خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
دخل المجتمع مرحلة جديدة بالإعلان عن قائمة المتأهلين للمنافسة في الانتخابات الرئاسية. ويتعين على؛ “مسعود پزشكيان”، الإصلاحي الوحيد المنافسة ضد خمسة مرشحين آخرين من “التيار الأصولي”.
ولتحليل الأبعاد والمعادلات الانتخابية؛ أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية، الحوار التالي مع حُجة الإسلام “حسين أنصاري راد”؛ عضو البرلمان، والذي يعتقد في افتقار المتشّددين لصلاحية إدارة الدولة، وقال: “في حال وصل المتشّددون إلى رئاسة الجمهورية فسوف يتسبّبون في تحديات للبلاد، والنموذج الأبرز على ذلك؛ أحمدي نجاد، حيث واجهت البلاد تحديات حقيقية في مختلف المجالات خلال مدة ثمان سنوات هى فترة رئاسته. وماتزال أثار الخسائر التي سببها (نجاد) والمتشّددون للدولة قائمة حتى الآن”.
وإلى نص الحوار…
“مجلس صيانة الدستور” في حاجة لإعادة نظر..
“آرمان ملي” : ما هو تحليلك وتقييّمك لترتيب المرشحين للرئاسة ؟
“حسن أنصاري” : رُغم أن “مجلس صيانة الدستور” اختار تأهل السيد “پزشكيان” من بين جميع الوجوه الإصلاحية التي تقدمت للمنافسة، لكن برأيي أن “مجلس صيانة الدستور” أعاد النظر في اتجاه رفض صلاحية وجوه بارزة أمثال السادة: “علي لاريجاني” و”إسحاق جهانغير”، والكثيرون من أصحاب الخبرات في العمل الإداري بالدولة.
والمعروف أن موضوع رفض الصلاحية قد اتخذ منحى جاد بعد انتخابات البرلمان السادس، ومازال هذا المنحى مستمر حتى الآن. في حين أن السّماح بمشاركة وجوه أخرى في المنافسات الانتخابية، سوف يُهيء أجواء للإقبال الشعبي الكبير على صناديق الاقتراع، بالنظر إلى مكانة هذه الوجوه وقاعدتها الشعبية.
لقد كان رفض صلاحية المرشحين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ من الأسباب الرئيسة في انخفاض أعداد المصوتين، ومن ثم لابد من إعادة النظر في هذه المسألة. وفي ظل الأوضاع الراهنة، ليس من العدل أن يتنافس الإصلاحي؛ “پزشكيان”، ضد خمسة مرشحين أصوليين.
على كل حال ثمة احتمال في انسّحاب بعض الأصوليين لصالح البعض الآخر، وهو ما سيُزيد من صعوية فوز السيد “پزشكيان”. وكان الأفضل أن يوازن “مجلس صيانة الدستور” في الاختيار من بين الأسماء التي تقدمت بحيث تتهيأ أجواء انتخابية أكثر تنافسية.
الإقبال الشعبي هو الأهم..
“آرمان ملي” : بعد تأهل السيد “پزشكيان”؛ برزت موجة من الدعم في صفوف الناشطين الاجتماعيين والسياسيين، ألن تتهيأ الأجواء للتغيّير بدعم المرشح الإصلاحي ؟
“حسن أنصاري” : الحقيقة أنني لم أشاهد هكذا موجة في المجتمع، وأعتقد أن التفاؤل بإقبال شعبي على صناديق الاقتراع إنما يُخالف الواقع، وأغلب التحاليل السياسية.
والأهم في ظل الأوضاع الراهنة؛ هو حجم المشاركة في الانتخابات المقبلة. وكان بعض المسؤولين قد تبّنى خلال السنوات الأخيرة اتجاهًا دفع باتجاه تراجع معدلات المشاركة الشعبية في الانتخابات، والدليل العيّني على ذلك ما حدث في الدورة الثانية من انتخابات البرلمان الأخيرة؛ حيث لم تتجاوز نسّبة المشاركة في “طهران”: (8%)، ولذلك فإذا كان من المقرر أن يفوز السيد “پزشكيان” في الانتخابات المقبلة، فإنه بحاجة إلى مشاركة شعبية كبيرة، وفي ظل الأوضاع الراهنة لا أتوقع حدوث ذلك.
وقد أثبتت التجربة أنه كلما كان معّدل المشاركة الشعبية في الانتخابات ضعيف، كلما ازدادات فرص الأصوليين في الفوز بالانتخابات.
فرص “قاليباف” ضعيفة..
“آرمان ملي” : يبدو أن السيد “محمد باقر قاليباف”؛ هو خيار الأصوليين الأساس للرئاسة. برأيك ما هي احتمالات فوز “قاليباف” في الانتخابات ؟
“حسن أنصاري” : يُشارك السيد “قاليباف” للمرة الرابعة في منافسات انتخابات الرئاسة، لكن كان يُنهي العمل في كل مرة قبل حصّد النتائج لأسباب مختلفة.
والأهم بخصوص “قاليباف”؛ هو الشائعات حوله وأسرته، ورُغم عدم صدور حكم حتى الآن ضده أو أي من أقاربه، لكنه يواجه وضعًا خاصًا. وعلى كل حال تُحيط به وبعض المدراء الذين عملوا معه عن كثب قضايا تتطلب الشفافية.
لذلك لا أري فرصة لفوز السيد “قاليباف” بالانتخابات، بل أعتقد أنه سيفشل مجددًا في هذه الانتخابات.
مع هذا في حال فاز “قاليباف” أو “جليلي”؛ بانتخابات الرئاسة، فلن يتغيّر شيء بالدولة. أنا أحمل احترامًا بالغًا للسيد “پزشكيان”، وأعتقد أنه كان على “مجلس صيانة الدستور” منح الصلاحية لخيارات إصلاحية أخرى على نحو يُهيء الأجواء لإقبال جماهيري كبير. لكن أما وأن هذا لم يحدث، فلا يمكن تقديم تصور واضح للانتخابات، ولكن مع مرور الوقت سوف تتضح الرؤية.