غادر الكاتب والمؤرخ والسياسي حسن العلوي كردستان في طريقه للاقامة بشكل دائم في قبرص بعد ان قدم طلبا للاقامة فيها.
واتصل العلوي من بيروت التي يقيم فيها حاليا، بـ “خندان” ليعلن عن قرب اصدار كتابه الجديد خلال الاسابيع القليلة المقبلة والذي يعد له منذ سنوات والموسوم (الدولة الكردية .. آخر ايام الصمت) بأعتبار ان اقليم كردستان هو دولة سوى انها تفتقر الى حق التصويت في الامم المتحدة حسب وصفه، منوها الى ان عنوان الكتاب سيتغير الى (الدولة الكردية .. مئة عام من الانتظار).
وذكر العلوي انه ومنذ اربع سنوات يلقي محاضرات في اربيل والسليمانية، فضلا عن حديثه للاعلام عن ضرورة استثمار الظروف المثالية الان للاعلان عن الدولة الكردية.
ويشير العلوي في معرض حديثه لــ “خندان” الى انه قرر فيما مضى تأجيل اصدار الكتاب لسببين، اولهما احتجاجا على دعوات صادرة من سياسيين ومثقفين وصفهم بمرضى فوبيا الاستقلال، وثانيهما هو انه كان ينتظر مرور خمسة قرون على احتلال كردستان وتقسيمها بعد معركة (جالديران) عام 1514 بين السلطان سليم الاول والشاه اسماعيل الصفوي.
ويشير العلوي في احد اهم فصوله المثيرة الى ان مؤسسات اقليم كردستان السياسية ومراكز البحوث ووسائل الاعلام والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لم تلتفت الى هذه الذكرى المشؤومة، موضحا انه كان يتوقع ان يكون عام 2014 – 2015 عاما حيويا لاحياء ما تعرض له الكرد خلال 500 عام من التأريخ، وهي اطول مدة في التأريخ البشري لنضال الشعوب المتواصلة، من دون ان يحقق الكرد اهدافهم في اقامة دولتهم المستقلة.
ويقول العلوي ان “اهم ما يقدمه لهذه القرون الخمسة هو هذا الكتاب الذي سيبصر النور خلال شهر من الان، والذي يأتي بعد مشاركة العلوي في النضال من اجل حرية كردستان والذي يضع تأريخا له في 12/4/1961 يوم كان معتقلا مع مجموعة من مناضلي الكرد في بغداد (موقف شرطة السراي) وتقرر حينها في ذلك اليوم نقل المعتقلين الى (الثكنة الحجرية) في جلولاء وقد ربطت يده اليسرى مع اليد اليمنى للمناضل الكردي (مصطفى نريمان) في قيد حديدي واحد حسب وصفه.
ويروي العلوي عن القصة قائلا:”حينما كنا في الطريق الى المعتقل الجديد في جلولاء، اعلن راديو بغداد في نشرته الاخبارية عن ارسال الاتحاد السوفيتي حينها اول انسان الى الفضاء وهو العقيد (كاكارين)، فقلت لصاحبي مصطفى نريمان: كم هو رائع ان ابدأ مع الكرد تأريخا يرتبط بمقال عن (كاكارين والكرد والكلبجة)، ومنذ ذلك الحين يضع العلوي كما يقول حصة للكرد في اي كتاب يصدره او مقال يكتبه او حديث يدلي به لنصرة قضيتهم العادلة.
ويستطرد العلوي قائلا:”الاحتفال لن يكون بصدور الكتاب فحسب، وانما للتذكير بمرور 500 عام على وقوع كردستان تحت الاحتلال”. ويقول انه كان مصمما على عدم اصدار الكتاب وهو في اربيل، والان وقد ارتحل عنها واستقر في بيروت، يشير الى ان الاوان قد حان لاصدار الكتاب.
ويضيف العلوي انه وبالتزامن مع اصدار كتابه الموسوم (الدولة الكردية .. مئة عام على الانتظار)، يستغرب من ان المؤسسات الكردية اغفلت ذكرى مرور خمسة قرون على احتلال كردستان، منوها الى ان الكرد لم ينتبهوا الى هذه الذكرى بالرغم من ان الارمن جيرانهم ونظرائهم في العذاب، قد استثمروا افضل استثمار ذكرى مرور 100 عام على المذبحة التي تعرضوا لها، فحشدوا الرأي العام العالمي واستحصلوا على قرار جديد يدين مرتكبي المذبحة.