13 يونيو، 2025 11:10 م

“جو بايدن” .. قبلة الحياة لجماعة “الإخوان المسلمين” !

“جو بايدن” .. قبلة الحياة لجماعة “الإخوان المسلمين” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أول تنظيم بادر بتهنئة “جو بايدن”، عقب الساعات الأولى لإعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية؛ كان تنظيم “جماعة الإخوان المسلمين”. ويرى الإخوان في فوزه فرصة للعودة إلى الحياة مجددًا، ناهيك عن السلطة.

ولذلك سمعنا بعض قيادات الإخوان؛ يقولون: “رأينا بفوز، بايدن، تطورات جديدة في مصر، (مسقط رأس الإخوان والدولة الأكثر قمعًا للتنظيم)”. بحسب “علي موسوي خلخالي”، في مقاله التحليلي المنشور بموقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

تحالفات أصولية في طور التشكل !

وكنت قد كتبت، بتاريخ 27 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، مقالاً بعنوان: “رسائل زيارة بومبيو الإقليمية بالنسبة لإيران”، وفيه ذكرت أن “الإمارات” تتجه، وكذلك “السعودية” بالتحالف مع “إسرائيل” ودعم “الولايات المتحدة”، إلى تشكيل تحالف أصولي من دول العالم، وقد أنضم إلى هذا التحالف عدد من التيارات والأحزاب السياسية الأصولية في “أوروبا” وغيرها من دول العالم.

في المقابل تشكل تحالف سري، أو سوف يتشكل بمحور الديمقراطيين. وتجربة رئاسة “باراك أوباما”، تثبت أن نظرة الديمقراطيين إلى تيار كـ”الإخوان المسلمين” إيجابية. وهم يعتبرون هذا التنظيم معتدلاً، وله قدرة على التنظيم، وذو جذور اجتماعية عميقة، ويتمتع بالقدرة على النفوذ في النواة “الاجتماعية-السياسية” بمختلف الدول الإسلامية، وإمكانية استقطاب الكثير من التكتلات الإسلامية والعربية التقليدية.

كذلك قدم “الإخوان”، وجودهم بالسلطة، الضمانات اللازمة للأميركيين، (بحسب خبراء عرب أمثال: “هاشم صالح” و”مصطفى اللباد”)، ووعد بالمحافظة على الاتصال الاقتصادي مع النيوليبرالية العالمية.

وعليه يأمل الديمقراطيون في الحيلولة دون تحول ميول التكتلات الإسلامية في الدول العربية وغيرها؛ باتحاه التيارات الإرهابية. مع الحفاظ في الوقت نفسه على المصالح الأميركية. وهذا الاتفاق من شأنه تدعيم “الإخوان المسلمين”، وخلق فرص جديدة والاستفادة منها في تعاظم قدرات التنظيم، وفرصة جديدة للاستفادة من أخطاء الماضي وإصلاحها.

محاولات “الإخوان” في العراق..

ويدعي “الإخوان المسلمين” وجود علاقات وثيقة مع الأميركيين، سواء مع “الحزب الديمقراطي” أو “الجمهوري”، بلغ مستوى التعاون الأمني. كذلك يحافظ الإخوان على نفوذهم في مراكز القوة بالدول المهمة مثل: “بريطانيا وفرنسا”، وهو ما قد يساعدهم على العودة للسلطة مجددًا.

وقد تابعنا مؤخرًا مساعي التيار في عدد من الدول الإسلامية المختلفة. على سبيل المثال؛ ثمة مساعي محمومة لإعادة، “طارق الهاشمي”، نائب الرئيس العراقي الأسبق الهارب في “تركيا”؛ على خلفية اتهامات بالإرهاب، على مشارف الانتخابات العامة، والمقررة في حزيران/يونيو المقبل. وقد كان يرأس، أثناء وجوده بالعراق، “الحزب الإسلامي”، فرع “تنظيم الإخوان المسلمين” في بغداد.

ويرى الكثيرون أن مثل هذه التحركات إنما تأتي في إطار محاولات “الإخوان المسلمين” الجديدة. ويقال إن ثمة الكثير من المساعي لإعادته إلى “العراق”، خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقد تعني عودته تعاظم قدرة الإخوان، والدول الراعية للتنظيم؛ مثل “تركيا وقطر” وغيرها.

إحياء للدور القطري..

ويعتقد كثير من المحللين أن المساعي الأخيرة للمصالحة بين دول الخليج و”قطر”، إنما تخدم مصالح “الدوحة” بشكل أكبر من الأطراف الأخرى.

وقبل ثلاث سنوات، أساءت “الإمارات العربية المتحدة” استغلال وصول الجمهوريين إلى السلطة في “الولايات المتحدة”، في كسب مكانة متميزة على صعيد السياسات الخارجية، وقد حدث ذلك بالفعل خلال السنوات الماضية. وإذا ما نظرنا إلى فترة رئاسة، “أوباما”، ومن بعد، “ترامب”، فسوف نرى أن “قطر” كانت تحتل طليعة الساحة السياسية في تطورات الشرق الأوسط، بينما احتلت “الإمارات” هذه المكانة، في عهد “ترامب”.

الآن يبدو أن فوز “بايدن” سوف يحيي من جديد الدور القطري، وسوف تزداد هذه المكانة قوة بعد مساعي الدول العربية الأخيرة للمصالحة مع “قطر”. ولذلك لم نسمع عن أي أثر لـ”الإمارات”، خلال الفترة الماضية، بالتوازي مع مساعي، “غاريد كوشنر”، صهر “ترامب” ومستشاره، بالتعاون مع “الكويت” لحل خلافات الدول العربية مع “قطر”، وكأنما تم عزلها عن هذا الحدث تمامًا أو أنها تعترض نوعًا ما على هذا الوضع. بينما تعاملت “مصر” بطور حذر جدًا وأعلنت أنها سوف تتابع الموضوع بحذر.

والمتوقع أن يصل التيار المنسوب إلى “الإخوان المسلمين” إلى السلطة في “ليبيا”، بدعم “تركي-قطري”. وفي هذه الحالة ثمة إحتمال إضعاف الجبهة المدعومة إماراتيًا، أي الجنرال “خليفة حفتر”.

وهذه المسألة قد تنتهي لصالح “الإخوان المسلمين” أيضًا. يبدو أن الأشهر القليلة المقبلة حبلى بالتطورات الجديدة في المنطقة. أضف إلى ذلك أن الفصائل المسلحة المشكلة حديثًا هي بالحقيقة من “الإخوان المسلمين”؛ وتسعى إلى تأمين مصالح التنظيم، كما التنظيمات التي تنشط في “سوريا” حاليًا بدعم “تركي-قطري”. كذلك سوف نشهد مؤامرات أمنية جديدة تبتغي أهدافًا أخرى تتشابه إلى حد كبير مع أهداف فترة “باراك أوباما”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة