خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
استمرارًا للتوتر السياسي في “لبنان”، أعلن “سعد الحريري”؛ رئيس (تيار المستقبل)، في إطار تحمل المسؤولية، وقناعاته بانعدام الفرص الإيجابية؛ بالنسبة لـ”لبنان”، في ظل النفوذ الإيراني بالبلاد والحيرة الدولية، والتفرقة الوطنية، تعليق أنشطته السياسية، وطلب إلى باقي أعضاء (تيار المستقبل) القيام بخطوات مشابهة.
وأكد أنه لن يُقدم أي مرشح باسم (تيار المستقبل) في الانتخابات البرلمانية، وأضاف: “سوف نستمر في خدمة الشعب والدولة اللبنانية، والقرار يعني تعليق كل الأدوار في الحكومة، والبرلمان أو السياسة بالمعنى التقليدي. لقد تحملت المسؤولية وتقدمت الحكومة باستقالتها استجابة لثورة 17 تشرين أول/أكتوبر 2019م، وجاهدت بعد كارثة بيروت تغيير أسلوب العمل من خلال تشكيل حكومة من المتخصصين”.
مع هذا؛ يعتقد بعض الخبراء في وجود بعض المعادلات الإقليمية والدولية الأخرى وراء موقف “الحريري”.
وفي هذا الصدد؛ أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع: “حسن هاني زاده”؛ السفير الإيراني الأسبق في لبنان…
لعبة غير أخلاقية !
“آرمان ملي” : ما هي أهداف “سعد الحريري” من الزج باسم “إيران” في هذه المرحلة الزمنية ؟
“حسن هاني زاده” : انسحاب “سعد الحريري” من الساحة السياسية يُمثل نوعًا من الألاعيب غير الأخلاقية على الساحة السياسية اللبنانية.
وكان قد سعى؛ قبل فترة، تحت وطأة الضغوط الأميركية والسعودية، إلى خلق حالة من الجدل والتوتر السياسي والعرقي في “لبنان”، وفي هذا الصدد؛ شكل خلال الأسابيع الأخيرة تيار جديدة بمشاركة النخبة اللبنانية للحشد ضد “إيران” و(حزب الله).
وقد انسحب معظم أفراد هذا التيار عن الساحة؛ ولم يتبقى سوى بضعة أفراد، وأدرك “الحريري” عمليًا حجم الدعم الكبير الذي يحظى به (حزب الله)، في “لبنان”، ولذلك قرر تقديم الاستقالة.
وبالتالي؛ فقد جاءت هذه اللعبة الجديدة كخطوة بعد الفشل في الحشد. ويهدف “سعد الحريري” والدول العربية من هذه اللعبة، إلى توجيه دفة الساحة السياسية اللبنانية.
وهو يسعى بمقاطعة الانتخابات؛ إلى سقوط “لبنان” مرة أخرى في حالة من التوتر والجدل، وإساءة استغلال هذه الأجواء. ولن ينجح، “الحريري”؛ من القول باحتلال “لبنان” من جانب “إيران” في تحقيق أي نتائج، وفشل عمليًا في توجيه دفة الأجواء اللبنانية لصالحه؛ وقرر اللجوء إلى “الإمارات”. وحاليًا تدعم بعض دول “مجلس التعاون الخليجي”؛ كـ”السعودية والإمارات والبحرين”؛ قرار “سعد الحريري”.
الهروب إلى الأمام..
“آرمان ملي” : يُريد المسؤولون في “السعودية” و”الإمارات” ترميم العلاقات مع “إيران” من جهة، ولكن يدعمون من جهة أخرى مثل هذه التيارات، ما هي أسباب هذه السياسات المتناقضة ؟
“حسن هاني زاده” : الهدف هو الحصول على مزيد من المقاعد في النظام اللبناني، ومن جهة أخرى تبدأ هذه المجموعة عملية الفرار إلى الأمام على نحو يُساعدهم في تبرئة أنفسهم من الاتهامات.
لقد اختارت “السعودية” و”الإمارات” مسارًا خاطئًا، لأن “سعد الحريري”؛ خسر بالأساس مكانته في “لبنان”، وسوف تفشل مساعيه الواضحة إلى حشد الدول العربية والعمل على تغيير الأجواء اللبنانية لصالحه.
إن انسحاب “الحريري” من المشهد السياسي اللبناني، وإدارة “سمير جعجع”؛ وبعض الأطراف الأجنبية في الداخل اللبناني، يهدف إلى توجيه أصابع الاتهام صوب “طهران”؛ والحشد ضد “إيران” في المنطقة.
وبحسب التقارير، فقد باءت هذه الجهود بالفشل، ولم تُحقق نتائج حتى في الداخل اللبناني، وحصلت حركة (أمل) و(حزب الله) اللبناني على أغلبية المقاعد البرلمانية. بدورها كانت “إيران” تقف إلى جانب “لبنان” في أصعب الفترات، ونجح تعاون البلدان في السنوات الأخيرة على إحباط مثل هذه المؤمرات.
تقدم “مفاوضات فيينا”..
“آرمان ملي” : الحديث عن إثارة “إيران” للتوتر في المنطقة، يهدف للتأثير على “مفاوضات فيينا” ؟
“حسن هاني زاده” : الأوضاع حاليًا على الساحة الدولية؛ وفي الشرق الأوسط، تتقدم على نحو يوحي بإرتباط كل القضايا ببعضها، بحيث أضحى العمل على الصعيد السياسي بالغ الصعوبة.
أحد هذه القضايا؛ هي عملية الحشد ضد “إيران” من جانب الدول المختلفة، وتنشر كل فترة أخبار في هذا الصدد من شأنها مضاعفة الضغوط على “إيران”.
وتُريد “السعودية”، و”الإمارات” بالتحديد؛ تكثيف الضغوط على “إيران” في المنطقة، ربما أمكنهم التأثير على “مفاوضات فيينا”.
لكن مسار المفاوضات يتقدم على نحو جيد؛ رغم تشكيل تحالف “عبري-عربي” ضد المفاوضات، للحيلولة دون إنتهاء المفاوضات على نحو يُرضي “إيران”، ولذلك يتعين على “إيران” التعامل بذكاء وعدم السماح بإساءة استغلال أي فرصة.