19 أبريل، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

“حديث المؤامرة” يسيطر على “العبادي” .. وأبناء البصرة مطلبهم مياه صالحة وخدمات لتنتهي الاحتجاجات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

حديث المؤامرة هو كل ما يملكه حكام الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية.. حيث لا حريات ولا إبداء لرأي تفرد مساحات أو يسمح بالنقاشات، خاصة عندما تقترب النيران من عروشهم وكراسي سلطتهم..

“بلاد الرافدين” لا يجد مواطنوه “الماء”..

ذاك حديث وصل بتفاصيله إلى “العراق”، وكأنه ينتظر مزيدًا من الأزمات.. فها هي “البصرة” تستغيث وكل مطلبها وأهلها “حياة” على الأقل تسمح بالعيش.. أم حرام على بلد، طالما أطلق عليه “بلاد الرافدين” أن يجد سكانه “الماء” ؟.. يتساءل سكان “البصرة”.. وسؤالهم مشروع !

تتصاعد الاحتجاجات في “محافظة البصرة” بشكل كبير.. مظاهرات غاضبة لم تتوقف منذ أشهر.. نقص الخدمات وتفشي البطالة وانتشار الفساد، إضافة إلى تلوث وشح غير عادي في مياه الشرب.. كلها أسباب أوصلت الأمور إلى حافة الانفجار..

عودة إلى حقب ما قبل الدول الحديثة..

فهنا في “جنوب العراق” يتحدث البصريون أن أهل “البصرة” لا يجدون الخدمات.. لا ماء ولا كهرباء .. وكأنها عودة إلى حقب ما قبل الدول الحديثة..

الحديث الآن بين أبناء “البصرة” عن حقوق مسلوبة، اللهم إلا المنتفعين والمقربين من دوائر السلطة؛ فهؤلاء يستفيدون من قربهم وعلاقاتهم وأموالهم.. فإلى متى يبقى الوضع هكذا ؟.. يتساءل “أبناء البصرة” !

يتهم المحتجون، أفراد الشرطة، باستخدام الذخيرة الحية ضدهم لتفريقهم، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد كبير منهم، إلى لحظة كتابة هذه السطور.

إلى كل المشايخ الساكتين عن الحق.. ستحاسبون !

في المقابل تقول الشرطة؛ إن مسلحين بين المتظاهرين يطلقون النار عليهم، وهو طرح مردود عليه من المتظاهرين المصابين بأن “يا مشايخ البصرة.. يا كل معتلي المنابر.. يا أصحاب المنابر والمناصب، سيكتب التاريخ يومًا ما عنكم بأن أهل البصرة لم يروا منكم غير الجُبن والخوف من قول كلمة الحق والوقوف مع المحتجين في مطالبهم المشروعة، ويا قوات الشرطة هل يقتل من خرج مطالبًا بحقه في مياه صالحة للشرب” ؟!

نزل الجيش إلى جوار الشرطة لحراسة المحافظة والسيطرة على شوارع وأحياء “البصرة”، ولا مانع هنا من اعتقال بعض المحتجين لإرهاب جموع المتظاهرين بأن مصيرهم السجن، والتهم جاهزة.. “مخربون مسلحون لا علاقة لهم بالتظاهرات البريئة التي تنادي بحقوق مشروعة”.. فإذا كان الأمر كذلك لماذا استخدمت القنابل المسيلة بالدموع بكثافة ومعها الرصاص الحي، أم أن ذاك التعامل يأتي ضمن معاملات حقوق الإنسان ؟!

الوضع أخطر مما تظهره الشاشات..

المؤكد؛ أن الوضع في “البصرة” بات أخطر مما تظهره شاشات الفضائيات والتقارير الإعلامية، يختزل عراقًا مأزومًا لم يتبدل حاله بتعاقب الحكومات منذ الاحتلال الأميركي في 2003.

فهناك حالة من “الغضب الشعبي” تفجرت في المحافظة الجنوبية الغنية بـ”النفط”، ليست في “البصرة” وحدها؛ بل في عدد من مدن جنوب العراق ووسطه منذ شهور، ولم تستطع مع ذلك الغضب أن توجد الحكومة الاتحادية في “بغداد” حلولاً لتلك المطالب !

حجة أنظمة أسقطتها الاحتجاجات..

يقول نواب محليون في البرلمان العراقي، المنتخب حديثًا، إن من أطلق الرصاص نحو المتظاهرين هم رجال أمن، لكن في المقابل تتحدث السلطات عن “مندسين” وسط المتظاهرين، وهي حجة مارستها ورددها أركان أغلب الأنظمة التي أسقطتها انتفاضات الربيع العربي في 2011، فقد رددها “علي زين العابدين” في “تونس” ورحل، ومن بعده “حسني مبارك” في “مصر” ورحل أيضًا، ومن بعدهم “القذافي” في “ليبيا” وقُتل في أثناء ثورة الليبيين عليه، ثم “علي عبدالله صالح” في “اليمن” إلى أن قُتل هو الآخر.. جميعهم كان يتحدث عن “مندسين” يطلقون الرصاص بين المتظاهرين.. جميعهم كان يتحدث عن “مؤامرة” !

مندسين وسط الشرطة..

في “العراق”، يرى “التيار الصدري” أن من قتل المتظاهرين وأصاب العشرات منهم؛ هم “مندسون” في صفوف الشرطة نفسها، وهذا حديث يؤكد أن هناك من يستفيد من تأزيم الموقف !

هناك من يريد تجريدي من منصبي !

بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته، “حيدر العبادي”، فإن من يقف وراء هذا التصعيد الخطير في الجنوب العراقي جهات لم يسمها تسعى، برأيه، لجر البلاد لمشاريع تريدها، فهل كان “العبادي” يشير إلى خصومه السياسيين ممن يريدون على الأرجح تقليص حظوظه في رئاسة الحكومة الجديدة، ولسان حاله بأن هناك من يريد تجريده من منصبه ؟!

ما علاقة الفصائل المسلحة ؟!

هي حجة هؤلاء الحكام؛ الذين يربطون الاحتجاجات الشعبية الجديدة باستفحال أزمة تشكيل تلك الحكومة، يقولون إن المقصود حصرًا هو “ائتلاف الفتح”، وبخاصة الفصائل المسلحة المنضوية تحت لوائه والذين دخلوا على خط أزمة المظاهرات..

فمع اشتداد الصراع على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر؛ منهم من قال إنه لن يقف مكتوف اليدين إذا تعاملت قوات الأمن بعنف مع المحتجين، ومنهم من هدد وحلفاؤه بإسقاط الحكومة التي سيدعمها الأميركيون خلال شهرين من تشكيلها – والمقصود هنا “تحالف الفتح”.

عن أي مشروع يتحدث “العبادي” ؟!

تصاعد الأحداث في “البصرة” دفع “العبادي” إلى عقد اجتماع طاريء مع عدد من المسؤولين بالمحافظة في محاولة لتدارك الموقف، لكن تبقى “نظرية المؤامرة” هي من يسيطر على الموقف في “العراق”.. فـ”العبادي” قال نصًا إن “هناك من يريد أن يصب الزيت على النار”.. من يريد أن يوقع بين المواطنين وبين القوات الأمنية حتى يعرض أمن “البصرة” للخطر.. هناك مشروع يريد أن يجر الحكومة إلى ذلك !

لكن تناسى “العبادي”، وهو يتحدث عن “مؤامرة” جر البلاد إلى الفوضى، أن أهل “البصرة” لم يخرجوا إلى الشوارع بكل هذا الغضب إلا بعدما تأكدوا أن أكبر المخاطر تأتيهم عبر “مياه الشرب”؛ التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، ويكفي أن “مفوضية حقوق الإنسان” قالت إن هناك نحو 35 ألف بصري تسمموا من مياه الشرب، أو ليس هذا دافع إلى الاحتجاج والغضب.. يتساءل البصريون ؟!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب