خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بدأ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، جولة آسيوية تستمر 10 أيام، وتشمل عدة بلدان استهلها بزيارة “اليابان”، ومن المقرر أن تشمل أيضاً “كوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين”، تهدف في الأساس إلى تعزيز العلاقات مع الشركاء الآسيويين وحصد دعمهم لتضييق الخناق على “كوريا الشمالية”.
وتعد هذه الجولة هي أطول جولة يقوم بها رئيس أميركي منذ 1991، إذ كان الرئيس الأسبق، “جورج بوش” الأب، هو آخر رئيس أميركي يقوم بجولة آسيوية طويلة، وانتهت بإصابته بوعكة صحية عقب تناوله العشاء في العاصمة اليابانية “طوكيو”، لذا يُخشى على صحة “ترامب” (71 عاماً)، كما يتزايد القلق بخصوص عدم قدرته على التحكم في انفعالاته أو إظهار أكبر قدر من الدبلوماسية المطلوبة.
إجراءات جديدة للضغط على بيونغ يانغ..
بدأ الرئيس الأميركي جولته بالمحطة الأسهل، وهي “اليابان”، التي تعتبر حليفاً جيداً بالنسبة للولايات المتحدة، إذ أن بينهما تطابق شبه كامل في وجهات النظر بخصوص التعامل مع “كوريا الشمالية”، وستكون “كوريا الجنوبية” محطته الثانية؛ وهي أيضاً تعتبر حليفاً، لكن هناك الكثير من الاختلافات في الآراء بينهما.
ويعد التعاون مع واشنطن مصلحة كبيرة بالنسبة لسول وطوكيو، إذ إنهما يعتبران أهدافاً أساسية لأي اعتداء قد تنفذه جارتهما الشمالية، وهذا التهديد تسبب في إثارة مناخ من عدم الأمان في المنطقة.
وقال الناشط في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، “أنثوني روغيرو”، إن “جولة ترامب ستقدم فرصة فريدة لواشنطن كي تنسق مع سول وطوكيو إجراءات جديدة للضغط على بيونغ يانغ”، وأشار “روغيرو” إلى أن امتلاك سول وطوكيو أسلحة نووية لن يجعلهما أكثر أماناً؛ بل على العكس قد تعتبره بيونغ يانغ تبريراً إضافياً للمضي قدماً في برنامجها النووي.
“الصين” هي الحلقة الأصعب في الجولة..
من المقرر أن تكون “الصين” ثالث محطات “ترامب” في آسيا، وهي الحلقة الأصعب في الجولة، إذ يعي “ترامب” جيداً صعوبة إقناع بكين باتخاذ إجراءات ضد بيونغ يانغ، التي تحتل 90% من تجارتها الخارجية.
وسوف يصحب “ترامب” معه عدد من الرؤساء تنفيذيين لشركات أميركية مستعدون لإبرام اتفاقات اقتصادية كبيرة لسد الثغرة التي قد تتركها بيونغ يانغ؛ إذا ما قررت بكين الانصياع لرغبات واشنطن.
ومن جانب آخر، لا تتفق بكين مع واشنطن، التي ترى ضرورة استخدام الحل العسكري ضد بيونغ يانغ، وأكد وزير الخارجية الصيني، “تشنغ في”، على أن بكين تعارض بشدة أي صراع في شبه الجزيرة الكورية، وترى أن استخدام القوة ليست الطريقة الصحيحة لحل الأزمة، لذا يعول كثيراً على قدرة “ترامب” على إقناع صديقه الرئيس الصيني، “شي غين بينغ”.
وتطمح واشنطن في أن يتمكن “ترامب” من إقناع الرئيس الصيني، “شي غين بينغ”، بوقف واردات الفحم من “كوريا الشمالية” نهائياً، وغلق كل الحسابات البنكية التي تتحكم بها بيونغ يانغ، وإخراج كل العاملين الكوريين الشماليين من بلاده.
الملف النووي على رأس الموضوعات..
من المتوقع كذلك أن يناقش الرئيس الأميركي على طاولات المباحثات عدة موضوعات؛ تأتي على رأسها الملف النووي لكوريا الشمالية، ومحاربة الإرهاب، وسوف تحدد هذه الجولة مدى قدرة “ترامب” على تعزيز العلاقات مع حلفاؤه وإمكانية إحكام الحصار على بيونغ يانغ.
وتشمل الجولة أهدافاً اقتصادية أيضاً، لكنها لن تأخذ الحيز الأكبر من المناقشات، وسوف يشارك “ترامب” في “منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ” (الأبيك)، الذي يعقد في فيتنام، كما من المتوقع أن يحضر قمة “رابطة دول جنوب شرق آسيا” (آسيان) في الفلبين.
“ترامب” لا يسعى إلى تخفيف حدة التوتر..
قبل أيام من بدء الزيارة، انضمت حاملة الطائرات الأميركية “يو. أس. أس. نيميتز” إلى الحاملتين “روزفلت” و”ريغان” الموجودتين غربي المحيط الهادئ، ليشكلوا أكبر تواجد عسكري أميركي في المنطقة منذ 10 سنوات، وهو ما يرسل برسالة مفادها أن “ترامب” لا يسعى إلى تخفيف حدة التوتر.
كما أجرت قاذفتان أميركيتان من طراز (بي. وان. بي)، أسرع من الصوت، تدريباً مشتركاً مع مقـاتـلات يابانية وكورية جنوبية، اعتبرته بيونغ يانغ تصعيداً في المنطقة.
وتهدف الولايات المتحدة إلى محاصرة نظام رئيس كوريا الشمالية، “كيم غونغ أون”، من كافة الجهات، لذا سعت من أجل دفع الأمم المتحدة إلى توقيع عقوبات دولية جديدة عليه لعرقلة تطور برنامجه النووي، وتأتي جولة “ترامب” في نفس السياق.