خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يعلم الأوروبيون والأميركيون أن لديهم أقل من خمسة عشر شهرًا للمحافظة على أهم أدوات الضغط على “إيران”، لأنه بعد ذلك لا يمكن تفعيل آلية الكماشة ضد “إيران”، فلن تسمح بنود مشروع الإجراءات المشتركة وقرار “مجلس الأمن” رقم (2231)؛ والمحلق بمشروع الإجراءات المشتركة، بهكذا إجراء. بحسّب المقال التحليلي الذي أعده “حشمت الله فلاحت پيشه”؛ محلل الشؤون الدولية، و المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
آليات كبح الزناد والكماشة..
وكانت هذه الدول قد سّعت إلى عدم استخدام هذه الآلية على أمل أن تهدأ الأجواء مع “إيران”، لكن هذا لم يحدث.
لذلك فإن ما فعته الدول الأوروبية عمليًا حتى الآن، تسّليم تقرير إلى “مجلس الأمن” بعد قرار مجلس الحكام، وهو ما يعني تسجيل شكوى دون طلب.
بعبارة أخرى، الشكوى تثبُّت آلية الكماشة، ولكن لم تحصل هذه الدول حتى الآن على تصريح تفعيل هذه الآلية. لقد سّعت هذه الدول إلى تقديم آخر تحذيراته لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ وأوردو بدقة في تقريرهم أن “إيران” لم تلتزم بتعهداتها المنصوص عليها في مشروع الإجراءات المشتركة، والطبيعي في هذه الحالة أن يكون بمقدور كل أعضاء الطرف الثاني، طلب تفعيل آليات كبح الزناد والكماشة.
في انتظار الانتخابات الرئاسية..
وبعد حادث سقوط طائرة رئيس الجمهورية، علق الطرف الإيراني عمليًا كل المفاوضات، وإرجاءها إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية. لذلك يبدو أن تتنتظر سواء الدول الأوروبية أو حتى الدول الأخرى مثل “روسيا” انتخابات الرئاسة الإيرانية وما سيحدث في هذه الانتخابات، بما اتخذه من إجراءات بشأن تعليق المفاوضات المتعلقة بالاتفاق الاستراتيجي.
ويبدو في حال أفضت الانتخابات الإيرانية إلى تصّعيد شخصيات تتبّنى توجه ناعم ودبلوماسي في السياسة الخارجية، أن تبدأ المفاوضات أولًا مع الوكالة الدولية، ثم تنتقل إلى أعضاء مشروع الإجراءات المشتركة. لكن في حال تصّعيد التيار المتشُّدد أو بعض الأفراد ممن لا يوجد في سيّرتهم الذاتية سوى عقوبات “مجلس الأمن”، فسوف يتبلور نوع من الاحباط في الدبلوماسية، ومن ثم تهيئة أجواء إمكانية تفعيل آلية الكماشة من جديد.
والواقع أن ما يجري حاليًا فيما يخص هذا الموضوع، هو صبر مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية في “إيران”.
انتظارًا عما تتمخض عنه الانتخابات الأميركية..
ومن ناحية أخرى، وللأسف، بسبب النهج الذي تشّكل في السياسة الخارجية الإيرانية، فأي نتيجة سوف تتمخض عن انتخابات الرئاسة الأميركية، فإنها سوف تسُّاهم في التقريب بين السياسات الأوروبية والأميركية.
وقد طلب الأميركيون؛ في فترة “دونالد ترامب” الرئاسية، إلى “مجلس الأمن” تفعيل آلية الكماشة، لكن حال دون ذلك رفض باقي أعضاء مشروع الإجراءات المشتركة في “مجلس الأمن”.
علمًا أن “الولايات المتحدة” كانت قد انسّحبت قبل ذلك من المشروع، ولذلك لم يكن بمقدور طرف من خارج المشروع، المطالب بتطبيق بعض بنود العقوبات وتفعيل آلية الكماشة. وما حدث آنذاك أن الدول الأوروبية اتخذت موقفًا مضادًا من “الولايات المتحدة”، وتحديدًا في الجلسة التي ترأسها “ترامب” نفسه، عارض أغلب قادة الدول الأوروبية؛ لا سيما الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، التوجه الأميركي لتفعيل آلية الكماشة ضد “إيران”.
لكن حاليًا تنتظر الدول الأوروبية نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية، فإن كانت ملائمة فسوف تسّعى هذه الدول وحتى “الولايات المتحدة” على الفور لتفعيل قنوات التفاوض مجددًا.