15 نوفمبر، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

جولة مفاوضات رابعة .. العراق ما بعد قمة “دول الجوار” .. هل نجح في فرض التقارب “الإيراني-السعودي” ؟

جولة مفاوضات رابعة .. العراق ما بعد قمة “دول الجوار” .. هل نجح في فرض التقارب “الإيراني-السعودي” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فيما يبدو كونه من النتائج الإيجابية لـ”قمة بغداد لدول الجوار”، أعلنت “إيران” أنها ستعقد مع “السعودية”؛ جولة مفاوضات رابعة في “العراق”؛ بعد توقف أعقب ثلاث جولات إلى حين تشكيل حكومة جديدة في “طهران”، وفق ما قاله السفير الإيراني لدى بغداد، “إيرج مسجدي”، الإثنين، حسبما نقلت وكالة أنباء (إسنا) الحكومية الإيرانية.

وحملت الجولات الثلاث الماضية مؤشرات على تغيير في الدبلوماسية الخليجية، قبل توقفها مؤقتًا إلى حين تشكيلة حكومة جديدة في “طهران”؛ بعد انتخاب، “إبراهيم رئيسي”، رئيسًا للبلاد إثر فوزه بانتخابات، حزيران/يونيو الماضي.

وقال “مسجدي”، في “منتدى الرافدين للحوار”، بـ”بغداد”: “عقدنا ثلاث جولات مباحثات مع السعودية، في بغداد، بفضل تعاون الحكومة العراقية، وستجري الجولة الرابعة بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة”، حسب قوله.

وفي حوار تلفزيوني، مساء الإثنين، قال وزير الخارجية الإيراني، “حسين أمير عبداللهيان”، إن وزير الخارجية السعودي، الأمير “فيصل بن فرحان”، أبلغه بأنه ينتظر تشكيل حكومة جديدة لاستئناف المفاوضات، خلال مشاركتهما في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، في حين أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “سعيد خطيب زادة”، عدم وجود أي مفاوضات ثنائية بين البلدين في “العراق”، على هامش مشاركة الدولتين في المؤتمر.

وتجري المحادثات بين “الرياض” و”طهران”، منذ نيسان/إبريل الماضي، وقد نوقشت فيها قضايا عدة؛ منها إعادة افتتاح السفارات، حسبما قال “مسجدي” في تصريحات، نقلتها قناة (العالم) الرسمية الإيرانية، في 16 آب/أغسطس المنصرم.

وكانت العلاقات الدبلوماسية قد انقطعت بين “إيران” و”السعودية”، منذ عام 2016، بعد أن هاجم محتجون إيرانيون، “السفارة السعودية”، في “طهران”، وأضرموا النيران فيها على خلفية إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي البارز، “نمر النمر”.

معادلة جديدة في المنطقة..

حول الخطوة الجديدة، قال الكاتب والمحلل السياسي، “عبدالأمير المجر”؛ أن الآن: “يختلف العراق، في زمن حكومة الكاظمي، عما كان عليه في زمن الحكومات السابقة، وذلك لقربها من واشنطن ومن تطلعات الشعب العراقي في الاستقلال والإبتعاد عن سياسة المحاور، حيث كان لإيران نفوذ واسع في العراق، إلا أنه تقلص بمجيء الكاظمي”.

وتابع “المجر” بالقول: “نفوذ إيران في العراق؛ كان بمثابة إنطلاقة باتجاه: اليمن أو سوريا أو لبنان، وطهران بدأت تدرك خروج العراق من حوزتها، ومفاوضاتها مع الرياض تنطلق من هذا الواقع الجديد، وعلى هذا الأساس ستسير المفاوضات بينهما بصورة أسهل، خصوصًا للسعودية، وبصورة أكثر جدية”.

وأضاف “المجر” قائلاً: “أكدت مخرجات مؤتمر بغداد؛ على أن العراق لم يُعد ساحة خلفية لإيران، وغير محسوب على السعودية بنفس الوقت، أي هناك معادلة جديدة في المنطقة وعلى إيران التعامل معها، وستحدد الانتخابات العراقية القادمة مواقف الطرفين من بعضهما البعض”.

رغبة في إيجاد خطوط للقاء..

وفي تعليقها؛ تقول صحيفة (القدس العربي) اللندنية: “كان الحضور السعودي والإيراني، عبر وزيري خارجيتهما؛ فيصل بن فرحان وحسين أمير عبداللهيان، إشارة أيضًا إلى رغبة متزايدة لدى الطرفين في إيجاد خطوط للقاء، وقد أشار وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى أن اللقاءات (السعودية-الإيرانية) مستمرة؛ وأنها بدأت من بغداد، كما حصل لقاء بين حاكم دبي ووزير الخارجية الإيراني”.

وتضيف الصحيفة: “نجاح بغداد في عقد المؤتمر، وفي تدوير الزوايا بين السعودية وإيران، ورعاية لقاء أمير قطر بالسيسي وبن راشد، صاحبه تجاهل قضايا عالقة، كموضوع علاقة طهران الحساسة، ببغداد، وكذلك موضوع عدم استخدام العراق منطلقًا لشن هجمات على دول الجوار”.

أساس العقدة العراقية..

وفي صحيفة (العرب) اللندنية، يقول “فاروق يوسف”: “كان واضحًا في اللغة السياسية العراقية الإهتمام بالخلاف (الإيراني-السعودي)؛ كونه أساس العقدة العراقية. ذلك منطق لا يستوي مع حقيقة أن الهيمنة الإيرانية على العراق لا علاقة لها بذلك الخلاف”.

ويضيف “يوسف”: “فإذا كانت إيران تملك مَن يمثلها من الميليشيات المسلحة في العراق؛ فإن السعودية لا تفكر إلا في استعادة العراق إلى محيطه العربي. وهي مستعدة من أجل ذلك لتقديم كل أنواع الدعم من أجل قيام حكومة عراقية مستقلة في قرارها السياسي، حريصة على مبدأ السيادة الوطنية”.

منصة لتأكيد المصالحات العربية..

ويرى “عبدالباري عطوان”، في صحيفة (رأي اليوم) اللندنية؛ أن القمة: “تحولت إلى منصة لتأكيد المصالحات العربية، وخاصة بين قطر من ناحية، وكل من: مصر والإمارات من ناحية أُخرى، وتجديد فرص الحوار (السعودي-الإيراني)، ويبدو أن الغرض الرئيس من هذه القمة؛ هو توفير هذا المهرجان السياسي لتحقيق هذه اللقاءات المباشرة بين الزعماء العرب المتخاصمين على أرض محايدة”.

مختبر لقياس سلوك إيران !

وتحت عنوان: “قمة الجوار لدعم العراق واختبار إيران”، يقول “عبدالوهاب بدرخان”؛ في صحيفة (الوطن) السعودية؛ إن المؤتمر كان: “فرصة لإيران كي تقدم رؤية جديدة عن دورها في العراق والعلاقات التي كرر الرئيس، رئيسي، أنه يريد تحسينها مع دول الجوار. لذلك يبقى العراق مختبرًا لقياس سلوك إيران، فهي منشغلة بكيفية ملء الفراغ الأميركي، ولذلك لم تظهر في قمة بغداد أي استعداد للحوار في شأن الاستقرار الإقليمي”.

عودة العراق تُعيد التوازن..

وتحت عنوان: “حين يرجع العراق”، يقول “غسان شربل”، رئيس تحرير (الشرق الأوسط) اللندنية؛ إن: “العراق الذي استضاف قمة التعاون والشراكة، قبل يومين، هو بالتأكيد غير العراق الذي استضاف القمة العربية، في 2012. أشياءُ كثيرة تغيرت في العراق وحوله وفي المشهد الدولي أيضًا. لكن أبرز ما تغير في بغداد هو إنطلاق عملية هادئة وجريئة تهدف إلى إعادة العراق إلى العراق”.

ويضيف الكاتب: “عودة العراق العراقي حق لأبنائه ومكسب لأمته. كانت بغداد، قبل عقدين، بداية دورة من الإنهيار. يأمل العربي أن تكون عودة العراق بداية أيام مختلفة في دول الجوار وأبعد منها. والأكيد أن عودة العراق إلى دوره تُعيد قدرًا من التوازن الذي اختل في غيابه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة