24 سبتمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

حال فوز “ترامب” .. أوروبا ستقع في مأزق .. فماذا يمكنها أن تفعل ؟

حال فوز “ترامب” .. أوروبا ستقع في مأزق .. فماذا يمكنها أن تفعل ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

قلق أوروبي عميق؛ أثاره تهديد الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، والمرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب (الجمهوري) بانتخابات الرئاسة الأميركية؛ في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، وذلك بعد تصريحه بعدم رغبته في حماية الدول الأعضاء في “حلف شمال الأطلسي” من أي هجوم مستقبلي من “روسيا”؛ إذا تأخرت مسّاهماتها في الحلف، وهو ما وضع دول القارة في مأزق هو الأسوأ.

وانهالت تعليقات الصحف الغربية على تلك التصريحات للوقوف على آثارها ونتائجها؛ وكيف يمكن مواجهتها والتعامل معها.

بيعها مقابل المال..

في هذا السيّاق؛ وفي مقال له بصحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية، قال الكاتب الصحافي البريطاني؛ “جنان غانيش”، إن: “أوروبا” في مأزق هو الأسوأ، فسيكون “ترامب” على استعداد لبيعها مقابل المال، لكن من الممكن إقناعه بعدم القيام بذلك مقابل مبلغ مالي أيضًا، وإذا أنفقت القارة المزيد على الدفاع.

وأفاد في مقاله؛ بأن بداية المأزق جاءت بشكوى “ترامب” تجاه “حلف شمال الأطلسي” بشأن الحلفاء: “الجانحين”، وأن لديه قناعة أبدية بأن “أميركا” تتعرض للسرقة.

ورصد المقال بعض المواقف لـ”ترامب” أثناء فترة رئاسته السابقة؛ والتي تعكس خلقه الشّقاق في “أوروبا” وإثارة المشكلات، والتي من بينها:

في عام 2018؛ استقر “ترامب” على نسّخة منقحة من “اتفاقية التجارة الحرة”؛ لـ”أميركا الشمالية”، حيث حقق بعض المطالب، وسمح بمطالب أخرى، بدلاً من الانسّحاب منها على الفور.

وفي عام 2020؛ وقّع ما سماه هدنة تجارية: “تاريخية” مع “الصين”، مقابل التزام غير قابل للتنفيذ بشراء: (200) مليار دولار إضافية من البضائع الأميركية، ما يعكس أنه يخلق التوترات ويقوم بتسّويتها بأي شروط خاصة.

وطرح الكاتب سؤالاً: “هل سيُدافع ترامب عن الحلفاء في حالة الهجوم على الـ (ناتو) ؟”، مشيرًا إلى أن المادة الخامسة التي تُحدّد مبدأ الدفاع الجماعي بميثاق الحلف، تم الاستناد إليها مرة واحدة خلال (75) عامًا، والإجابة على هذا السؤال ميؤوس منها في جوهرها.

والسؤال الأكثر عملية هو كيفية منعه من مغادرة “حلف شمال الأطلسي” أو نقص تمويله في هذه الأثناء، أو تقويضه بخطاباته. الجواب هو أن تصّدق كلمته، وتطرح السؤال النقدي. إنه ليس رمزًا لشيء آخر.

إنشاء هيكل بديل لـ”الناتو”..

كذلك؛ كشفت صحيفة (واشنطن بوست) في تقريرٍ لها، أن دول “الاتحاد الأوروبي” تسّتعد لاحتمال فوز الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، بالانتخابات المقبلة، وتُناقش إنشاء هيكل يمكن أن يكون بديلاً لـ (الناتو).

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن سلطات دول “الاتحاد الأوروبي” تبحث إنشاء هياكل يمكن أن تُكمل أو تكون بمثابة بديل لـ”حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو).

ووفقًا للصحيفة الأميركية؛ فإنه مع توقف المساعدات لـ”أوكرانيا” واقتراب الانتخابات الأميركية، التي من المقرر إجراؤها في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، يُدرك القادة والمسؤولون والدبلوماسيون الأوروبيون بشكلٍ متزايد الحاجة إلى الانخراط في القضايا الأمنية مع الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، وحلفائه، لكنهم يجدون صعوبة في القيام بذلك.

وأضافت أن: “أوروبا كانت تُراقب السياسة الأميركية منذ أشهر، وهي متخوفة من ضعف الرئيس الأميركي؛ جو بايدن، في استطلاعات الرأي، كما تخشّى العودة إلى الأيام التي كان فيها ترامب يُهدد العلاقة عبر الأطلسي، والتي أبقت أوروبا مزدهرة وفي وضع مريح تحت مظلة الأمن الأميركي”.

ووفقًا لأحد مسؤولي “الاتحاد الأوروبي”: “عندما يقول الزعيم السابق وربما المستقبلي للعالم الحر؛ إنه سيُشاهد روسيا تُهاجم حلفاء الـ (ناتو)، فإننا بحاجة إلى إعادة التفكير في ما قد يكون عليه التزام الولايات المتحدة تجاه أوروبا وأوكرانيا”.

وأضاف: “نأمل في الأفضل، لكن يجب أن نسّتعد للأسوأ”.

تعثر المشاورات..

وذكرت الصحيفة: “في الأيام التي أعقبت تصريحات ترامب، ناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي خلف أبواب مغلقة إنشاء إضافة لحلف شمال الأطلسي تمتد عبر القارة؛ والتي من شأنها أن تعمل بالتنسّيق مع الضمانات الأمنية الأميركية، ولكن يمكن أن تكون أيضًا بمثابة بديل موثوق به”.

وأشارت المصادر إلى أن: “هذه المشّاورات تعثرت في الخلافات المعتادة”، مضيفة أنه: “لا يمكن لفرنسا وألمانيا الاتفاق على من سيدفع الفواتير، كما أن أوروبا الشرقية لا تثق بشكلٍ كامل في أوروبا الغربية للرد على التهديدات الروسية”.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادرها؛ أنه بالإضافة إلى ذلك من غير الواضح كيف، أو حتى ما إذا كانوا سيبّنون درعًا نوويًا في القارة، وقالت الدول الأوروبية: “إذا نجحت في الاتفاق، فإنها ستكون أدنى من الترسانة الروسية في أسوأ السيناريوهات، والتي ستكون حربًا نووية”.

مغازلة “روسيا” ومساعدات “أوكرانيا”..

وأوضحت (واشنطن بوست) أن قيادة دول “الاتحاد الأوروبي” تشعر بالقلق والغضب من أن “ترامب” يُغازل “روسيا” ويُدلي بتصريحات غير مسؤولة فيما يتعلق بـ”حلف شمال الأطلسي”.

كما أشارت إلى أن العديد من مسؤولي “الاتحاد الأوروبي”؛ الذين أجرى الصحافيون مقابلات معهم: “قلقون بشأن مصير المساعدات الأميركية لأوكرانيا” إذا فاز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

يستخدم نفس الأسلوب السابق !

كما قال خبير الشؤون الأوروبية؛ “محمد رجائي بركات”، من “بروكسيل”، في تصريحات خاصة لموقع (اقتصاد سكاي نيوز عربية)، إن هناك حالة من التخوف تنّتاب مسؤولي دول “الاتحاد الأوروبي” من عودة الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، إلى الحكم في “الولايات المتحدة الأميركية” حال انتخابه مرة ثانية.

هناك تجربة لدول “الاتحاد الأوروبي” مع “ترامب”؛ خلال فترة حكمه السابقة، حيث فرض عديدًا من الضرائب على بعض المنتجات الأوروبية كالحديد الصلب والألومنيوم، إضافة إلى اختلاقه عديد من المشاكل؛ خاصة فيما يتعلق بتمويل ومسّاهمة الدول الأعضاء بـ”الاتحاد الأوروبي” ودول “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، في ميزانية الحلف.

ولفّت إلى تهديد “ترامب” الأخير لدول الـ (ناتو) بأنه لن يُدافع عنها في حال تعرضها إلى هجوم روسي لعدم مسّاهمتها كما يجب في ميزانية الحلف، معتبرًا أن ذلك يُشكل دليلاً على عودة الرئيس الأميركي السابق إلى نفس الأسلوب الذي كان عليه في السابق. كما أوضح أن هذه التصريحات أثارت القلق لدى بعض المسؤولين، ما دفعهم إلى التحدث حول إعادة النظر في بناء قوة عسكرية أوروبية للدفاع عن “الاتحاد الأوروبي”.

وقال إن بعض المسؤولين الأوروبيين؛ وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية؛ “أورسولا فون دير لاين”، اقترحت على سبيل المثال أن يكون هناك مفوض أوروبي للشؤون الدفاعية، وهذه الصلاحية الآن ممنوحة إلى “جوزيب بوريل”؛ المسؤول عن العلاقات الخارجية والمفوض الأوروبي، الأمر الذي يعكس وجود تخوف بهذا الشأن، وهو ما يدفع دول الاتحاد إلى العمل بشكلٍ جدي أكبر، من أجل أن يكون هناك قوة أوروبية منفصلة عن “حلف الشمال الأطلسي”.

واستطرد قائلًا: السؤال المطروح الآن هو مدى توفر الإمكانات المالية والإرادة السياسية؛ والوفاق بين كافة الدول الأعضاء في الاتحاد كي يتم تشّكيل هذه القوة العسكرية.

توقع لعلاقات صعبة ومتوترة..

من الناحية الاقتصادية؛ أوضح خبير الشؤون الأوروبية، أنه عندما كان “دونالد ترامب”؛ رئيسًا لـ”الولايات المتحدة الأميركية” تحت شعار: “أميركا أولاً” والدفاع عن مصالحها، كان قد فرض ضرائب وجمارك على المنتجات الأوروبية المُصدرة لدولته، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات الاقتصادية، وتكرار ذلك سيُزعزع العلاقات.

وقال إنه من المؤكد أن العلاقات سوف تتزعزع بين “أوروبا” و”الولايات المتحدة الأميركية” مهما حاولت دول الاتحاد إيجاد حلول وتجنبّت مواجهة “أميركا” حال عودة “ترامب” إلى الرئاسة، لا سيما أن أسلوبه في التعامل مع دول “الاتحاد الأوروبي”؛ خلال فترة حكمه السابقة، كشف عن أنه لا يهتم بمواقف دول “الاتحاد الأوروبي”، فبالتالي من المتوقع أن تكون العلاقات صعبة ومتوترة.

ميثاق الـ”ناتو”..

وبحسّب الموقع الرسّمي لحلف الـ (ناتو)؛ فإنه يُعد منظمة سياسية وعسكرية، الهدف الأساس لها يتمثل في حماية حرية وأمن أعضائها من خلال الوسائل السياسية والعسكرية.

وبدأ إنفاق دول الـ (ناتو) يزداد في العامين الأخيرين من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق؛ “باراك أوباما”، بعد انضمام “شبه جزيرة القِرم” إلى “روسيا”؛ عام 2014.

ذكر “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، على موقعه الإلكتروني أن العام 2022، كان: “العام الثامن على التوالي الذي يشهد ارتفاع الإنفاق الدفاعي عبر الحلفاء الأوروبيين وكندا”.

ووفقًا لتقديرات “حلف شمال الأطلسي”، أنفقت “الولايات المتحدة” حوالي: (3.5) بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2023.

وينص ميثاق الـ (ناتو) على أن كل دولة من أعضائه تُنفق ما لا يقل عن: (2) بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الشؤون الدفاعية.

سيناريوهات ما بعد فوز “ترامب”..

وأوضح مؤسس مركز (بروغن) للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أن دول “الاتحاد الأوروبي” تعكف الآن على بحث المسّتجدات التي قد تطرأ حال عاد “ترامب” إلى الحكم في “أميركا”، لسببين أولهما عسكري والآخر اقتصادي.

وفيما يخص الشأن العسكري: بدأت الدول الأوروبية البحث عن إنشاء جيوش مستقلة بعيدة عن الـ (ناتو) والسياسة والضغوطات الأميركية.

المستشار الألماني؛ “أولاف شولتس”، بدأ بتنفيذ إنفاق: (2) بالمئة من الناتج المحلي لـ”ألمانيا” لصالح الميزانية العسكرية، وهو ما يُقارب من: (150) مليار يورو لتقوية الجيش الألماني، كذلك “فرنسا” بدأت السّعي لإيجاد جيش فرنسي قوي، وهو ما يعني أن الدول الأوروبية بدأت تسّتجيب لتهديدات “ترامب” بالخروج من الـ (ناتو) حال وصوله إلى الحكم.

أما فيما يخص الشأن الاقتصادي: إذا ما وصل الرئيس السابق؛ “ترامب”، إلى الحكم سيُفرض على الدول الأوروبية المزيد من الضرائب وزيادة الحصّص لحلف الـ (ناتو)؛ وسيكون عبئًا عليهم في ظل الوضع الاقتصادي الذي لا يسمح لذلك.

الضغوط الأميركية على “أوروبا” من المتوقع أن تتزايد حال وصول فوز “ترامب” بالرئاسة، خاصة التي أيدت “بايدن” منذ اللحظة الأولى لترشّحه ضده في الانتخابات الرئاسية السابقة، قائلًا إن “ترامب” سيُعاقب أيضًا الدول التي دعمت موقف “بايدن” إلى جانب “أوكرانيا” ضد “روسيا”.

انتقام “ترامب” من معارضيه..

وحذر من العواقب الوخيّمة المتوقعة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية، سواء بالداخل الأميركي أو دول “أوروبا”، موضحًا أن تلك العواقب تتمثل في أنه حال فشل؛ “دونالد ترامب”، بتلك الانتخابات سيعمل على إسقاط “جو بايدن”، ليُحّدث صدامًا قد يصل إلى أن يكون دمويًا.

كما أن وصول “ترامب” إلى الحكم سيكون عواقبه وخيمّة على الدول الأوروبية؛ ولن يكون هناك استقرار سياسي ولا اقتصادي في الدول الأوروبية وحتى عسكريًا؛ فإذا ما خرجت “أميركا” من الـ (ناتو) ستكون “أوروبا” في مأزق كبير.

اختلاف العلاقات عن ذي قبل..

ورأى مؤسس مركز (بروغن) للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أن العلاقات “الأميركية-الأوروبية” حال فوز “ترامب” بانتخابات الرئاسة، ستختلف عما هي عليه الآن لكن ستبقى ضمن حدود الدُنيا، فلا يمكن لدول “أوروبا” أن تختلف مع “أميركا” بشكلٍ كبير ولا يمكن أن تقطع هذه العلاقة نهائيًا، معللًا بأن “أميركا” قادرة على الضغط على “أوروبا” بورقة العقوبات أو من خلال وضع الدولار والشركات والمنافسة التجارية والاقتصادية.

وأكد أنه لا يمكن لدول “أوروبا” الخروج من العباءة الأميركية بسّهولة، فستكون هناك مواقف مختلفة بعض الشيء على الصّعيد الاقتصادي مثل الجمارك التي تُفرض على بعض المواد القادمة من “أميركا” والعكس، أما بالنسبة للأسلحة والتدريب والعسّكرة سيكون لبعض الدول جيوش خاصة تحسّبًا لأي طاريء في المستقبل.

وأوضح أن الدول الداعمة لسياسة؛ “جو بايدن”، و”أوكرانيا” ضد “روسيا” هي الأكثر تضررًا من عودة “ترامب” إلى الرئاسة الأميركية وهي: “ألمانيا وبولندا” ومن ثم “فرنسا”، علمًا أنهم أكثر المتضررين من محاربة “روسيا”؛ هذا لأن عودة “ترامب” ستُقوي الأحزاب اليمينية في هذه الدول على سبيل المثال حزب “ماري لوبان”؛ في “فرنسا”، وحزب (البديل) في “ألمانيا”، لأنهم يتماهون مع سياسة “ترامب”، وخاصة بالنسبة للهجرة لأنهم ضد محاربة “روسيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة