13 يناير، 2025 10:46 ص

“حرب المُسّيرات” تشتعل بين روسيا وأوكرانيا .. لماذا الآن وعلى ماذا تدل ؟

“حرب المُسّيرات” تشتعل بين روسيا وأوكرانيا .. لماذا الآن وعلى ماذا تدل ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أعلنت “وزارة الدفاع” الروسية، أن القوات الروسية ووحدات الأمن الفيدرالي أحبطت محاولة أوكرانية جديدة لتنفيذ عملية إرهابية ضد مدنيي مدينة “شيبيكينو”، في مقاطعة “بيلغورود” الروسية.

وأكّد الجيش الروسي أنه تصدى بسلاحه الجوي ومدفعيته لمحاولة: “غزو” أوكرانية لمنطقة حدودية روسية، شارك فيها عشرات الجنود والدبابات.

وقالت “وزارة الدفاع” الروسية على (تليغرام): “بعد قصف مكثف لمنشآت مدنية في منطقة بيلغورود، حاولت مجموعات إرهابية أوكرانية؛ مكونة من سّريتين من المشاة، ومعّززتين بدبابات، غزو الأراضي الروسية”.

وتابعت “الدفاع الروسية”، إنه في حوالي الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت “موسكو”، حاولت سرايا مشاة أوكرانيتان تعملان بمحركات ومعّززة بالدبابات، العبور إلى “روسيا” بالقرب من مستوطنة “نوفايا تافولجانكا”، ونقطة تفتيش “شيبيكينو” الحدودية.

وأضافت أن محاولة التوغل جاءت بعد قصف مكثف للمنطقة من الجانب الأوكراني من الحدود، مشيرة إلى أن القوات الروسية صدت 03 هجمات شنتها الجماعات الإرهابية الأوكرانية، وأوضحت أن: “وحدات كييف تكبدت خسائر كبيرة، وتم إبعادها، لن نسمح لها بانتهاك حدود الدولة”.

ولفتت الوزارة إلى أن القوات الجوية نفذت 11 غارة، فيما نفذت المدفعية 77 عملية إطلاق نار على الوحدات الأوكرانية التي حاولت القيام بالعملية، كما تم استخدام أنظمة قاذفات اللهب الثقيلة في مناسبتين، بحسّب البيان.

وقالت الوزارة إن أكثر من 30 إرهابيًا أوكرانيًا قُتلوا، إضافة إلى تدمير 04 عربات قتالية مدرعة وقاذفة صواريخ متعددة من نوع (غراد)، وشاحنة (بيك آب)، نتيجة التوغل الفاشل.

هجوم بمُسيّرات و”كييف” تنفي..

وفي سياق الهجمات؛ تعرضت العاصمة الروسية وبعض مناطقها المدنية، يوم الثلاثاء الماضي، لهجوم بنحو 08 مُسّيرات، تسبب بأضرار “طفيفة” في أبنية مدنية دون أن يُسّفر عن سقوط ضحايا.

واتهمت “روسيا”؛ خصهما “أوكرانيا”، بشن أكبر هجوم بالطائرات المُسّيرة على “موسكو”، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية دمرت جميع المُسيّرات المستخدمة، وفقًا لوكالة (رويترز).

وهذه هي المرة الأولى التي تطول فيها هجمات مناطق مدنية في العاصمة الروسية، في وقتٍ نفت “كييف”، التي تتبع عادة سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن ضرب الداخل الروسي، تورطها في الحادث.

عملية إرهابية هدفها استفزازي..

وعلق الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، بأن الهجوم الأوكراني بطائرات مُسيّرة على “موسكو”: “عملية إرهابية” هدفها استفزازي، معتبرًا أن هدف “كييف” هو ترهيب السكان الروس.

وجاء الهجوم الأوكراني؛ الذي شجبته دول غربية، بعد توجيه “روسيا” ضربات ليلية بمُسّيرات طالت “كييف”، وأسفرت عن سقوط قتيل على الأقل، وفق رئيس بلدية المدينة؛ “فيتالي كليتشكو”.

كما شّنت “موسكو” عمليات قصف مركزة طالت مطارات ومنشآت البنى التحتية في “كييف” وضواحيها وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى.

ومن جانبها؛ وصفت (نيويورك تايمز) رد فعل (الكرملين) على الهجوم على “موسكو”: “هادئًا إلى حدٍ كبير”.

وقال “فيكتور سوبوليف”، وهو ضابط روسي سابق، إن تلك الهجمات كانت مفاجأة كاملة للسكان، ولم يكن هناك أي إنذار أو تحذير من وقوع هجوم جوي.

تطوير الدفاعات الروسية..

وأوضح أن الرادار الروسي لم يتمكن من رصد الطائرات المُسيّرة، وإطلاق صافرات إنذار الغارات الجوية، لأن تلك الطائرات كانت تُحلق على ارتفاع منخفض للغاية.

وأضاف أنه: “يتعّين على روسيا إنشاء أنظمة يمكنها رؤية الطائرات المُسّيرة على ارتفاعات منخفضة للغاية”، وفق الصحيفة الأميركية.

ووفق “أندريه كارتابولو”، أحد كبار المشّرعين الروس، لموقع أخبار الأعمال الروسي؛ (RBC)، فإن “روسيا” دولة كبيرة وستكون هناك دائمًا ثغرة تُمّكن مُسيّرة من التحليق حول المناطق التي توجد بها أنظمة الدفاع الجوي.

وعن الغرض من تلك الهجمات على العاصمة الروسية؛ يضيف: إثارة غضب الشعب الروسي، وترهيب السكان المدنييّن؛ ومصمم لخلق موجة من الذعر، وحرب نفسية وتحّول كبير.

تحولات في سّير المعارك..

ويرى المراقبون الغربيون إن استهداف “موسكو” بهذه الطريقة، يوحي بتحولات كبيرة في سّير المعارك نحو العمق الروسي، وتحليق المُسيّرات فوق “موسكو”، يؤكد التحول المباشر بالحرب.

ويقول الخبير العسكري الأوكراني؛ “أوليه غدانوف”، إن الهجوم الأوكراني المحتمل الأخير ربما شمل: طائرات من دون طيار من طراز (UJ-22)؛ بمدى يبلغ حوالي: 1000 كيلومتر، ويتم إنتاجها في “أوكرانيا”. وبعض تلك الطرازات قادرة على الوصول إلى: “موسكو وما وراءها”.

إظهار ضعف القوات البرية والدفاع الجوي الروسي..

فيما يزعم الخبير العسكري الأوكراني؛ “أوليكسي ستيبانوف”، إن هذه الهجمات نفذتها: مجموعتان من المعارضين الروس، في إشارة إلى التنظيمين المسّلحين (فيلق حرية روسيا) و(سلاح المتطوعين الروس) المدعومين من “أوكرانيا”. كما أنها تمت بتنسّيق مع الجانب الأوكراني، لكن القوات الرسمية لـ”كييف” لم تشارك.

وعن هدف تلك الهجمات يضيف: التأثير النفسي على المجتمع الروسي، بالإضافة إلى إظهار ضعف القوات البرية والدفاع الجوي الروسي؛ وعدم قدرته على حفظ أجواء العاصمة، وإيصال رسالة لـ”موسكو” بأن تعتني بشأنها الداخلي لأنها تقوم بتنفيذ أسوأ الهجمات بـ”أوكرانيا”.

لمعرفة أماكن تموضع الصواريخ الأميركية..

ورد الخبير العسكري الروسي؛ “فلاديمير إيغور”، بقول إن هجمات “موسكو” على “كييف”، تسّتهدف فقط معرفة تموضع منصات إطلاق صواريخ (باتريوت) الأميركية والبنية التحتية العسكرية؛ خلافًا لـ”كييف” التي تُهاجم أهدافًا مدنية داخل “روسيا”.

ويُضيف لموقع (سكاي نيوز عربية)؛ أن الهجمات السابقة التي تمت بمقاطعة “بيلغورود” الروسية، انطلقت من أراضٍ أوكرانية تحت إشراف المخابرات الأوكرانية واستُخدمت فيها مدرعات أميركية، ولا وجود في “روسيا” لقوى معارضة؛ فقط هي مجموعات ومرتزقة تابعين لـ”أوكرانيا”.

استخدام تكتيك “توازن الرعب”..

وفي هذا الصدد؛ اعتبر الخبير العسكري الروسي؛ “سيرغي ليونكوف”، أن الهجوم على “موسكو” يُشكل ردًا أوكرانيًا على تكثيف الضربات الروسية ضد مراكز القيادة والسّيطرة ومخازن السلاح الغربي والبنية التحتية العسكرية لـ”كييف”؛ في اليومين الماضيين، مضيفًا أن النظام الأوكراني بمهاجمة “موسكو” يُريد تحقيق عدة أهداف بينها: إحداث ما يُسّمى: بـ” توزان الرعب”؛ لأن استهداف “موسكو” محاولة لرفع الروح المعنوية بالجيش والشارع الأوكراني؛ وهي أيضًا محاولة للتأثير النفسي على المدنييّن الروس، بالإضافة إلى فرض واقع ميداني جديد وإرباك الدفاعات الروسية لكشف نقاط الضعف.

سعي لإجهاض الهجوم المضاد..

وعن استمرار الهجمات الروسية على “كييف”؛ يؤكد أنها تسّعى لإجهاض الهجوم المضاد الذي تتجهز له “أوكرانيا” لإرضاء “بريطانيا” و”أميركا”.

لافتًا إلى أن “روسيا” أحطبت الهجوم قبل أن يوُلد والجيش الروسي حتى الآن؛ لم يستخدم ترسّانته المتطورة لعدم استهلاكها مقدمًا لأن واقع المعارك يشي بحرب طويلة الأمد.

كما أن الضربات الروسية دمرت المقر الرئيس للاستخبارات العسكرية الأوكرانية؛ حيث تواجد خبراء أجانب بينهم بريطانيون وأميركيون، لذا شّنت “كييف” بإيعاز من تلك الدول هجمات على “موسكو” للرد على تلك الخسائر.

كشف الثغرات وهشاشة “موسكو”..

وتقول وكالة (آسوشيتد برس)؛ أن الهجوم بالمُسيّرات على “موسكو” كشف عن ثغرات واسعة في الدفاعات الجوية الروسية، وهشاشة العاصمة، وسط تزايد الاستهداف للأراضي الروسية، في ظل توقعات بهجوم أوكراني مضاد.

وأفادت أن الهجوم الذي ألحق أضرارًا طفيفة ببعض المباني، أثار غضب الصقور الروس، الذين وجهوا انتقادات لاذعة للرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، وللقيادة العسكرية لإخفاقهما في حماية قلب (الكرملين) على مسافة أكثر من: 500 كيلومتر عن خط الجبهة.

وأتت هذه الهجمات بعدما كانت مُسّيرات استهدفت مبنى (الكرملين) نفسه؛ في 03 آيار/مايو الماضي، وألحقت أضرارًا طفيفة بسّقف القصر بما في ذلك المكان الذي يتخذه “بوتين” مقرًا له. واصطدمت مُسّيرات أخرى بمواقع قرب “موسكو” في ما وصفته السلطات الروسية بمحاولات أوكرانية فاشلة لمهاجمة المدينة ومنشآت البنى التحتية في الضواحي.

والأسبوع الماضي؛ كانت منطقة “بيلغورود” الروسية الحدودية هدفًا لأكثر التوغلات البرية خطورة منذ بدء الحرب، مع إعلان جماعتين من اليمين المتطرف المؤيدتين لـ”أوكرانيا” مسؤوليتهما عنها. وتعرضت مدينة “كراسنودار” القريبة من “القِرم” الذي ضمته “موسكو”؛ عام 2014، لهجومين بمُسّيرتين الجمعة، مما أسفر عن تدمير منازل سكنية.

وأعربت السلطات الأوكرانية عن سعادتها للهجوم، دون أن تتبناه مع هجمات سابقة داخل الأراضي الروسية.

ويقول مراقبون عسكريون إن المُسيّرات التي استخدمت في الهجمات كانت بدائية ورخيصة، لكن في إمكانها التحليق إلى ما يصل الألف كيلومتر. وتوقعوا حصول المزيد.

ويُشار إلى أن بعض المُسّيرات التي شوهدت تتجه نحو “موسكو” كانت من طراز (يو. جي-225) أوكرانية الصنع القادرة على حمل متفجرات، بينما شوهدت مُسيّرات أخرى في الأجواء قرب “موسكو” من النوع الصغير.

تطور يصب في مصلحة الأوكرانيين..

وقال المستشار البارز في “برنامج الأمن الدولي”؛ التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية؛ “مارك كانسيان”، إن أحد الأسباب التي تجعل هذه المُسّيرات قادرة على الوصول إلى “موسكو” من دون أن يكتشفها أحد، هو أن معظم الدفاعات الروسية الجوية تُركز على مواجهة هجمات بأسلحة أكثر تعقيدًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة