وكالات – كتابات :
قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية في تقرير لها؛ إنه رغم لجوء “بايدن” إلى فتح احتياطيات “النفط” الإستراتيجية الأميركية، فقد استمر أكبر حليفين له من منتجي “النفط”، وهما: “السعودية والإمارات” في غلق خزانهما بإحكام.
الصحيفة البريطانية قالت في تقريرها كذلك؛ إن “أبوظبي” و”الرياض”، تواصلان صد الرئيس الأميركي؛ في الوقت الذي يُحاول فيه مواجهة أسعار “النفط” التي تسببت في ارتفاعها العملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”، وأعرب البلدان بصراحة غير اعتيادية عن رفضهما التدخل.
تدهور في علاقات أميركا مع السعودية والإمارات..
دفع هذا الرفض السعودي والإماراتي؛ لإنقاذ “بايدن” – أو حتى الرد على اتصالاته – بالعلاقات بين دولتي الخليج و”واشنطن” إلى تدهور غير مسبوق، كذلك دفع التدفق غير الاعتيادي للثروات الروسية إلى “دبي”، في الوقت الذي تُحاول فيه “الولايات المتحدة” و”أوروبا” خنق اقتصاد “روسيا”، إلى مزيد من تأجيج الوضع.
أضف إلى ذلك المحادثات التي لا تزال متعثرة بين “واشنطن” و”طهران”، والتي قد تشهد إرجاء العقوبات مقابل عودة “إيران” إلى “الاتفاق النووي”؛ الذي أُبرم في عهد “أوباما”.
نهاية الطريق مع “بايدن” !
أحد الدبلوماسيين الغربيين قال لصحيفة (The Guardian)؛ إن مسؤولاً سعوديًا قال: “هذه نهاية طريقنا مع بايدن، وربما مع الولايات المتحدة أيضًا”.
يُشاركه محللون سعوديون وإماراتيون بارزون الرأي نفسه. إذ اختار رئيس تحرير موقع قناة (العربية) السابق؛ “محمد اليحيى”، صحيفة (Jerusalem Post) لنشر آرائه عن هذه الأزمة.
حيث كتب: “العلاقة (السعودية-الأميركية) تمر بأزمة عميقة. ويزعجني انعدام واقعية النقاش الأميركي عن هذا الموضوع، الذي يخفق غالبًا في الاعتراف بمدى عمق وخطورة الخلاف”.
“محمد اليحيى”؛ قال كذلك: “من الضروري أن يُركز نقاش أكثر واقعية على كلمة واحدة: “الطلاق”. فحين تفاوض؛ “باراك أوباما”، على اتفاق نووي مع “إيران”، فهمنا نحن السعوديين أنه يسعى لهدم زيجة دامت: 70 عامًا. فكيف لا نفعل نحن ؟.. وعيوب هذا الاتفاق شديدة الوضوح في النهاية. فهو يُمهد الطريق أمام إيران لصنع قنبلة نووية. ويملأ خزائن حرب (الحرس الثوري) الإسلامي الإيراني، الذي ينشر ميليشياته المسلحة بذخائر دقيقة التوجيه لتشويه وقتل الأشخاص الذين كانوا يعتمدون على أميركا في السابق لضمان سلامتهم في العالم العربي”.
كذلك؛ قال أيضًا في مقاله الذي نشره في صحيفة إسرائيلية: “فلماذا قد يُساعد حلفاء أميركا في المنطقة؛ واشنطن، على احتواء روسيا في أوروبا في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على تقوية روسيا وإيران في الشرق الأوسط ؟”.
مقارنة بين دبلوماسية أميركا والصين..
في السياق ذاته؛ قارن “اليحيى” مطالب “واشنطن” بدبلوماسية “بكين” اللامشروطة، قائلاً: “السياسة الأميركية تشوبها تناقضات محيرة على عكس السياسة الصينية الواضحة والمباشرة. فبكين تقدم للرياض صفقة بسيطة: بِيعونا نفطكم واختاروا ما شئتم من أسلحتنا؛ وفي المقابل، ساعدونا على استقرار أسواق الطاقة العالمية”.
أضاف: “بعبارة أخرى، يقدم الصينيون ما يبدو شبيهًا بالصفقة (الأميركية-السعودية)، التي عملت على استقرار الشرق الأوسط طيلة سبعين عامًا”.
صعوبات “إماراتية-أميركية”..
من جانبه؛ قال البروفيسور “عبدالخالق عبدالله”، الباحث البارز في العلوم السياسية، إن علاقة “الإمارات”؛ بـ”أميركا”، تواجه صعوبات لم تواجهها منذ “50 عامًا”، وكتب في صحيفة (النهار) اللبنانية قائلاً: “علاقة الإمارات بالشريك الأميركي على المحك، وعلى مفترق طرق. ومن المؤكد أن مهمة إصلاح سوء التفاهم تقع على عاتق إدارة بايدن، التي قد تكون على وشك خسارة شريك إقليمي يزداد ثقة بنفسه ويزداد حضورًا إقليميًا وعالميًا”.
كذلك؛ فقد قال “عبدالخالق عبدالله”: “لقد استثمرت الإمارات الكثير في علاقاتها مع واشنطن. فقد خصصت الجزء الأكبر من استثمارات صناديقها السيادية الضخمة في الأسواق الأميركية، دون الآسيوية والأوروبية، وحرصت على زيادة حجم التبادل التجاري مع واشنطن”.
كذلك؛ فقد أضاف أن “واشنطن” لم تُظهر التقدير لـ”الإمارات” حين تلكأت في إتمام صفقة طائرات (إف-35)، وأن “الإمارات” غاضبة من “بايدن”؛ الذي اتخذ موقف المتفرج عن بُعد خلال هجوم “الحوثيين” على “أبو ظبي”. وقال: “وما زاد الطين بلة اعتراض إدارة بايدن على قرارات إماراتية سيادية، مثل استقبال بشار الأسد.. وممارسة الضغط على أبوظبي لزيادة إنتاجها من النفط خارج سياق اتفاق (أوبك)”.
ختم “عبدالخالق عبدالله”؛ مقاله بالقول: “يأتي كل ذلك في وقت لم تعُد فيه أميركا القوة الوحيدة العظمى في العالم، ما دفع الإمارات والدول الأخرى إلى تنويع الشركاء”.