“حسن هاني زاده” يكشف .. دور “إيران” الرئيس في الاجتماع الرباعي الروسي !

“حسن هاني زاده” يكشف .. دور “إيران” الرئيس في الاجتماع الرباعي الروسي !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

توجه “حسين أمير عبداللهيان”؛ وزير الخارجية الإيراني، إلى العاصمة الروسية؛ “موسكو”، يوم الثلاثاء الماضي، للمشاركة في القمة الرباعية مع نظراءه: الروسي، والتركي، والسوري، باعتبارها الدول راعية “مسّار الآستانة”، حيث دار المحور الرئيس حول المسّاهمة في حل الأزمة السورية.

وللبحث عن الأبعاد الهامة لذلك اللقاء، أجرى موقع (راهبرد معاصر) الإيراني؛ الحوار التالي مع خبير السياسات الخارجية: “حسن هاني زاده”، على النحو التالي…

أهمية الزيارة بالنسبة للأزمة السورية..

“راهبرد معاصر” : ما هي أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “روسيا” على حلحلة الأزمة السورية ؟

“حسن هاني زاده” : تحظى هذه الزيارة بالنظر إلى تخلص “سوريا” من الأزمة الداخلية بأهمية كبرى. والحقيقة أن هذه الزيارة تهدف بالأساس للتباحث مع وزراء خارجية: “روسيا وسوريا وتركيا” بشأن انسحاب القوات التركية من “إدلب”.

وقد انتهت الاجتماعات السابقة باتفاق كلي على انسحاب القوات التركية من منطقة “إدلب” على الحدود المشتركة بين “سوريا” و”تركيا”. وقد تقرر وضع جدول زمني لذلك، لكن بسبب اقتراب موعد الانتخابات التركية لم يتضح الموعد النهائي للانسحاب التركي.

كذلك فقد شهد الاجتماع الحالي؛ مناقشة التفاصيل المتعلقة بكيفية تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة بين “سوريا” و”تركيا” وإحراز تقدم على صعيد المباحثات.

مشاكل حدودية عالقة..

“راهبرد معاصر” : ما هي أسباب إصرار “تركيا” على عدم الخروج من المناطق الحدودية المشتركة مع “سوريا” ؟

“حسن هاني زاده” : تتحسّس “تركيا” بشدة إزاء وجود عناصر الحزب (الديمقراطي) الكُردي السوري على مقربة من الحدود المشتركة؛ حيث تعتقد القيادة التركية أن هذه القوات بمثابة امتداد لـ (العمال الكُردستاني). لذلك توجد مشكلات فنية في أسلوب التعاون المشترك بين القوات التركية والسورية بشأن السّيطرة على الحدود ومنع وجود العناصر المحسّوبة على الحزب (الديمقراطي) السوري في المناطق الحدود التركية.

وكان اجتماع وزراء الدفاع الإيراني والسوري والروسي والتركي؛ في العاصمة “موسكو”، قد أفضى إلى إحراز تقدم في هذا المجال، لكن الطرف السوري يعتقد أن إدارة؛ “رجب طيب إردوغان”، تسّعى للاستفادة من الاتفاق المحتمل بين الجانبين كأداة دعاية انتخابية.

وفي هذا الصّدد يبحث وزير الخارجية الإيرانية في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع؛ في “موسكو”، الجدول النهائي للانسّحاب التركي من “إدلب” السورية. ومن المقرر بشكلٍ عام أن تستمر اجتماعات الدول الأربع على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والخبراء السياسيين والعسكريين حتى القضاء على المشكلات بين “تركيا” و”سوريا”.

التعاون “الإيراني-الروسي”..

“راهبرد معاصر” : كيف تُقيم التعاون العسكري والسياسي بين “إيران” و”روسيا” ؟

“حسن هاني زاده” : سوف يبحث وزير الخارجية في إطار زيارته الحالية إلى “موسكو”؛ مسألة التعاون العسكري والسياسي والأمني بين “طهران” و”موسكو”، ومن الطبيعي أن يتشاور الجانبان بشأن الحرب الأوكرانية والعلاقات الإقليمية، والمواجهة المشتركة ضد السّيادة الأميركية في “غرب آسيا”، والوجود غير المشروع لـ”الكيان الصهيوني” في “جمهورية أذربيجان”.

وحاليًا؛ “سوريا” بصدد الخروج من أزمتها التي استغرقت 12 عامًا، وعودة هذا البلد إلى “الجامعة العربية”؛ إنما تعني استعادة دورها المؤثر في المعادلات الإقليمية والدولية.

وزيارة الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، الأخيرة إلى “دمشق” تؤكد حقيقة انتهاء الأزمة السورية. وتميل “إيران” و”روسيا” للمشاركة في إعادة إعمار المدن المدمرة بسبب الأزمة السورية الداخلية.

والموضوع المهم الآخر هو الحرب الأوكرانية، لأن استمرار هذا الوضع قد يتسّبب في أضرار خطيرة لدول الجوار “الروسي-الأوكراني”. لذلك يحظى موضوع إنهاء الأزمة الأوكرانية باهتمام زوراء خارجية: “إيران وروسيا وتركيا وسوريا”.

رسائل الزيارة..

“راهبرد معاصر” : ما هي أهم رسائل زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “موسكو” ؟

“حسن هاني زاده” : تنطوي زيارة وزير الخارجية إلى “موسكو” على رسائل هامة؛ بغض النظر عن مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول الأربعة المعنية بالأزمة السورية.

فقد برزت حرب عصابات في الأزمة السورية التي استغرقت 12 عامًا؛ بعد تورط أكثر من: 150 ألف عنصر تلقى تدريبات معقدة من حوالي: 80 دولة، بهدف الإطاحة بنظام “بشار الأسد”؛ وتوجيه ضربة إلى “محور المقاومة” بمساعدة “أميركا، وإسرائيل”، وبعض الدول العربية.

وطوال هذه المدة حصلت التنظيمات الإرهابية على أكثر من: 80 مليار دولار كدعم مالي ولوجيستي، إلا أن دخول “إيران وروسيا وحزب الله”؛ في الميدان السوري، تسبب في فشل كل هذه التنظيمات.

وقد زاد وجود القوات التركية شمال غرب “الفرات”، والبحرية الأميركية في شرق “الفرات” من تفاقم الأزمة السورية، لكن “دمشق” نجحت في تحرير: 95% من أراضيها بمساعدة “إيران” و”روسيا”.

وخروج القوات التركية والأميركية من الأراضي السورية هو مطلب “سوري-إيراني-روسي” مشترك، وفي هذا الصدد تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “موسكو”.

بعبارة أخرى تُثبت هذه الزيارة أن مبادر العمل الميداني والسياسي في “سوريا” ماتزال بيد “موسكو وطهران”؛ اللتان تحولتا إلى قوتين إقليميتين مؤثرتين في مواجهة السّيادة الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة