26 أبريل، 2024 6:58 ص
Search
Close this search box.

حرب احتجاز الناقلات بين بريطانيا وإيران تتصاعد .. فهل تحدث مواجهة عسكرية قريبًا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتصاعد حرب احتجاز ناقلات النفط بين “إيران” و”بريطانيا” يومًا بعد آخر، الأمر الذي وصل إلى حد التهديدات المتبادلة بين الجانبين، حيث قال وزير الخارجية البريطاني، “غيريمي هانت”، إن “لندن” سترد بطريقة مدروسة وقوية على احتجاز، “إيران”، ناقلة نفط بريطانية، وحذر من أن “طهران” ستكون الخاسر الأكبر إذا تم تقييد حرية الملاحة.

وصرح “غيريمي هانت”، أمس السبت، بأنه تحدث إلى وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، لمناقشة الوضع.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني: “هذا غير مقبول إطلاقًا.. سنرد بطريقة مدروسة؛ لكن قوية”.

وتابع قائلًا: “لا نبحث خيارات عسكرية، بل نبحث عن طريقة دبلوماسية لحلحلة الموقف..”.

وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أنه إذا تم تقييد حرية الملاحة فستكون “إيران” الخاسر الأكبر، مشددًا على أن من مصلحتهم حلحلة الوضع في أسرع وقت ممكن.

في سياق متصل؛ أعلن “هانت” أنه أجرى اتصالًا مع نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، عبّر من خلاله عن خيبة أمله من احتجاز الناقلة البريطانية.

وكتب “هانت”، في تغريدة على (توتير): “تحدثت للتو مع، ظريف، وعبرت عن خيبة الأمل البالغة؛ لأنه أكد لي، السبت الماضي، أن إيران تريد وقف تصعيد الموقف. لقد تصرفوا بشكل مخالف”.

واعتبر “هانت” أن: “الأمر يحتاج إلى أفعال لا أقوال، إذا كان لنا أن نجد سبيلًا للمضي قدمًا.. يجب حماية الملاحة البريطانية، وسوف يتم ذلك”.

رفض إيراني بالإفراج عن الناقلة..

من جهته؛ أبلغ “ظريف”، نظيره البريطاني، هاتفيًا برفض “إيران” طلب “لندن” الإفراج عن الناقلة، مؤكدًا على ضرورة أن تمر قضية احتجاز السفينة، التي ترفع علم “بريطانيا”، عبر “عملية قانونية” لأنها خالفت قواعد الملاحة البحرية، حسب ما جاء على وكالة (الطلبة) الإيرانية للأنباء.

دعوات بالإفراج عن الناقلة..

إلى ذلك؛ دعت “فرنسا” و”ألمانيا”، أمس، السلطات الإيرانية، إلى الإفراج بلا تأخير عن ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها، منذ الجمعة.

وكتبت “الخارجية الفرنسية”، في بيان: “ندعو السلطات الإيرانية إلى الإفراج في أسرع وقت ممكن عن الناقلة وطاقمها، واحترام مباديء حرية الملاحة في الخليج”.

وأعربت “الخارجية الفرنسية” عن “قلقها الكبير” من المسألة، معتبرةً أن: “هذا التصرف يضر بالخفض الضروري لتصعيد التوتر في منطقة الخليج”. وأضافت: “ندين ذلك بشدة ونعرب عن تضامننا الكامل مع المملكة المتحدة”.

من جهتها؛ طالبت “الخارجية الألمانية”، في بيان، “إيران”، “بالإفراج دون تأخير” عن الناقلة وطاقمها، محذرةً من “تصعيد إضافي” في المنطقة.

استدعاء القائم بالأعمال الإيراني..

وفي وقت سابق من نفس اليوم؛ أعلنت “وزارة الخارجية البريطانية” أن “لندن” استدعت القائم بالأعمال الإيراني في “لندن”، بعد احتجاز ناقلة ترفع علم “بريطانيا” في “مضيق هرمز”.

واستولت “إيران” على السفينة، (ستينا إمبيرو)، التي ترفع العلم البريطاني؛ وعلى متنها 23 فردًا، مساء  الجمعة، وكشفت أجهزة التتبع البحري أنها كانت متجهة من ميناء “الفُجيرة” إلى ميناء في “المملكة العربية السعودية”.

جدير بالذكر؛ أن احتجاز البحرية البريطانية لناقلة نفط إيرانية، قالت إنها كانت متجهة إلى “سوريا”، منذ أكثر من أسبوع، بالقرب من “جبل طارق”، تسبب بالتوتر مع “إيران”.

ووصفت “طهران”، أعمال البحرية البريطانية، بـ”القرصنة”، وتوعدت بإتخاذ إجراءات ضد ناقلات نفط بريطانية.

خطط بريطانية لفرض عقوبات على إيران..

وذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) أن وزراء بريطانيين يضعون خططًا تهدف إلى فرض عقوبات على “إيران”، بعد احتجاز “إيران” لناقلة نفط ترفع علم “بريطانيا” في الخليج.

وأضافت الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني، “غيرمي هانت”، إجراءات دبلوماسية واقتصادية، اليوم الأحد، بما في ذلك احتمال تجميد أصول ردًا على الواقعة.

وقالت الصحيفة إن “بريطانيا” قد تدعو “الأمم المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” أيضًا إلى إعادة فرض عقوبات على “إيران”، بعد رفعها في 2016، عقب إبرام اتفاق بشأن برنامج “إيران” النووي.

قد تواجه قوة نارية..

ونشر موقع (بزنس إنسايدر) الأميركي تقريرًا، أمس، استعرض فيه القوة النارية لـ”بريطانيا” و”الولايات المتحدة” في منطقة الخليج، وقال إنها باتت جاهزة للتحرك في حال تمادت “إيران” بسلوكها العدواني الذي يستهدف ناقلات النفط.

وذكر الموقع الأميركي أنه في حال تمادت “إيران” في الهجمات التي تستهدف ناقلات النفط، فقد تغامر بمواجهة قوة نارية أميركية وبريطانية ضخمة.

وتتكون القوة الأميركية من حاملة الطائرات العملاقة، (إبراهام لينكولن)، مع سرب كبير من الطائرات المقاتلة فوقها، إلى جانب أربع مدمرات وطرادات وسفن دعم، هذا إلى جانب مجموعة قاذفات (بي-52) الاستراتيجية التي تتمركز في المنطقة، منذ آيار/مايو 2019.

ومن بين قطع البحرية الأميركية الموجودة في المنطقة، البارجة (يو. أس. أس. بوكسر)، التي تستطيع استضافة مروحيات عديدة، وهي التي أطلقت منها النيران التي أسقطت الطائرة الإيرانية المُسيرة، الخميس الماضي.

أما “بريطانيا”، فلديها البارجة (مونتروز)؛ التي تتمركز في “مضيق هرمز” لضمان حرية الملاحة في هذا الممر البحري الاستراتيجي، وهي قادرة على التحرك في أي لحظة، علمًا بأنها دخلت في مواجهة مع زوارق حربية إيرانية حاولت إعتراض سبيل ناقلة نفط بريطانية، قبل عدة أيام.

وأعلنت “المملكة المتحدة” أيضًا أن قطعتين بحريتين من سلاحها الملكي ستتجهان إلى المنطقة.

واشنطن نشرت قواتها في المنطقة بصورة ذكية..

وتطلق “إيران”، بشكل منتظم، تهديدات تتوعد فيها بإغراق حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة، مهددة بأن قواتها البحرية قادرة على تدمير البوارج الأخرى، وهو ما يعتبره محللون أمرًا غير واقعي، حيث يقول الباحث في شركة “سترافور”، المعنية بالاستشارات الجيوسياسية، “سيم تاك”، إن “الولايات المتحدة” نشرت قوتها العسكرية في المنطقة بطريقة ذكية، مشيرًا إلى أنها تتمركز في “بحر العرب”.

وأشار إلى أن الحاملة (إبراهام لينكولن)، في “بحر العرب”، يتيح لها هامش حركة أكثر من منطقة الخليج.

وبسبب قدرة حاملة الطائرات على العمل من مسافة بعيدة، فيمكن لـ”الولايات المتحدة” ضرب “إيران” من “بحر العرب” دون المجازفة بالتعرض لهجمات بألغام بحرية أو غواصات قد تطلقها “إيران” من مياهها.

ومنذ مطلع آيار/مايو الماضي، أرتفع منسوب التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، بعد أن اكتشفت الأخيرة أن “طهران” تُعد العُدة لشن هجمات بواسطة صواريخ على مصالح أميركية في الخليج، هذا إلى جانب وقوع هجمات أو محاولات هجوم على ناقلات نفط في “خليج عُمان” و”مضيق هرمز”، أكدت “واشنطن” أن “طهران” تقف وراءها.

تم احتجاز الناقلة وفقًا للقانون الدولي..

فيما قال المحلل السياسي الإيراني، “عماد أبشانس”، إن: “احتجاز إيران للناقلة البريطانية جاء وفق نصوص القانون الدولي؛ نظرًا لما أرتكتبه هذه الناقلة من مخالفات، وهذا عكس ما قام به البريطانيون مع الناقلة، (غريس 1) الإيرانية، في جبل طارق، ولو كان هناك اهتمام إيراني بالتهديدات البريطانية ما كانت أقدمت على هذه الخطوة، أمس الأول”.

وأضاف “أبشانس”، أن: “الناقلة البريطانية إرتكبت عدة مخالفات أثناء المرور، واصطدمت بسفينة صيد إيرانية، لأنها أطفأت أجهزة الردار لديها أثناء إخلاء مياه الشمال في الخليج، الأمر الذي يهدد البيئة في هذه المنطقة، ولكن بطبيعة الحال لولا ما حدث في جبل طارق، لربما كان الموضوع أقل توترًا”.

تستخدم أسلوب العصا والجزرة في تعاملها مع الغرب..

وقال “فيليب ماد”، محلل شؤون مكافحة الإرهاب، في (CNN)، إن السلطات الإيرانية تستخدم أسلوب العصا والجزرة في طريقة تعاملها مع الغرب.

وأوضح “ماد” قائلًا: “الأمر بسيط، لدينا أسلوب العصا والجزرة وسط كل ما يجري، الإيرانيون، الأسبوع الجاري، ألمحوا إلى إمكانية إجراء محادثات مع أميركا، ويحاولون الضغط على الأوروبيين ليضغطوا على الأميركيين”.

وتابع قائلًا: “في الوقت ذاته يقولون لنمضي قدمًا في رفع معدلات تخصيب (اليورانيوم)، الإيرانيون يقولون لنا إذا لم تريدوا الجزرة، فإننا أولًا، نستطيع رفع أسعار النفط، ذلك عبر غلق خطوط الشحن البحري، وثانيًا، قد نرفع أكثر من تخصيب (اليورانيوم) الأمر الذي سيقودكم، (أميركا)، للسؤال هل أنتم، (الإيرانيون)، بالطريق لبناء قنبلة ؟”.

وأردف “ماد” قائلًا: “هذه لحظة نادرة يقول لنا الخصوم ما سيقومون به وما هي نيتهم، الإيرانيون وعلى مستوى عال صرحوا علانية أنهم قد يغلقون مضيق هرمز إن تطلب الأمر ذلك، وقد قاموا بذلك سابقًا في الثمانينيات، ولن تكون المرة الأولى التي يقومون بمثل هذا الأمر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب