خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
للمرة الثانية تتعرض “إسرائيل” لقصف صاروخي إيراني، بغضون عدة أشهر، ردًا على اغتيال؛ “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في “طهران”، و”حسن نصرالله” في “لبنان”.
وقد كان للقصف الأخير أهداف محددة سلفًا في الأراضي المحتلة. مع هذا من المحتمل أن يقوم “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس وزراء “الكيان الصهيوني” بإجراء جديد ضد ردًا على القصف الإيراني.
في المقابل؛ وبحسّب المسؤولين السياسيين والعسكريين الرد الإيراني أكثر قوة. وللنقاش حول الأوضاع الإقليمية المعقدة، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ الحوار التالي مع الدكتور “حسن هاني زاده”؛ محلل العلاقات الدولية…
ردًا على الجرائم الإسرائيلية بعد فترة صبر استراتيجي..
“آرمان ملي” : ما هي أهم تداعيات القصف الصاروخي الإيراني على “إسرائيل” ؟
“حسن هاني زاده” : عمليات (الوعد الصادق-2) هي بمثابة رد على الجرائم الإسرائيلية الأخيرة، وفي هذه العملية قصفت الصواريخ الإيرانية أهدف محددة سلفًا في الأراضي المحتلة، شملت عدة قواعد عسكرية؛ وفي مقدمتها مقر الوحدة (8200) مقر قيادة تنفيذ عمليات اغتيال السادة: “هنية” و”نصرالله”، وكذلك مقتل عدد من ضباط (الموساد).
وهذه العلمية ستُغير بشكلٍ طبيعي من قواعد الصراع في المنطقة، ويمكن القول إنها ستُغير مصير الشرق الأوسط.
وعلى مدار العام الماضي؛ قصفت “إسرائيل” بطائراتها ومقاتلاتها شعب “غزة” الأعزل، وضربت بكل القوانين الدولية عرض الحائط، باغتيال السادة: “هنية” و”نصرالله”. وقد انتهكت “تل أبيب”؛ بشكلٍ واضح وصريح، السيّادة الإيرانية باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في “طهران”، التي كانت تعتزم قصف “إسرائيل” ردًا على هذه العملية، لكن لم تفعل استجابة للمطالب الكثيرة من دول العالم المختلفة، في إطار محاولة الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في “غزة”.
لذلك اتبعت “إيران” سياسة الصبر الاستراتيجي، لكن لم تجد بديلًا عن الرد على جرائم “إسرائيل” ضد الغزاويين خلال الأسابيع الماضية، ثم اغتيال “نصرالله”.
خيارات صعبة أمام “إسرائيل”..
“آرمان ملي” : ماذا سيكون رد “إسرائيل” على القصف الإيراني ؟
“حسن هاني زاده” : “إسرائيل” بصّدد أحد خياريين، الأول: الاتعاظ من الرد الإيراني والاكتفاء بالوضع الراهن والعزوف عن القيام بأي عملية جديدة ضد “إيران”، أو أن يلجأ “نتانياهو” لمهاجمة دول (محور المقاومة”.
الثاني: ثمة احتمال أن تُهاجم “إسرائيل” القطاعات العسكرية والنووية، وفي هذه الحالة سترد “إيران” على “إسرائيل” الرد النهائي، وحينها سوف تتجه منطقة الشرق الأوسط إلى أزمة وحرب كبرى.
في ضوء ما تقدم سنواجه أوضاع غير قابلة للسيّطرة وستكون مجهولة الأفق. ويبدو أن “إسرائيل” اتعظت من العملية الأخيرة. وسعادة الكثير من شعوب العالم بالقصف الصاروخي على “إسرائيل”، إنما يثُّبت امتلاك “إيران” قدرات ردع كبيرة، ويعكس من ناحية أخرى، الدعم الشعبي لتلك العملية.
وبعد ساعات من هذه العملية أثنى الكثير من شعوب الدول الإسلامية على العملية الإيراني، وهذا يثُّبت بوضوح تمتع “إيران” بمكانة ممتازة إقليميًا وعالميًا.
مع هذا يجب وصف مستقبل المنطقة بالحساس، ولو لم تتدخل الدول العربية في هذا الموضوع، وإعلان وقف إطلاق النار في “غزة”، واستمرار “إسرائيل” في جرائمها، فسوف يشهد مستقبل المنطقة المزيد من الاضطرابات.
أميركا مقيدة “مؤقتًا” داخل المنطقة الرمادية..
“آرمان ملي” : هل ستتورط القوى الكبرى في الحرب ؟
“حسن هاني زاده” : في ظل الأوضاع الراهنة تستعد “الولايات المتحدة” لإجراء انتخابات رئاسية، الأمر الذي يضع “واشنطن” في موقف رمادي من التوتر بين “إيران” و”إسرائيل”.
ويُرجّح المسؤولون الأميركيون احتواء التوترات في الشرق الأوسط، والحيلولة دون استمرار الصراعات.
وسوف يستمر هذا الوضع حتى الانتهاء من الانتخابات، وسوف تتغير المعادلة حال عودة؛ “دونالد ترمب”، إلى السلطة مجددًا؛ حينها سوف تمثل نظرته الهجومية مشكلة للمنطقة والعالم.
وفي حال فوز؛ السيدة “كامالا هاريس”، بالانتخابات، سوف تتجه الأوضاع إلى التهدئة، وسوف يضغط الديمقراطيون على “نتانياهو” لعدم القيام بأي إجراء ضد “إيران”.
مما تُجدر الإشارة إليه أن “طهران” استخدمت في العملية الأخيرة صواريخ فرط صوتية من الجيل الثاني والثالث، وإذا ما أرادت “إسرائيل” القيام بعملية جديدة ضد “إيران”، فسيكون هناك احتمال أن تستخدم “طهران” الجيل الرابع والخامس من هذه الصواريخ، وحينها سوف تصل إلى عُمق الأراضي المحتلة.
والخلاصة أن “إيران” في موقف جيد من حيث الردع، وتمتلك من الإمكانيات والتجهيزات ما يمكنها من توجيه ضربات قاصمة لـ”إسرائيل”.