23 ديسمبر، 2024 10:48 م

حسن العلوي يتساءل عن مصير الاصلاح وحماية الطوائف بدولة يقتل فيها الشيعة بنظام شيعي

حسن العلوي يتساءل عن مصير الاصلاح وحماية الطوائف بدولة يقتل فيها الشيعة بنظام شيعي

تساءل المفكر والنائب العراقي المستقل حسن العلوي في رسالة الى الزعيم الشيعي مقتدى الصدرعن الكيفية التي سيتمكن فيها النظام الشيعي في العراق من حماية الطوائف الاخرى وهو لم يستطع حماية ابناء طائفته واكد دعمه لدعوة الصدر بتحديد ولايات الرئاسات الثلاث بدورتين واصلاح أوضاع العراق وناشده الثأر للفقراء من سارقي قوتهم وتبني غذاء الفقراء الذين يعيش اغلبهم في بيوت الصفيح  ويشربون من مياه المستنقعات فيما عيون الحكومة غافلة عن رؤيتهم .
 وخاطب حسن العلوي وهو شيعي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رسالته  قائلا “سماحة السيد الاجل مقتدى الصدر فتى قريش ولسان الاحرار وضمير الفقراء ، الناطق بالفعل والعامل بما يرضي الله والناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” . وأضاف قائلا “وبعد : فأنا رجل لايعطي بيعته في السر ولايسحب بيعته في السر ، وهذه السطور في سياق هذا التاريخ ، تنشر على صحيفة اعمالي ، وقد كتب عليها حقاً قد يعتبره الناس باطلاً ، وباطلاً قد يعتبره الناس حقاً ، لكني لم ازل ارى فيك مارأيته في الجانب الابيض من تاريخي الطويل ، فكأنك تأخذ الحق من خاصرة الباطل ، ولم تخضع لارادة المكان عندما يتعارض مع ارادة الضمير” .
وتابع العلوي “ايها السيد الاجل ، كأني بك حالمٌ بما قال ابن كوفتنا الحمراء وفتى الفتيان ابو الطيب المتنبي ، قولة الخلود :
اتى الزمانَ بنوه في شبيبتهم *** فسرهم واتيناه على الهرم
والحمد لله انك في المقتبل ونحن في نهاية الهرم ، وامامك زمن ستكون سيده ، وهو مالم يتوفر لزعامة شابة في التيار الديني قبلك ، وقد جرت العادة ، والعرف ، ان من يبلغ درجة الزعامة من علماء الدين ، قد لايصلون اليها قبل الثمانين من العمر ، فيكون عهدهم بها قصيراً” .
وخاطب العلوي الصدر قائلا “اكتب اليك ، وقد تابعت حركة التيار الصدري وانا في المنفى ولم اكن اعرف عنه شيئاً ، فكتبت منذ العام 2001 مقالاً عن الاجيال السياسية الثلاثة التي ستقيم النظام الجديد ، واسميت حركتكم ، جيل اللحظة الميدانية ، والذي يظهر عادة في لحظات الصدام الدامي مع القوة الغاشمة التي اذا حكمت في الداخل فأنها ستطرد معارضيها الى الخارج ، فيما تبقى صفوة مقيمة كالديدبان ، فاذا سقط النظام الغاشم اياً كان نوعه ، حدث الصراع بين رجال المنفى المدللين على رغم مما اصابهم ورجال الميدان الذين يمتلكون الارض ، وهكذا تاريخ الثورات في الجزائر والمغرب والعراق ، ومن هذا الواقع كنت افهم ومازلت الدور الذي سيقوم به جيل الميدان داخل العراق ، وكيف سيصطدم بالجيل القادم من الخارج الذي قد يدفع بعضهم ثمن الارضية وحق الجغرافية التي يقيم عليها شاء ام ابى ، ويبقى الجيل الميداني .. الجيل الذي تقوده انت الان هو الانقى والاصدق والاقرب الى ضمائر الناس وحاجاتهم .
ويوم بعد يوم يرسي هذا الجيل بزعامتكم اسس دولة تضع الفقراء والضعفاء موضع الامراء والسادة الذين استبيحت اموالهم وكراماتهم ولقمة عيشهم “.
وزاد العلوي “وبلغة الطوائف ، ومازلت اعتبر العامل الطائفي هو الفاعل الاول في صناعة القرار في المنطقة العربية والاسلامية ، اقول ان الدماء التي تسفك يومياً هي على الاغلب دماء شيعية ، وفي نظام يقوده الشيعة ، مدنياً وعسكرياً ، حكومة وشارعاً ، فهل لي ان اتساءل عن الموقف من نظام شيعي لايستطيع ان يوفر الحماية لابناء طائفته … فكيف سيوفر حماية لابناء الطوائف الاخرى وبعضها على اطراف الحدود مابين القائم وسنجار وزاخو “.
واشار العلوي الى “ان ماتعتبره الاروقة الدبلوماسية والاعلامية العربية والاجنبية تطوراً ايجابياً في موقف التيار الصدري خلال الشهور الاخيرة ، انما هو بالنسبة لي تعبير طبيعي في اتجاهات التيار الصدري ، والتي حاضرت حولها ودخلت في مساجلات داخل صالات في الخليج العربي ومدن عربية اخرى ، ان خطابكم في 6 تموز 2012 هو البرنامج النبيل والوطني ، الذي جعل البيان الوزراي يتعثر خلفه ، وهو برنامج المرحلة الحالية ، وعليه اتطلع ان تتكرس جهود الكتل السياسية الاخرى وبضمنها كتلة الحكومة ، وهذا الخطاب يغنينا عن الانشغال ومشاغلة الناس بلجنة الاصلاح التي ، ستصدم بالجهاز الاداري الفاسد ، وبأعمدة النهب والتخريب” .
واضاف العلوي وهو صحافي مخضرم قائلا “في الختام فلقد فوضت ممن بقى من جيلي الاول والجيل الثاني العاملين في الصحافة العراقية بأن ارفع لسماحتكم ايات التقدير والاعجاب بدفاعكم عن مصالح الصحفيين ، بعد ان استبيحت اموالهم ودماؤهم واعمارهم . ولقد سبق لنا ان عرضنا على الرأي العام العراقي ، اوضاع مائة عائلة رحل عنها معيها الصحفي ، وثلاثون اخرى مازال المعيل الصحفي في اصعب العمر ، وهي تتقاضى راتباً تقاعدياً هو 500 دينار فقط اي اقل من نصف دولار منذ عدة سنوات ، فاذا كانت الضمائر قد داخلها نفس الفساد فعند الاحرار من وارثي الفضيلة وناشري الخير امثالكم مايكفي لردم هذه الهوه في دولة تتعامل ميزانيتها السنوية مع مائة الف مليون دولار سنوياً ، وفي ظروف مكشوفة اضطرت فيها احدى المحاكم برغم الضغوط لاصدار حكم بالسجن على وزير التجارة السابق لاختلاسه مليار ومائتي مليون دولار ، هي حصيلة ماقدمه هذا الوزير من زيت فاسد ورز عفن وتقليصه للبطاقة التموينية من اربع عشرة مادة الى خمسة مواد غذائية ، يتم اختيارها من بضائع لاتصلح للاستخدام البشري . انهم يأكلون في بطونهم ناراً ، وهذا مصيرهم في الاخرة ، وعلينا استجلابهم لكي تكوى جباههم وتحرق اصابعهم ، وليس غيرك من يثأر للفقراء من سارقي قوتهم ويتبنى غذاء الفقراء الذين يعيش اغلبهم في بيوت الصفيح ، ويشربون من مياه المستنقعات امام عيون الشاشات ، فيما عيون الحكومة مسمولة عن رؤيتهم”.
 
وتأتي هذه الرسالة ردا على خطاب الصدر الذي وجهه الى العراقيين الجمعة الماضي ودعا فيه الى تحديد ولايات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان بدورتين تجنبا لنشوء دكتاتوريات شخصية او حزبية وطالب ببناء القوات الامنية بعيدا عن الولاءات الحزبية والطائفية واكد ضرورة تشكيل لجان شعبية وحكومية للكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم ولجان امنية اخرى لمواجهة الانهيارات الامنية الحاصلة يوميا.
وشدد الصدر ( 40 نائبا برلمانيا و6 وزراء في البرلمان والحكومة الحاليين) في خطاب متلفز الى العراقيين مساء اليوم على ضرورة تحديد ولايات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان بدورتين فقط من أجل تجنب نشوء دكتاتوريات جديدة في العراق . ودعا البرلمان الى التصويت على قانون يقضي بحصر فترة هذه الرئاسات بدورتين اثنتين حتى لايتم السماح بولادة أو نشوء دكتاتوريات شخصية او حزبية لان الشعب العراقي عانى كثيرا من دكتاتوريات الشخص الواحد ودكتاتوريات الحزب الواحد. ورفض الصدر عمليات والاقصاء التي تمارس ضد الشركاء في العملية السياسية مؤكدا على ضرورة انهاء هذه الممارسات من خلال تشكيل لجان دستورية لازالة بنود دكتاتورية من الدستور لتحل محاها بنود تشيع المحبة والتىالف بين العراقيين.
يذكر ان العراق يشهد أزمة سياسية منذ أواخر العام الماضي مباشرة، بعد الإنسحاب الأميركي من البلاد نهاية عام 2011 بسبب تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية حول قضايا تتعلق بالشراكة في إدارة الدولة بالاضافة إلى ملفات أخرى ما دفع بعضها إلى الدعوة لسحب الثقة من المالكي بعد عدة اجتماعات في مدينتي اربيل والنجف. وكانت الدعوة لسحب الثقة عن طريق رئيس الجمهورية قد فشلت بعد أن أعلن طالباني في التاسع من حزيران الماضي أن عدد الموقعين على سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي بلغ 160نائبا فقط وهو اقل من العدد المطلوب البالغ 163 ودعا مجددا إلى عقد الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية لكنه لم يتم بعد تحديد موعد أو مكان أو جدول أعمال هذا المؤتمر.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة