ظهرت اليوم اولى الترشيحات لمنصب رئيس الجمهورية العراقية الشاغر منذ اصابة الرئيس جلال طالباني بجلطة دماغية اواخر عام 2012 وتسفيره الى المانيا للعلاج ومازال هناك لم ينصح الاطباء بعد بعودته الى بلده حيث اعلن قيادي بحزب طالباني ان طبيبه الخاص محافظ كركوك نجم الدين كريم الاصلح لخلافته.
وفي تصريحات له عمن يرشحه لخلافة طالباني في منصب رئيس الجمهورية قال عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني انه محافظ كركوك وطبيب الرئيس الخاص الدكتور نجم الدين كريم وذلك استنادا “الى تاريخه السياسي ومواقفه الوطنية ونجاحاته الادارية ولذلك فهو الاكثر مقبولية من قبل مختلف الاطراف السياسية في الاقليم وبغداد لتولي هذا المنصب” كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في تقرير الاحد.
وقال مراد ان غياب الرئيس طالباني عن الساحة السياسية ترك اثرا بالغاَ على مختلف الاوضاع في العراق وكردستان، منتقدا تعريض مقدرات المواطنين للخطر ووضع المصالح العليا للاقليم اسيرة بالصراعات والتجاذبات السياسية لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة . واضاف “اننا في كردستان نسعى لتطبيع العلاقات مع بغداد وانهاء مرحلة الازمات والصراعات، وان تركيا تتدخل بشكل سافر في الاوضاع الداخلية للعراق واقليم كردستان للتحكم في قراراته السياسية وثرواته الطبيعية وانها تسعى لبيع نفط الاقليم بالتعاون مع الحزب الديمقراطي (بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني) بابخس الاثمان دون علم المواطنين في الاقليم.
وحول الدور الايراني في العراق اشار مراد الى ان لدى ايران حدود شاسعة مع العراق وهي تسعى ومن هذا المنطلق الى الحفاظ على مصالحها وامن واستقرار مناطقها لبناء علاقات متوازنة مع العراق.
وفيما يخص التطورات في المنطقة وخصوصا سوريا اكد مراد ضرورة ان يكون كرد العراق محايدين وان لايكونوا جزءاَ من سياسة المحاور في المنطقة لافتا الى ان تركيا والسعودية تسعيان لاقحام الاكراد في محورهما الذي يهدف الى ضرب القوى الوطنية والقومية في المنطقة وتغيير موازين القوى فيها وهي استراتيجية لاتتجانس مع المصالح المستقبلية للكرد في المنطقة على حد قوله.
واكد مراد امتعاضه مما قال انه استعجال الحزب الديمقراطي وحركة التغيير بالاتفاق على تشكيل حكومة الاقليم واستخدامهما هذا الاستحقاق الوطني لاغراض الدعاية الانتخابية “في محاولة يائسة منهما لتهميش الاتحاد الوطني الكردستاني” .. مشددا على انه ليست هناك اي جهة “تستطيع تشكل حكومة الاقليم دون العودة الى الاتحاد الوطني كقوة اساسية لايمكن الاستغناء عنها” .. ودعا جميع الاحزاب في الاقليم الى العمل المشترك لتشكيل حكومة ذات قاعدة جماهيرية عريضة بمشاركة مختلف الاحزاب والقوى الكردستانية.
وجاءت تصريحات مراد بعد يوم من اخرى اطلقها قوباد طالباني نجل الرئيس العراقي اكد فيها ان منصب رئيس الجمهورية مهم جدا بالنسبة للاكراد والاتحاد الوطني الكردستاني يريد الاحتفاظ به. واضاف ان “هذا المنصب مهم جدا ويود الاكراد ان يحتفظوا به وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني يريد ان يحتفظ به كذلك”.
معروف ان أكراد العراق بمتمسكون منصب رئيس الجمهورية ويخشون من خسارته بعد إعلان نتائج الانتخابات وتشكيل البرلمان الجديد . وعلى الرغم من ان منصب رئيس البلاد فخري الى حد كبير، فان الاكراد يرون ان وجود ممثل عنهم في سدة الرئاسة يعد تعويضا لهم عما تعرضوا اليه من قمع ابان نظام صدام حسين.
ويشعر اكراد العراق حاليا بالقلق من امكانية خسارة هذا المنصب في مرحلة ما بعد الانتخابات خصوصا وان هذا المنصب يمثل بالنسبة اليهم رمزا مهما بعد عقود من القمع، وحلقة وصل بين اقليم كردستان وبغداد. ويتولى هذا المنصب منذ عام 2006 جلال طالباني وهو اول كردي يتولى منصب رئيس الجمهورية في العراق. وعلى الرغم من ان منصب رئيس البلاد فخري الى حد كبير، فان الاكراد يرون ان وجود ممثل عنهم في سدة الرئاسة يعد تعويضا لهم عما تعرضوا اليه من قمع في العهود السابقة وخصوصا قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية عام 1988.
وبحسب العرف السياسي غير المنصوص عليه في الدستور يتولى الاكراد منذ عام 2006 رئاسة الجمهورية، والشيعة رئاسة الوزراء، والسنة رئاسة البرلمان. ويعد تولي شيعي لمنصب رئاسة الوزراء في التشكيلة الحكومية القادمة املا مسلما به، لكن يبقى المنصبان الاخران غير واضحي المعالم وقد يفرض على السنة والاكراد ان يتبادلا هذين الموقعين.
وكان طالباني ظهر في 28 من الشهر الماضي على كرسي متحرك وهو يدلي بصوته في احد المراكز الانتخابية بالمانيا حيث عرضت قناة فضائية تابعة لحزب طالباني تسجيلا مدته دقيقة و22 ثانية يظهر في نهايته لثوان وهو يدخل اصبعه في علبة الحبر البنفسجي ثم يضع ورقته الانتخابية في صندوق الاقتراع وسط تصفيق عدد من المحيطين به فيما هو يلوح باصبعه الملون بالحبر الانتخابي البنفسجي.
نجم الدين مقاتل سابق في قوات البيشمركة الكردية
ونجم الدين كريم ولد في كركوك عام 1949 ونشأ فيها حيث أنهى دراسته الثانوية قبل ان يتوجه الى الموصل كلية الطب حيث أنهى دراسته فيها عام 1971 وانتخب لقيادة اتحاد الطلاب الاكراد وبعد ذلك بعام في 1972 انضم الى قوات البيشمركة.
وقد صاحب كريم الزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى بارزاني الى الولايات المتحدة للعلاج عام 1976 وكان طبيبه الخاص ونشط هناك في القضايا الكردية ثم أكمل تدريب جراحة المخ والأعصاب في جامعة جورج واشنطن . وهو أحد الأعضاء المؤسسين للمؤتمر الوطني الكردستاني في أميركا الشمالية وشغل منصب رئيسه من 1991 حتي 1999. وشهد أمام مجلس الشيوخ الأميركي لجنة العلاقات الخارجية في حزيران (يونيو) عام 1990 عن قمع النظام السابق للاكراد بما في ذلك حملة الأنفال واستخدام الأسلحة الكيميائية وأنه منذ ذلك الحين شهد قبل مجلس الشيوخ الأميركي والعديد من لجان مجلس النواب الممثل.
ونجم الدين كريم هو مؤسس ورئيس المعهد الكردي بواشنطن وعمل أيضا في مجلس إدارة المعهد الكردي في باريس. وفي عام 1992 عمل مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ووزارة الخارجية لإنشاء خدمة صوت أميركا الكردية. وعرف بإلقاء المحاضرات في جامعات الولايات المتحدة حول العديد من القضايا الكردية وقد شارك في مؤتمر فيينا الذي تأسس المؤتمر الوطني العراقي المعارش لنظام صدام حسين وانتخب عضوا في جمعيته العامة. ثم شارك لاحقا في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن في كانون الاول ديسمبر عام 2002 وانتخب عضوا فيه . كما شارك أيضا في اجتماع صلاح الدين للمعارضة العراقية في شباط فبراير عام 2003. وكان عضوا في المؤتمر الأول الذي عقد في بغداد عقب الاطاحة بصدام حسين في نيسان أبريل عام 2003.
وفي في عام 2009 عاد الى العراق وفي المؤتمر الثالث للإتحاد الوطني الكردستاني تم إنتخابه عضواً في المكتب السياسي. وقد ترأس القائمة الكردستانية في محافظة كركوك خلال إنتخابات مجلس النواب العراقي عام 2010 وحقق الأصوات المطلوبة للوصول إلى المجلس . وفي بداية نيسان ابريل عام 2011 أصبح محافظاً لكركوك ولا يزال مستمراً في عمله.
يذكر ان الريس طالباني (80 عاما) يعاني منذ سنوات من مشاكل صحية وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل ان ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب طبية.
وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث وقد انتخب رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 لولاية ثانية لاربع سنوات أخرى.
ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة اخرى في السابع عشرمن كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 اثر اصابته بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد من دون ان يستقر وضعه الصحي فنقل بعد اربعة ايام إلى مستشفى متخصص في المانيا. وقالت الرئاسة العراقي في 20 من الشهر نفسه انه قد تم استقدام أطباء المان الى العراق فأوصوا بنقل طالباني الى المانيا على عجل حيث ادخل الى احدى المستشفيات الكبيرة هناك ومازال يتلقى العلاج فيها.