15 أبريل، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

حادث “قافلة الإرشاد” .. يعري تزييف الصحافة الإيرانية للحقائق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بينما أثار انتشار فيديو لإعتداء ضابطات “قافلة الإشارد” على فتاة مؤخراً، ردود أفعال مختلف الشخصيات الفنية والاجتماعية والسياسي، وكذلك استياءً شعبياً عارماً داخل إيران، ووعود المسؤولين بمتابعة الموضوع والتعامل مع الضابطات، إلا أن تعاطي عدد من التيارات السياسية، وبخاصة الأصولية، مع الموضوع جدير بالتأمل والأهتمام؛ لأنها تختلف تماماً مع ردود أفعال الكثيرين.

وحسبما رصدت صحيفة (شمس يزد) الإيرانية، فقد إتخذت وسائل الإعلام، المحسوبة على تيار خاص، عدداً من المواقف المختلفة حيال الموضوع تنوعت بين إلتزام الصمت، والإكتفاء بنشر الخبر، والدفاع عن ضابطة الإرشاد وتجريم الفتاة التي تعرضت للضرب والإهانة.

كما عرضت وسائل الإعلام الأصولية الخاصة، بشكل عام، للمواقف الحكومية والشعبية المختلفة. أما وسائل الإعلام الإصلاحية، فقد خصصت العنوان الرئيس للأزمة، في حين سعى تيار اليمين إلى التعتيم على هذا الموضوع بشكل خاص. وبالتالي تجاهلوا الحقيقة وفضلوا تصدير صفحاتهم الرئيسة بموضوعات مختارة.

وبينما لم تتطرق بعض الوسائل الإعلامية اليمينية؛ مثل وكالة أنباء (تسنيم) وصحيفة (الوطن اليوم) إلى الموضوع بشكل مباشر وإتخذوا قراراً بإلتزام الصمت حيال الموضوع، نقلت وكالة أنباء (مهر) الأخبار المتعلقة بالموضوع وردود أفعال بعض المسؤولين.

وبخلاف التغطية الخبرية أو الصمت، فقد قدمت وسائل الإعلام الأصولية سيناريو عجيب للحادث، وهو تحويل المتهم إلى مجني عليه. وبعضهم ربط الحادث بالغرب ونظرية المؤامرة.

كسر أصابع الضابطات !

وكالة أنباء (فارس)، هي من الوكالات المحسوبة على التيار الأصولي، وقد تتطلع إلى هدف خاص من خلال السيناريو الذي عرضته للحادث، إذا أبدت الوكالة بشكل لا يُصدق شفقة على الضابطة المخطئة؛ حتى إنها أنشدت مرثية في مظلومية الأخيرة، وكتبت: ” ُسر أصبع الضابطة أثناء الصدام” !..

ووصف تقرير الوكالة أن الصدام الجسدي ومشادة “قافلة الإرشاد” مع الفتاة بـ”المخُطط مسبقاً”، وأدعت أن صراخ الفتاة أثناء الحادث كان مصطنعاً بهدف تضخيم الجانب العاطفي (!)

واتهمت وكالة أنباء (فارس) الفتيات، (صاحبات الحجاب السيء)، بالإنضمام إلى المعروف باسم “غطاء الرأس الأبيض”، وبالتالي يكون أعضاء “قافلة الإرشاد” مجني عليهم.

عقوبة المجرم..

صحيفة (الشباب)؛ من جملة الصحف التي تبنت نفس سيناريو وكالة أنباء (فارس) بشكل متازمن. ووصفت الصحيفة الفتيات اللاتي تم الإعتداء عليهن بـ”المجرمات”، وطالبت بتقديمهن للمحاكمات العلنية.

ودعت الصحيفة، ذات التوجه الخاص، إلى حماية ودعم ضباط “قوافل الإرشاد”؛ وكتبت: “القانون في كل الدنيا يوفر الدعم والحماية للشخص الذي يرتدي الزي المقرر للمحافظة على الأمن في المجتمع، ويجب على المجرم، والمتهم، أو حتى المواطن العادي أن يتبع أمر الشرطة، لكن في هذه الحالة لم يتجرأ فقط على عصيان الأمر وإنما إبتدأ المجرم فرد القانون بالهجوم”. وتساءلت الصحيفة عن أسباب الاهتمام بهذا الموضوع، وأضافت: “في كل العالم لو أن شخصاً ما أشبتك مع فرد الأمن ووجه إليه كلام لا يليق، ووضع على ملابسه كاميرا والتقط فيلماً بهدف خداع الناس، لكانت عقوبته أسوأ من فرد الأمن الذي لم يستطع التحكم بنفسه خلال المواجهة”.

أفلام تُبث من الخارج..

صحيفة (كيهان)، من جملة صحف تيار اليمين الأخرى، والتي ألمحت إلى وجود مؤامرة؛ وكتبت: “لعل الحادث بالكامل مُخطط له مسبقاً لأهداف خاصة، ولابد من دراسة هذا الموضوع بشكل دقيق. وثمة أخبار لم تُؤكد تشير إلى تورط نشطاء من الخارج في نشر هذا الفيديو. ولا يجب إستبعاد مساعي بعض التيارات إلى تحريف الرأي العام عن الموضوعات والأزمات التي تعصف بالمجتمع، مثل تقلبات سوق العملة والقضايا الاقتصادية”.

ووصفت الصحيفة تضامن الناس مع الفتاة، التي تعرضت للضرب، بالمسرحية؛ وتساءلت: “لماذا تأخذون دائماً جانب الخارجين على القانون ؟”.

نظرة عابرة..

بينما وصفت وكالة أنباء (فارس)؛ وصحيفتي (كيهان) و(الشباب)؛ الفيلم بالمعُد سلفاً، رأى الناس الأفلام الكثيرة عن مثل هذا التعامل المقلق مع الفتيات !.. وكلها تؤكد على أن مثل هذا المعاملة لا تقتصر على ضابطة واحدة، ويثبت فشل جهود وسائل الإعلام اليمينية الرامية إلى تقديم الحادث باعتباره مُعد مسبقاً. وكثيراً ما نرى مثل هذه المشاهد، لكن لم نملك الجرأة على التقاط الصور والأفلام…

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب