26 أبريل، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

حرب أميركا الكاذبة .. هل تتحول إيران إلى “عراق ترامب” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كان الرئيس قلقًا.. بينما كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يتابع كعادته اليومية، بـ”البيت الأبيض”، شاشات التليفزيون، إذا به يشاهد أحد قيادات جهاز المخابرات يتحدث عن أحد موضوعات حملة الرئيس الانتخابية؛ وهو الملف الإيراني !

وكان “ترامب” قد أعلن، واثنين من أبرز مسؤولي الأمن القومي بالإدارة الأميركية قبل عامين، استمرار سعي “الجمهورية الإيرانية” لإمتلاك سلاح نووي، وهو ما اعتبروه تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” والغرب عمومًا.

واليوم؛ يشاهد “ترامب” رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية، “دي كوتز”، على شاشات التليفزيون يرفض هكذا تصور، في جلسة استماع بـ”الكونغرس” الأميركي، وقال: “إيران ملتزمة ببنود الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، بالإضافة إلى خمس دول أخرى مع هذا البلد الشرق أوسطي”.

لكن لم تقتصر القصة على ذلك، وإنما علقت “غينا هاسبل”، مدير جهاز الـ (CIA)؛ بالقول: “لو لم ترجع الإدارة الأميركية عن فرض عقوبات على إيران، والعمل بموجب الاتفاق النووي، فسوف يكون بمقدور إيران استئناف برنامجها النووي”. بحسب ما نقله موقع صحيفة (الدبلوماسيةالإيرانية) عن صحيفة (نيوزويك) الأميركية.

إصرار “ترامب” على موقفه..

وكان “ترامب” قد كتب، بتاريخ 30 كانون ثان/يناير الماضي، على حسابه الشخصي بموقع (تويتر): “كوتز وهاسبل مخطئان. وربما عليهما الذهاب إلى الجامعة لدراسة عمل المخابرات من جديد”.

وقد بدا أن عمله مع “إيران” لم ينتهي، لأنه بعد أيام على هذه التغريدة دعا “طهران”، في مقابلة صحافية مع (نيويورك تايمز) الأميركية، بـ”الدولة الإرهابية الأولى في العالم”؛ واتهم “إيران” بتعطيل جهود الإدارة الأميركية في تفكيك مشكلات الشرق الأوسط، والتي ورثتها عن الإدارات السابقة.

ووصف بالنهاية، رؤساء جهاز المخابرات الأميركية، بـ”السلبية وعدم النضوج فيما يتعلق بالخطر الإيراني”.

وتحدث “ترامب”، بعد ذلك، إلى مراسل صحيفة (التايمز)؛ عن برنامج حزمة الممارسات غير المعلنة ضد “إيران” أو المواجهة العسكرية، وقال: “يمكنني أن أخبرك الكثير من القصص، عن الإجراءات التي نعتزم تنفيذها”.

ويعتقد معظم المراقبين، من أصحاب الذاكرة طويلة الأمد، أن تصريحات “ترامب” إنما تستدعي أجواء مشابهة قبل 17 عامًا؛ وشخص الرئيس الأميركي، “جورج دبليو بوش”، عندما وصف “العراق” بأنه أحد أضلاع “محور الشر”، وقال: “هذا البلد على مقربة من بناء سلاح سوف يصنع سحابة فطر عراقية فوق مرتفعات الولايات المتحدة”. وبعدها بعام واحد، وتحديدًا في 2003 كلف “بوش الابن” حوالي 200 ألف جندي أميركي بدخول “العراق” والبحث عن أسلحة نووية، وكيميائية، وبيولوجية، وقد تبين فيما بعد عدم وجود مثل هذه الأسلحة مطلقًا.

كذلك اتضح أن الاتهامات بشأن تورط، “صدام حسين”، مع تنظيم (القاعدة) الإرهابي كانت واهية وبلا أساس. وفقط ما ترتب على هذه التطورات، هو عقد طويل من احتلال “العراق” تسبب في صداع لـ”الولايات المتحدة” والشرق الأوسط.

ويتخوف قدامى المحاربين في حروب الشرق الأوسط، من إمكانية توريط “ترامب”، لـ”الولايات المتحدة”، في كارثة جديدة بـ”إيران”. وقارن أحدهم، في حوار إلى (نيوزويك)، بين تصورات “ترامب” الخاطئة بشأن “إيران” مع أكاذيب الإدارات الأميركية التي سعت إلى تبرير “حرب فيتنام”، قائلاً: “لا أريد مناقشة أخطاء فيتنام، لكن مما أراى فنحن نتبنى منهج مشابه بإجترار الأكاذيب بشأن إيران”. وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته: “إيران لا تعتزم مهاجمتنا غدًا، لا تعتزم قتلنا غدًا، وهي لا تميل رغم الحرب الكلامية الراهنة إلى المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة”.

هدف “ترامب” غير المعروف..

لا أحد يعرف من المسؤولين السابقين بجهاز الأمن القومي الأميركي، على وجه الدقة، هدف “دونالد ترامب” من تلكم التصريحات المثيرة للجدل بشأن “إيران”.

وقال بعضهم، في حوار إلى (نيوزويك) الأميركية: “نستبعد أن يكون ترامب على استعداد لإجراء جاد للمواجهة ضد إيران”.

في المقابل؛ يقول مراقبون: “تواجهات ترامب منذ دخوله البيت الأبيض وانتقاد الاتفاق النووي مسألة معروفة. ويبدو أنه يعتزم فتح فصل جديد وخطير من حرب التهديدات والمؤامرات بين البلدين، وهي حرب تؤيدها الولايات المتحدة، لاسيما المتشددون المناصرون للكيان الإسرائيلي في أميركا. وسيكون سلاح ترامب في هذه الحرب هو العقوبات، ودعم الكيانات المنفية المعارضة للحكم الإيراني، وإطلاق يد الكيان الإسرائيلي في مهاجمة القواعد الجوية الإيرانية في سوريا. هذا بخلاف الحرب السرية من مثل التلاعب في وسائل الإعلام الاجتماعية على غرار عمليات موسكو ضد واشنطن في انتخابات 2016”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب