19 أبريل، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

حريق “نوتردام” .. اليمين البديل استغل الحادث لإثبات صحة نظرياته !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بالتزامن مع الحريق الهائل الذي نشب في “كاتدرائية نوتردام” بالعاصمة الفرنسية، “باريس”، الأسبوع الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع التابعة لأنصار “حركة اليمين البديل” الكثير من التحليلات والشائعات حول أسباب الحريق والمتورطين فيه، وهو أمر معتاد في الحوادث.

ولعبت نظرية المؤامرة دورها على أكمل وجه؛ إذ أشار البعض بأصابع الاتهام إلى متعصبين مسلمين وأكدوا على أن الحريق نتج عن إعتداء إرهابي، بينما أرجع البعض الآخر السبب الحقيقي وراء الحريق إلى أن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، الذي كان مقررًا أن يدلي بخطاب حول نتائج المفاوضات بشأن احتجاجات “السترات الصفراء”، لم يكن لديه أي معلومات جديدة، كذلك انتشرت الكثير من الشائعات الأخرى على منصات مشاركة الفيديو مثل، (يوتيوب)، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

زي “لورانس العرب” وهتافات “الله”..

انتشرت مقاطع الفيديو التي تظهر النيران تلتهم الكاتدرائية؛ بينما يصرخ قائدو السيارات: “إذهبوا إلى هناك”، (بالفرنسية Allez)، فهمت وكأنهم يهتفون: “الله”، وفي مقطع آخر ظهر رجل يرتدي عباءة وعمامة يتجول داخل الكاتدرائية بينما تلتهم ألسنة اللهب قبة المبنى التاريخي، لإظهار أن إرهابيين مسلمين وراء الحادث، وكأن المعتدي عليه إرتداء ملابس “لورانس العرب” عندما يرغب في تنفيذ جريمة ضد الثقافات والمعتقدات الأخرى.

كما نُشرت الكثير من الصور، استخدمت فيها تقنيات تعديل الصور، تُظهر وجوهًا عربية تضحك وتسخر من الحريق، ولم تقم المواقع بحذف جزء كبير من هذه المنشورات التي تستند إلى نظريات المؤامرة؛ الهدف من وراءها التلاعب بالرأي العام ونشر الكراهية ضد المسلمين.

حسابات مزورة باسم وكالات..

كما أُنشئت حسابات مزورة باسم وكالات إعلام عالمية، أبرزها (سي. إن. إن) و(فوكس نيوز)، نُشر عليها تغريدات مثيرة وأخبار مزيفة، لكن موقع (تويتر) قام بتعليق هذه الحسابات في اليوم التالي للحادثة.

مواقع اليمين المتطرف..

لعبت مواقع (فورتشان) و(8 تشان)؛ المرتبطة بأنصار “حركة اليمين البديل”، دورًا كبيرًا في نشر الأخبار المزيفة حول الحادث، وهي مواقع ينشر عليها المستخدمون موادهم بشكل مجهول، وقام عدد كبير منهم بنشر تحليلاتهم حول الحادث، وأرجع أحدهم تلون ألسنة اللهب باللون الأصفر إلى استخدام مواد كيميائية، بينما رأى المؤيدون لنظرية المؤامرة، المعروفة باسم “كانون” أو “كيو”، أن الحريق مجرد حيلة واضحة هدفها صرف نظر العالم عن جرائم الشذوذ الجنسي والإعتداء الجنسي على الأطفال، المتورطة فيها المرشحة الأميركية الرئاسية الخاسرة، “هيلاري كلينتون”، والمستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، وبابا الفاتيكان، “البابا فرنسيس”، ويحاربها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

رسالة تحذير لفرنسا..

بينما استخدمت مواقع أخرى رسائل سياسية أكثر وضوحًا، ونشر موقع “الاتحاد الأوروبي مقابل التضليل”، (EU vs Disinfo)، شهادات لأشخاص أكدوا أن الرب هو من سلط النيران على الكنيسة لتحذير “فرنسا” من السماح بزواج المثليين، وبالأخص بسبب السماح للمرشح الرئاسي الأوكراني، “فولوديمير زيلينكسي”، بزيارة “باريس”، كذلك ربط الموقع بين الحادث وزيارة السيدة الأولى الأميركية السابقة، “ميشيل أوباما”، إلى العاصمة الفرنسية.

وفي بعض الأحيان كان الإعلاميين هم من يروجون لهذه الأفكار، ومن بينهم الصحافي، “غلين بيك”، الداعم للرئيس “ترامب”، الذي شبه الحادث بإعتداءات 11 من أيلول/سبتمبر عام 2001، ولم يستبعد “بيك” وجود أسباب عرضية وراء الحادث، لكنه أكد أنه: “لو كان حدثًا إرهابيًا لن تخبرنا به السلطات الفرنسية”.

تدنيس الكنائس..

ترتبط الإعتداءات التي نفذها متشددون مسلمون ضد الكنائس الفرنسية بالكثير من المآسي في نفوس الفرنسيين، أبرزها عندما قام اثنين من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي، في تموز/يوليو عام 2016، بتنفيذ هجوم على كنيسة واختطفوا 6 أشخاص كرهائن وذبحوا الكاهن، “جاك هامل”، (85 عامًا)، كما جرحوا شخصًا آخر قبل أن تقوم الشرطة بتصفيتهم.

ومنذ شباط/فبراير الماضي؛ تعرضت 10 كنائس فرنسية للتدنيس، ووقعت إحدى الحالات الأكثر خطورة في مدينة، “نيم” جنوبي البلاد، حيث أعتدى مجهولين اثنين على كنيسة “نوتردام دي إنفانتس” وشوهوا صليبًا ببراز بشري، وأعلنت السلطات أنها لا تعتقد أن متشددين مسلمين نفذوا هذا الإعتداء وأشاروا إلى عناصر معادية للمسيحية والأديان أو فوضويين وملحدين، والآن يسوق البعض لهذه الحوادث ويربطونها بما حدث في “كنيسة نوتردام”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب