خاص – كتابات :
هل حان وقت التخلص من الرجل الذي طالما صدع وأحرج تحالفات عربية وغربية في منطقة الشرق الأوسط، بتصريحاته وتغريده خارج السرب وخروجه عن قواعد اللعبة بوقوفه في عكس رغبة الكبار واتهامه الدائم لدول المنطقة بأنها لا تعرف الديمقراطية ولا تملك غير الديكتاتورية ؟
حان وقت التخلص منه فهو عائق مزعج لحكام الشرق الأوسط !
هل قُرأت الفاتحة على روحه، كما يقولون في الحكمة المصرية، كنوع من الترحم الساخر عند الحديث عن من تقرر التخلص منه وصدور قرار تصفيته قبل التنفيذ بفترة ؟.. هل جاءت لحظة تنفيذ الخطة (ب)؛ التي أُعدت فور فشل محاولة الانقلاب عليه، في 15 تموز/يوليو 2016، بحسب ما جرى تسريبه وقتها من أن هناك حلاً آخر للتخلص منه ؟
تلك تساؤلات تتصاعد في أروقة السياسة التركية والغربية والعربية، تتحدث في تفاصيلها عن إقتراب موعد التخلص من الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بعدة سيناريوهات من بينها؛ إما توريطه في حرب كبرى تبدأ من مناطق تواجده في الشمال السوري المتاخمة للوجود العسكري الأميركي هناك، وصولاً إلى اغتياله جسديًا إذا ما استمر عائقًا مزعجًا لحكام الشرق الأوسط !
والنقطة الأخيرة تتسق مع ما أعلنته وسائل إعلام تركية، 19 من آيار/مايو 2018 – موالية لـ”إردوغان” – نقلاً عن من قالت إنها مصادر في الاستخبارات التركية حول معلومات عن إعداد خطة لاغتيال “إردوغان” أثناء زيارته لـ”البوسنة” الأحد 20 آيار !
مر اليوم الأول من زيارة “إردوغان” للبوسنة دون أي ضجيج، وقامت القوات البوسنية بتأمينه ومعه حرسه الشخصي من ذوي الزي الأسود !
مطلب رئيس للدول المقاطعة لقطر..
لكن يبقى التخلص من الرجل، الذي لم يعد يجيد السياسة، كما يرى قادة التحالف الرباعي المقاطع لإمارة قطر، “السعودية، الإمارات، البحرين ومصر”، مطلبًا رئيسًا لهم.
فتلك “مصر السيسي”؛ تنتظر اليوم الذي تتخلص فيه من “إردوغان” ومستعدة لأجل ذلك بأن تفعل ما يطلب منها، فالرجل منذ الإطاحة بالرئيس المصري الإخواني، “محمد مرسي”، من حكم مصر وهو يقوم بالتحريض ضد الرئيس الحالي، “عبدالفتاح السيسي”، ويعد الأكثر إزعاجًا له، فهو يستضيف أقصى معارضيه شراسة على أراضيه، فضلاً عن سماحه بمنصات إعلامية تتطاول على، “السيسي”، ليل نهار..
“السيسي” أكثرهم تعجلاً للتخلص منه !
وما يلمح بأن ثمة أمر يدبر تجاه “إردوغان”، ما ذكره الرئيس المصري تحديدًا في الأسبوع الثالث من آيار 2018 منفعلاً، بقوله إن الجميع سيحاسب.. كل من تطاول من الجالسين في الخارج سيحاسب.. وهي إشارة إلى أن من يتطاول عليه شخصيًا ونظام حكمه، ويصفه دائمًا بـ”المنقلب”، قريبًا سيقع تحت يده، فضلاً عن من سمح لهؤلاء بالتواجد على الأراضي التركية !
أفشل الانقلاب على “تميم”..
أما السبب الآخر؛ للتخلص من “إردوغان”، هو وقوفه أمام رغبات التحالف الرباعي وإفشاله محاولتهم إسقاط النظام القطري والإطاحة بالأمير، “تميم بن حمد”، بإرساله قوات تركية للتواجد بصفة مستمرة على الأراضي القطرية، وهو ما أغضب بشدة “السعودية والإمارات” ومعهم “مصر”؛ التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ مهمة الإطاحة بـ”تميم” في حزيران/يونيو 2017 !
يُحرج إسرائيل ويظهر العداء لها و”نتانياهو” يتوعد بمعاقبته !
السبب الثالث في رأي كثير من المحللين؛ هو التحرش الدائم بـ”إسرائيل” وإحراجها وإظهار العداء الواضح لها أمام العالم في أغلب المناسبات التي يخرج فيها أمام الإعلام، وآخر تلك التصريحات ما تطاول فيه على تل أبيب لنقلها السفارة الأميركية إلى “القدس”، وإعتدائها على متظاهري “جمعة العودة” في “غزة”.
فضلاً عن إهانته البالغة للدبلوماسية الإسرائيلية وخروجه عن البروتوكولات والأعراف الدولية بطرده السفير الإسرائيلي لدى تركيا، وإجباره على الخضوع للتفتيش الذاتي قبل مغادرته تركيا وتصويره في أثناء تلك اللحظات وعرض ذاك المحتوى على وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتناياهو”، للمقربين منه، وللسفير المطرود نفسه، بالرد عليه في أقرب فرصة، وأنه سيدفع الثمن قريبًا !
العقبة الأخيرة في إتمام “صفقة القرن”..
فوفق ما جرى تداوله في وسائل إعلام إسرائيلية؛ يبقى “إردوغان” هو، “العقبة” الأخيرة، في إعلان تفاصيل “صفقة القرن”؛ المقرر أن يعلنها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في حزيران/يونيو 2018.
“ترامب” – وفق التسريبات – تحدث مع الأمير الطامح للسلطة، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، و”محمد بن زايد”، ولي عهد أبوظبي، والرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، والأمير القطري، “تميم بن حمد”، ومعهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، في ضرورة وضع اللمسات الأخيرة والموافقة على حل شامل للقضية الفلسطينية يتضمن الاعتراف بـ”إسرائيل” كوطن لليهود، و”فلسطين” بسيادة محدودة كوطن للفلسطينيين؛ مع دمج “غزة” في الدولة الفلسطينية الجديدة، بشرط نزع سلاح “حماس”..
سيناريوهات سوداء في إنتظار “إردوغان”..
وهو الأمر الذي رفض الإستماع إليه، “إردوغان”، فقد تمت دعوته لحضور الاجتماعات ومناقشة تفاصيل تلك الصفقة، لكنه رفض الدعوة؛ نتيحة ما وصفه بـ”المواجهة القاتلة”، التي تمارسها إسرائيل ضد “حماس” في “قطاع غزة”، وهو الأمر الذي أغضب كذلك إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب” !
كلها سيناريوهات تضع الرجل على رأس قائمة المطلوب التخلص منهم، لما يسببه من إزعاج في منطقة الشرق الأوسط؛ وإفشال اتفاقات وتفاهمات يجري التحضير لها، منذ مجيء الرئيس الأميركي للبيت الأبيض مع بدايات عام 2017.