9 أبريل، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

حتى الحيوانات .. تعاني جرائم داعش العراق من النفوق والإعدام الوحشي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

أدى هجوم نفذه مؤخراً تنظيم “داعش” الإرهابي على حديقة “النور” للحيوان، الواقعة شرقي مدينة الموصل شمالي العراق، إلى نفوق جميع الحيوانات بها، ولم ينجو منهم سوى أسد يدعى “سيمبا” ودبة تسمى “لولا”.

وتعرض مالك الحديقة للإصابة على يد أحد عناصر التنظيم الجهادي المتشدد، فاضطر لترك الحيوانات ليواجهون مصيرهم، وفقاً لما أوردته صحيفة “بينتي مينوتوس” الإسبانية.

الخسائر..

ولم يعد أي من سكان المدينة يزور الحديقة؛ بسبب المواجهات بين الجيش العراقي والتنظيم في المدينة.

وبعدما كانت الحديقة تمتلئ بـ40 حيواناً متنوع الألوان والفصائل، منها أسود وقرود ودببة وأرانب، لم يعد بها سوى أسد جائع ودبة مريضة.

من بين الحيوانات النافقة يبرز أسد أُعدم بصورة وحشية أمام ابنه البالغ من العمر عام ونصف العام ودفن بجوار القفص. وعاش الأسد والدبة خلال أشهر دون مكان يحميهم من أشعة الشمس ودون طعام أو نظافة، ما أدى إلى تدهور حالتهما الصحية، ورغم كل هذا إلا أنهما لا يزالان قادرين على الزئير بصوت عالٍ بعد شهور من الحرب والإهمال.

منظمة نمساوية تتكفل بإنقاذ الحيوانات من النفوق

محاولة إنقاذ الاسد سيمبا

يؤكد “حاكم زاراري”، الذي تطوع للاهتمام بالحيوانات الناجية، علي إن حالتهما الآن أفضل بكثير، موضحاً أن “وضع الأسد والدبة السيئ للغاية جذب انتباه منظمة (فور بوز) النمساوية غير الحكومية، وبدأت منذ أسبوع في تقديم الغذاء والعلاج البيطري لهما، وهو ما كان له أثر سريع وواضح عليهما”.

مشيراً إلى أنهما يعانيان من مشكلات في الأنياب، كما أن أوزانهما باتت أقل من الطبيعية، وتعاني الدبة من إلتهاب رئوي في حين أصيب الأسد بمرض جلدي يسبب تساقط الشعر من بعض أجزاء جسمه.

الحيوانات تعاني ما يعانيه الإنسان

من جانبه، صرح الطبيب المصري “أمير خليل”، مدير منظمة (فور بوز)، خلال اتصال هاتفي للصحيفة الإسبانية معه، بأن المنظمة تطمح من خلال ما تقدمه للحيوانات إلى تحسين حالتهما الصحية ومن جانب آخر إعطاء الأمل للمواطنين في الموصل.

موضحاً أن “الحيوانات تعاني ما يعانيه الإنسان في المعارك، لكنها لا يمكنها الهرب مثلما يفعل الإنسان، والشخص الجيد هو من يحسن معاملة الحيوانات كما يعامل البشر دون تفرقة”، وأشار خليل إلى أنه خلال الأسابيع المقبلة ستقيم المؤسسة الخيارات المتاحة للتعامل مع الحيوانين على المدى القصير والبعيد.

الحل.. “محمية طبيعية”

ويرى أن الحل الأمثل لهما هو نقلهما إلى “محمية طبيعية” حيث يمكنهما التعايش مع حيوانات من نفس النوع، حتى يتمتعان بالمساحة المناسبة لهم، “فالدببة تحتاج إلى التروض على مساحة 40 كلم يومياً، بينما تقبع لولا – الدبة – في هذه الحديقة داخل قفص كما لو كانت محبوسة في سجن”.

متابعاً، أن “هذا الحل بعيد المنال لأنه يتطلب إقناع مالك الحديقة أولاً ثم استخراج التراخيص اللازمة التي تقتضي بطبيعة الحال تحسين الظروف في الحديقة للسماح بقبول الحيوانات في المحمية”، مشيراً إلى إمكانية “إقناع صاحب الحديقة بزيادة المساحة المخصصة للدببة، كما أن الأسد كان ينحدر من إفريقيا ويعتبر سفيرها في هذا المكان لذا لا يمكن وضع سفيراً في قفص سئ وغير نظيف”.

وبشكل عام، يأكل الأسد حوالي 35 كجم من لحم الدجاج أسبوعياً، بينما يتناول الدب حوالي 20 كجم من اللحم والفواكه، بالإضافة إلى مكملات غذائية من معادن الكالسيوم والفوسفور ليبقى هيكله العظمي في حالة جيدة.

جدير بالذكر أن مؤسسة “فور بوز” قد ساهمت في تنظيف أقفاص الحيوانات، والإشراف على العلاج البيطري لها، وتقدم الغذاء للحيوانات  لمدة 4 أسابيع، كما قام خليل بزيارة الحديقة وفحص الحيوانات. ويرسل المتطوعون تقارير يومية وفيديوهات عن حالة الحيوانات إلى فيينا لمتابعة تقدم حالاتهما.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب