوعود، وعندما لا تكون الحكومة يد واحدة فلن يعمل الوزراء بموجب قرارات رئيس الجمهورية، وإنما وفق قرارات جماعات الضغط من خارج الحكومة.
جماعات الضغط داخل حكومة “بزشكيان”..
لذلك أنا أعتقد أن جماعات الضغط القوية التي تمكنت من الحصول على نصيب من الحكومة، ستكون مستقبلًا سبب الخلافات داخل الحكومة. مع هذا من حق رئيس الجمهورية أن يسُّمي أعضاء الحكومة، ويتعين عليه الإجابة عما إذا كانت هذه الحكومة تستجيب إلى قراراته، أم قرارات جماعات الضغط القوية.
وقد أثبتت التجربة تبلور معادلات القوة في “إيران” بشكل غير مكتوب، وهذا لا يُعيق فقط عملية التقدم في الشؤون التنفيذية، وإنما يؤدي إلى اندلاع الخلافات.
والسيد “بزشكيان” لا يملك فرصة للفصل في الاختلافات، لأن الدولة تواجه مشكلات عديدة في المجالات المختلفة، ناهيك عن التواترات التي تُفرضها العلاقات الخارجية على الدولة، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية المزمنة في الداخل.
على الصعدين الاجتماعي والمدني، قدم رئيس الجمهورية للشعب وعودًا تُفرض على بعض الوزراء المكلفين تنفيذ هذه الوعود. وبالنظر إلى غربتهم عن هذه الوعود، فإن أقل ما يساعدون به رئيس الجمهورية هو عدم القيام بإجراءات على صعيد الحريات المدنية، وعدم التماهي في الوقت نفسه مع جماعات الضغط، وبذلك فإنهم يسُّدون رئيس الجمهورية معروفًا.
وتلك هي الوقائع؛ وعلى السيد “بزشكيان”، فهم أن الحكومة يجب أن تكون يد واحدة حتى يتمكن من الوفاء بوعوده، وسوف يخطو خطوات كبيرة لصالحه والدولة.