28 أبريل، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

“حرب الأدمغة” .. على أشدها بين إسرائيل ومحور إيران والحيرة هي لسان حال “نصرالله” و”سليماني” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يرى كثير من المحللين أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد حققت إنجازًا غير مسبوق، عبر اكتشافها لأنفاق تنظيم “حزب الله”، معتبرين ذلك بمثابة ضربة إسرائيلية قاصمة لما أسموه، “محور الشر” – بزعامة “إيران” – الذي حاصر الدولة العبرية بالأنفاق والصواريخ من الشمال والجنوب.

وبإمتلاك “إسرائيل” للتكنولوجيا القادرة على كشف الانفاق وتدميرها، لم يتبقى أمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سوى إحباط تهديد الصواريخ، في ظل قصور منظومة “القبة الحديدية” التي تملكها الدولة العبرية.

“نصر الله” في ورطة شديدة..

بحسب المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، يمكن تفهم حالة الصمت التي يمر بها زعيم حزب الله، “حسن نصرالله”، بعد أن قامت قوات الجيش الإسرائيلي باكتشاف الأنفاق التي حفرها التنظيم لاختراق الحدود الأسرائيلية.

ومن المفترض أن مشاعر الغضب تتملك “نصرالله”؛ لأنه فقد إحدى أهم أوراقه في مواجهة “إسرائيل”. كما أنه بات يواجه الآن ورطة شديدة، لكنه سوف يتعلم بالتأكيد من الأخطاء التي إرتكبها أنصاره، والتي بسببها حققت “إسرائيل” ذلك النصر الاستخباراتي والعملياتي الكبير، وسوف يستخلص العبر لتلافي الأخطاء مستقبلاً.

تل أبيب كانت على علم بخطة الأنفاق..

إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق “غادي إيزنكوت”، كان على علم تام بخطة الأنفاق التي ينفذها تنظيم “حزب الله”.

ووفقًا لمصدر أمني في “تل أبيب”، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت تعلم بخطة أنفاق “حزب الله” منذ عام تقريبًا، وكانت تتابع الأمر وتخطط لإحباط الخطة، وذلك عبر تدمير الأنفاق التي تهدف لاختراق الحدود الإسرائيلية.

الحلم الذي راود “نصرالله”..

إن ما حققته “إسرائيل” يُعد نجاحًا استخباراتيًا كبيرًا؛ لأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تمكنت من التعرف على أهم خطة سرية لـ”حزب الله”، حيث كان يأمل من ورائها في إمتلاك عنصر المفاجأة وتوجيه ضربة عسكرية إستباقية لـ”إسرائيل”، بحسب “بن مناحم”.

وكان “حزب الله” يخطط لأن تقوم قوة خاصة تابعة له – خلال الحرب القادمة – بالسيطرة على المنطقة المجاورة لبلدة “المطلة”؛ ثم تقطع الطريق (90)، المؤدي لتلك البلدة، وتسمح لسرايا “الرضوان”، التابعة أيضًا للتنظيم، بالزحف في العمق ومهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية الحدودية والسيطرة على المنطقة لفترة طويلة.

وفي حال حقق تنظيم “حزب الله” ذلك، فسيمكنه إعلان “النصر”، بعدما سيبدو في نظر العالم وكأنما احتل بعض أجزاء من منطقة الجليل. وكان زعيم “حزب الله” يحلم كثيرًا بتحقيق هذا الإنجاز.

“سليماني” أيضًا في حيرة..

يضيف المحلل الإسرائيلي: “ليس زعيم حزب الله وحده الذي يواجه ورطة حقيقية، بل إن ما حدث يشكل ضربة مؤلمة، نالت أيضًا من سمعة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وحطت من شأن الخطط التي يوصي بها ويقوم بإعدادها”.

ومن المعلوم أن “سليماني”، هو المسؤول عن جميع الأنشطة السرية التي تُحاك ضد “إسرائيل” وتنفذها التنظيمات والحركات الموالية لـ”إيران”؛ مثل “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

فهو صاحب خطة الأنفاق ومؤسس سرايا “الرضوان” للسيطرة على أجزاء من منطقة الجليل، مثلما وضع خطة الأنفاق التي تنفذها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في “قطاع غزة”.

كما أن “سليماني”؛ هو من وضع أيضًا الخطة للقيام بفعاليات “مسيرات العودة”، التي هي في الحقيقة حرب استنزاف ضد “إسرائيل” في جبهتها الجنوبية.

إسرائيل تُربك حسابات “حزب الله” وطهران..

بعد الانسحاب المتسرع للجيش الإسرائيلي من “جنوب لبنان”، في شهر آيار/مايو عام 2000، وقف “نصرالله”، زعيم “حزب الله”، في بلدة “بنت جبيل” وألقى خطابه الشهير الذي قال فيه إن: “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، ورغم أنها تمتلك القنبلة النووية ولديها أقوى سلاح طيران، إلا أن قوتها ستتراجع.

لكن اكتشاف خطة الأنفاق السرية، التابعة لتنظيم “حزب الله” اللبناني، قد أربك حسابات التنظيم، كما أربك أيضًا حسابات “إيران”، التي تقود “محور الشر”، لتنفيذ خطط شيطانية لتحرير “الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفق زعم “بن مناحم”.

“جعفري” سيطعن في “سليماني”..

لقد فشل قائد فيلق القدس، “سليماني”، حتى الآن في مواجهة الجيش الإسرائيلي في الحرب الدائرة في “سوريا”، فيما يمثل اكتشاف “إسرائيل” لأنفاق “حزب الله” نقطة سوداء أخرى في سجل “سليماني” فيما يتعلق بالتصدي لـ”إسرائيل”.

ورغم أن “سليماني” مٌقرب من المرشد الأعلى، “علي خامنئي”، وله مكانة خاصة لدى القيادة الإيرانية، إلا أن منافسيه – وعلى رأسهم قائد الحرس الثوري، الجنرال “محمدعلي جعفري”، سوف يسعدهم استغلال إخفاقه الحالي للطعن في أدائه أمام زعماء “إيران”.

تهديد الصواريخ هو الأخطر على إسرائيل..

لقد تمكنت “إيران”، التي تقود “محور الشر”، (الذي يضم أيضًا “سوريا وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي”)، من محاصرة “إسرائيل” بشبكة أنفاق من الشمال والجنوب، بالإضافة إلى إقامة منظومة صواريخ هائلة تهدد كل أرجاء “إسرائيل”.

وها هي “إسرائيل”، بفضل ما تملك من تكنولوجيا متطورة، قد تمكنت من إحباط مخطط الأنفاق الإرهابية التي تخترق حدودها، وبات التهديد الأخطر الذي يواجهها هو عشرات الآلاف من الصواريخ التي تستهدفها من الشمال والجنوب. لا سيما في ظل قصور منظومة “القبة الحديدية”، التي طورتها “إسرائيل”، وعدم قدرتها على اعتراض معظم الصواريخ.

لكن “إسرائيل” ستظل قادرة على إبتكار الحلول، ومن المفترض أن الجيش الإسرائيلي سيواصل البحث لإيجاد وسائل مبتكرة لإحباط تهديد الصواريخ.

تطوير الصواريخ للتغطية على فشل الأنفاق..

يرى “بن مناحم”؛ أن كلاً من الجنرال “قاسم سليماني” و”حسن نصرالله” ورئيس حركة “حماس”، في “قطاع غزة”، “يحيى السنوار”، والأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، “زياد النخالة”، سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف مضطرين للتراجع عن خطة الأنفاق التي تخترق حدود الدولة العبرية، بعدما اكتشفتها “إسرائيل” ووجدت الحل الاستخباراتي والتكنولوجي لإحباطها.

والآن فإن “سليماني” يتبنى خطة جديدة لتطوير صواريخ “حزب الله” وتحسين دقة تصويبها، إلى جانب قيامه أيضًا بتطوير الصواريخ التي في حوزة “الجيش السوري”. ومن المفترض أنه سيحاول نقل تلك التكنولوجيا مستقبلاً لكل من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في “قطاع غزة”.

تحرير القدس والأقصى هراء !

ختامًا؛ يؤكد “بن مناحم”، أن “حرب الأدمغة” على أشدها بين “إسرائيل”، وما أسماه “محور الشر”.

ولقد وجهت “إسرائيل” ضربة إستباقية لتنظيم “حزب الله”، الذي يلعق جراحه حاليًا، ولا يريد الدخول في مواجهة عسكرية مع “إسرائيل”.

فيما قال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية، “سمير جعجع”، إن قوات “حزب الله” ستوجه ضربات مؤلمة لـ”إسرائيل”؛ إذا ما اندلعت الحرب، لكن “إسرائيل” ستدمر “لبنان” في نهاية المطاف، نظرًا لأن ميزان القوى بين الطرفين غير متكافيء.

وتلك قراءة واعية للواقع؛ كما أن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، في “قطاع غزة”، يدركان تلك الحقيقة جيدًا، وهما حتى الآن لم يستفيقا بعدُ من الخسائر التي لحقت بهما إبان حرب “الجرف الصامد”، التي شنتها “إسرائيل” ضد القطاع، لذا فإن “حماس” و”الجهاد الإسلامي” لا يريدان التورط من جديد في مواجهة عسكرية شاملة مع “إسرائيل”.

وهما يدركان أن أقصى ما يمكن تحقيقه، من خلال حرب الاستنزاف التي تشنها الحركتان ضد “إسرائيل”، منذ الـ 30 من آيار/مايو الماضي، هو مجرة تخيف الحصار المفروض على “قطاع غزة”. أما كل الشعارات التي يطلقونها حول تدمير “إسرائيل” وتحرير “القدس” و”المسجد الأقصى”؛ فما هي إلا تصريحات جوفاء لا يصدقها أي فلسطيني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب