خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بعد تنحيه من رئاسة الحكومة البريطانية إثر سلسلة كبيرة من الاستقالات داخل حكومته في بداية الشهر الجاري، باتت الوظيفة المسقبلية له محط اهتمام الجميع لتحديد وجهته التالية.
فاعترف رئيس الوزراء البريطاني المستقيل؛ “بوريس جونسون” – على انفراد مع أحد مؤيديه – بأنه يرغب في “محو” استقالته والعودة إلى مقر رئاسة الوزراء.
وبحسب صحيفة (إكسبريس) البريطانية، فإن “جونسون” أخبر العضو في مجلس اللوردات “كروداس” بأنه: “لا يريد الاستقالة”، ويتمنى أن يتمكن من: “محو رحيله”.
تأتي هذه الأخبار وسط تحرك متزايد بين أعضاء حزب (المحافظين) لإبقاء رئيس الوزراء المستقيل في منصبه.
وقال “جونسون”؛ لوزير الخزانة السابق – على مأدبة غداء يوم الجمعة – أنه: “يُريد خوض الانتخابات العامة المقبلة كزعيم لحزب (المحافظين)”، وفقًا لصحيفة (ذا تيليغراف) البريطانية.
ويقوم اللورد “كروداس” بحملة لإبقاء رئيس الوزراء المستقيل في السلطة.
حملة “إعادة بوريس”..
وبحسب ما ورد، ناقش “بوريس جونسون” و”كروداس” حملة: “إعادة بوريس” بين أنصار الحزب على مستوى القاعدة لمعرفة ما إذا كان الأعضاء يعتقدون أنه يجب عليه الاستقالة.
ودعم أكثر من: 10 آلاف عضو بالحزب الحملة في أسبوع واحد فقط.
وقال “كروداس”: “لم يكن هناك غموض في آراء بوريس.. أنه بالتأكيد لا يُريد الاستقالة.. يُريد أن يستمر ويؤمن أنه مع أعضاء الحزب الذين يقفون وراءه يستطيع ذلك”.
وحصلت العريضة على أكثر من: 2000 توقيع يوميًا، وأكد اللورد “كروداس” أن الحملة أخذت أرقام العضوية عندما وقع الأعضاء لإزالة أي موقع مزيف.
وقال “كروداس” إن “جونسون” قد دعاه ليشكره على حملته: “إعادة بوريس”.
وأضاف: “لقد استلهم من حملتي الانتخابية.. ويأمل أن يكون هناك طريقة للبقاء كرئيس للوزراء، وهو يعتقد أن حزب (المحافظين) سيرتكب خطأ كبيرًا إذا تجاهل رغبات أعضائه”.
منصب الأمين العام لحلف الـ”ناتو”..
كما أنه ووفق ما أعلنت صحيفة (تليغراف) البريطانية، من المتوقع أن يُصبح رئيس الوزراء المستقيل؛ “بوريس جونسون”، الأمين العام القادم لـ”حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو).
وذكرت الصحيفة في مقال، الثلاثاء الماضي، أن نواب “البرلمان الأوكراني” وحزب (المحافظين) يدعمون فكرة أن يكون “جونسون” مرشحًا محتملاً لهذا المنصب على الرغم من أن المشككين يُشيرون إلى أنه من المحتمل أن تُعارض “فرنسا” ذلك وتستخدم حق النقض.
هذا؛ ويحظى “بوريس جونسون” بدعم من قبل كبار (المحافظين) ليكون الأمين العام القادم لـ “حلف شمال الأطلسي”، عندما يُصبح المنصب الرفيع المستوى هذا شاغرًا، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يتنحى الأمين العام للحلف؛ “ينس ستولتنبرغ”، في أيلول/سبتمبر من العام المقبل.
و”جونسون”؛ آخر سياسي بريطاني يُرشح لهذا المنصب، بعد وزير الدفاع؛ “بن والاس”، و”تيريزا ماي”، و”ديفيد كاميرون”، وسيسمح توقيت الدور لـ”جونسون”؛ ببعض الوقت لإعادة شحن بطارياته بعد تنحيه كرئيس للوزراء؛ في 06 أيلول/سبتمبر.
الاستقالة كنائب من البرلمان البريطاني..
كما سيحتاج رئيس الوزراء البريطاني إلى الاستقالة كنائب في “البرلمان البريطاني” لتولي المنصب الجديد إذا تم تعيينه بالإجماع من قِبل الدول الأعضاء في الـ (ناتو).
وكان “جونسون” قد أعلن؛ في 07 تموز/يوليو الجاري، استقالته من منصبه في أعقاب استقالة أكثر من: 50 من الوزراء والمساعدين في الحكومة، احتجاجًا على قيادته، لكنه سيواصل عمله لحين انتخاب رئيس جديد للحكومة في مطلع أيلول/سبتمبر.
وكان سقوط “جونسون” مدويًا لسياسي حقق فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية؛ التي أجريت في كانون أول/ديسمبر 2019، وأخرج “المملكة المتحدة” من “الاتحاد الأوروبي”؛ بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة (كوفيد) إلى “بريطانيا”.
ترشيحه لمنصب رئيس وزراء أوكرانيا..
وفي نفس السياق، أفاد مكتب الرئيس الأوكراني؛ “فلاديمير زيلينسكي”، أمس الجمعة، عن أنّه تمّ تقديم التماس لمنح الجنسية الأوكرانية لرئيس وزراء “بريطانيا” المنتهية ولايته؛ “بوريس جونسون”، وترشيحه لمنصب رئيس الوزراء الأوكراني.
وجاء في عريضة نُشرت على الموقع الإلكتروني لمكتب “فلاديمير زيلينسكي”: “أطلب منكم النظر في إمكانية منح الجنسية الأوكرانية؛ لبوريس جونسون، وتقديم ترشيحه لمنصب رئيس وزراء أوكرانيا”، مع الإشارة إلى: “الجوانب الإيجابية للقرار: الدعم العالمي لبوريس جونسون، وموقفه الواضح ضد الغزو العسكري لأوكرانيا، معرفته الواسعة في المجالات السياسية والمالية والقانونية”.
خطوة للتقرب أكثر نحو الغرب..
تعليقًا على ذلك المرسوم، يقول الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية؛ “باسل الحاج جاسم”، إن شيئًا مثل هذا سبق وحدث في “أوكرانيا” بمنح الجنسية لمسؤولين سابقين ومن جنسيات أخرى، وأبرز مثال كان الرئيس الجورجي السابق؛ “ميخائيل ساكاشلفيلي”، الذي جرى منحه الجنسية الأوكرانية قبل عدة سنوات وبعد عام 2014، شغل أكثر من منصب كبير داخل “أوكرانيا”.
وأضاف “باسل الحاج”، في تصريحات خاصة لـ (سكاي نيوز عربية): اليوم ليس مستبعدًا أن يتكرر نفس الأمر مع “بوريس جونسون”؛ رئيس وزراء “بريطانيا” المنتهية ولايته، وهو ما سيكون بنظر صُناع القرار في “كييف”؛ خطوة للتقرب أكثر نحو الغرب.
وفي الـ 23 من تموز/يوليو الجاري، ذكرت صحيفة (تليغراف) البريطانية؛ أن “بوريس جونسون”، الذي استقال من منصب رئيس وزراء “بريطانيا”، يعتزم القيام برحلة أخيرة إلى “كييف” قبل أن يُغادر “داونينغ ستريت” نهائيًا.
في السياق ذاته، يقول “آصف ملحم”، مدير مركز (جي. سي. إم) للدراسات؛ مقره “موسكو”، إن الإعلان الأوكراني ليس غريبًا أن يتكرر السيناريو ذاته مع رئيس الوزراء البريطاني؛ “بوريس جونسون”، فمن الممكن منحه الجنسية الأوكرانية وتسليمه منصبًا، ودعم ترشيحه لرئاسة وزراء “أوكرانيا”.
أربعة أسباب وراء طلب “زيلينسكي”..
وسرد “آصف ملحم”، خلال تصريحاته لـ (سكاي نيوز عربية)، عدة أسباب وراء اهتمام “زيلينسكي” بـ”جونسون”، وهي أولًا: منذ بداية العملية العسكرية الروسية، زار “جونسون”؛ “كييف”، أربع مرات، وفي كل مرة كان يتمنى لـ”أوكرانيا” النصر الساحق على “روسيا”، لذلك يعتبره “زيلينسكي” الصديق الكبير لـ”أوكرانيا”؛ كما أن “جونسون” وضع “بريطانيا” في مقدمة الدول الأوروبية من حيث الدعم لـ”أوكرانيا”، وبسبب هذا الدعم اضطر للاستقالة من منصبه.
وتابع “آصف ملحم” قائلًا: ثانيًا؛ أدت استقالة “جونسون” إلى إثارة الشكوك عند حلفائه الأوكرانيين في إمكانية استمرار إلتزام رئيس الوزراء البريطاني القادم بـ”أوكرانيا” كما كان يفعل “جونسون”.
ثالثًا: يتمتع “جونسون” بمستوى جيد من التعليم والخبرة في المجالات السياسية والمالية والقانونية؛ و”أوكرانيا”، من وجهة نظر “زيلينسكي”؛ وفي هذه الظروف الصعبة، تحتاج إلى رجل بهذا المستوى من الخبرة.
وأضاف “ملحم”، أن النقطة الأخيرة هي تمتع “جونسون” بعلاقات جيدة مع مختلف قادة العالم، لذلك يعتقد “زيلينسكي” بأنه قد يكون لهذه العلاقات تأثير على الوضع في “أوكرانيا”.
ومنذ عدة أيام، تطورت في “أوكرانيا” قضية حول مرسوم “زيلينسكي” الخاص بحرمان العديد من الشخصيات العامة من الجنسية، ومن بينهم الأوليغارشية؛ “إيغور كولومويسكي”، نائب الشعب، والرئيس السابق لمنصة المعارضة (من أجل الحياة)؛ “فاديم رابينوفيتش”، ورئيس مقر الدفاع في “دنيبروبيتروفسك”؛ “غينادي كوربان”.
وفيما يخص “جونسون”، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في ألا يختفي رئيس الوزراء البريطاني المستقيل: “الصديق العظيم لأوكرانيا”، من الحياة العامة عندما يُغادر “داونينغ ستريت”.