8 أبريل، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

حاخام يهودي : الأخلاق كلمة سر بقاء الجيش الإسرائيلي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

الخلاف الفكري والأيديولوجي بين العلمانيين والمتدينين اليهود فيما يخص قيم وأخلاقيات الجيش الإسرائيلي. وهو الخلاف الذي احتدم مؤخراً بسبب اعتزام الجيش تجنيد الفتيات في الوحداته القتالية. ودفع الحاخام الإسرائيلي “سمحا شتتنر” إلى تناوله تحليلياً في أحدث مقالاته التي نشرها موقع “القناة السابعة” العبري مؤخراً.

سقطات أخلاقية برعاية سياسية وعسكرية

حيث يوصي الحاخام شتتنر في مقاله بضرورة تمسك قيادات الجيش الإسرائيلية بالقيم الدينية اليهودية باعتبارها الحصن الوحيد لضمان الأمن والأمان للدولة اليهودية والشعب الإسرائيلي. فيقول إن شعب إسرائيل لم ينهزم قط في أي حرب على مر العصور ولم يهجر وطنه ليعيش في الشتات بسبب ضعف جيشه وإنما بسبب خطاياه. وما من شك أنه كلما سمت الأخلاقيات كلما تحسن الوضع الأمني، والعكس بالعكس.

وبحسب الحاخام الإسرائيلي فإنه بعد الجدل حول التعديلات المفروضة على سلوكيات الجيش، أراد أن يوضح الأمر من الناحية الإيمانية تحديداً وليس من الناحية العملياتية والتنفيذية. وأضاف بقوله: “دائماً كانت هناك سقطات أخلاقية وانتهاك للعفاف في صفوف الجيش, لكن الاختلاف الكبير الآن هو أن تلك المخالفات تحدث بأوامر وتوصيات القيادات العسكرية والسياسية على حد سواء. لكن دولة اليهود ليست كباقي دول العالم, فسر بقائها يكمن فقط في تفردها كدولة يهودية. ولقد كافح الشعب اليهودي لأجل ذلك التفرد حتى منذ ما قبل قيام الدولة, لأجل أن تحافظ القيادة الرسمية، على الأقل، على الطابع اليهودي للدولة. وحتى لو كان هناك كثيرون من الأفراد لا يلتزمون بذلك, فهم مجرد أفراد والمهم ان تحافظ مؤسسات الدولة على هذا المبدأ فتلتزم بحرمة يوم السبت وشرعية الزواج والطلاق وأن يكون الطعام وفق الشريعة اليهودية. فمن هذا الالتزام تستمد الدولة سر بقائها.

مشيراً الحاخام إلى أن دولة إسرائيل التي تواجه في الحقيقة تحديات أمنية تحتاج إلى جيش قوي لكن ذلك ليس كافياً, لأن الخطر الأكبر يكمن في الوضع الأخلاقي الذي يشكل التهديد الوجودي الحقيقي للدولة. مؤكداً على أنه على يقين تام بأن المخاطر التي تتربص بدولة إسرائيل من خلال أعدائها، هي نتيجة الجرائم الأخلاقية التي يرتكبها الشعب الإسرائيلي.

الأخلاق.. سر بقاء إسرائيل

يؤكد شتتنر على أنه “لم يحدث قط أن خسر الشعب اليهودي حرباً أو هجر موطنه بسبب ضعف جيشه, وإنما بسب ما ارتكب من خطايا. وليس لدينا أدنى شك بأنه كلما تحسنت الحالة الأخلاقية، كلما تحسن الوضع الأمني. وكلما ظلت الدولة تحافظ على تفردها كدولة يهودية كلما كُتب لها الدوام، وكلما تخلت عن دورها، كلما تعرضت لخطر وجودي حقيقي. إن الأمر جد خطير ويتطلب الوقوف على قلب رجل واحد دون ترك أي ثغرة”.

موضحاً الحاخام الإسرائيلي بأنه لكي ينتصرالجيش يجب عليه أن يتسم بالعفة والقداسة. والمقصود في المقام الأول القيادة الرسمية للجيش، وتتجلى تلك العفة في طبيعة الأوامر التي تصدرها القيادة. وكلما كانت الأوامر تبيح المحرمات، كلما افتقد الجيش صفة القداسة والعفة، ولن يكون قادراً على تحقيق النصر في حروبه حتى لو امتلك كل عوامل القوة العسكرية. وهذا ما حدث خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يتمكن الجيش من تحقيق الحسم في أي من حروبه المسماة بـ”العمليات العسكرية”. عندما تصبح الأخلاق مشوهة، فإنها ستفسد كل المجالات حتى أسلوب التعامل مع العدو. إذاً فلا تكمن المشكلة في كيفية تهيئة ظروف الخدمة العسكرية للجندي المتدين، بل تكمن في الجيش عموماً، والحل الفردي لا يخص جوهر القضية، لأن مقولة “لا يضركم من ضل إذا اهتديتم” لن تحل المشكلة الوجودية الحقيقية. وهذا المبدأ الأصيل ينطبق أيضاً على “أرض إسرائيل” فالمشكلة ليست في الفرد اليهودي بل في عموم الشعب لأنه غير مقتنع بأن أرض إسرائيل هي بالفعل موطنه. وبالتالي لا مانع لديه من التفكير في منح حقوق لقوميات أخرى كحل دائم. إن هذا التفكير أو بالأحرى هذا التشويه يعد مشكلة وجودية حقيقية ضد إسرائيل.

يختتم الحاخام شتتنر مقاله بأنه من منطلق محبته الشديدة لبلده، ومن خلال امتنانه للخالق على نعمه الجليلة التي أسداها لشعبه، فإنه  يخشى كل الخشية من نكران الجميل وعدم الولاء لله. ومن منطلق حبه هذا وإدراكه فإنه يدعو لضرورة اتخاذ كل الوسائل لانتهاج فكر جديد بل وعمل جديد لصالح الجيش كله وليس لحل مشكلة الجندي المتدين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب