“جوان” الإيرانية تسأل .. لماذا عاد سلطان الوسّاطة إلى “إيران” ؟

“جوان” الإيرانية تسأل .. لماذا عاد سلطان الوسّاطة إلى “إيران” ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مرة أخرى يعود سلطان عُمان؛ “هيثم بن طارق”، إلى “إيران” من جديد للوسّاطة التي تحتاج بالمنطق إلى بيئة مواتية. فإذا رأى طرفي النزاع عدم قابلية المشكلة للحل، فلا يمكن قبول وسّيط بينهما؛ على غرار فترة الحرب مع “العراق”؛ حيث طلبت “الأمم المتحدة” للكثير من دول المنطقة الوسّاطة، لكن “إيران” لم تقبل من منطلق عقلي هذه الوسّاطة؛ بحسب “غلام رضا صادقيان”، في تقريره المنشور بصحيفة (جوان) الإيرانية.

نفاق بعض الوساطات..

ففي وقتٍ كانت تدعم الكثير من دول العالم؛ “صدام حسين”، بينما كان مازال يحتل جزءًا من “إيران”، فقد أرادت نفس هذه الدول الوسّاطة في السلام.

وفي آتون الحرب “الروسية-الأوكرانية”، أعلنت “إسرائيل”؛ في البداية، تلاها عدد من الدول الأخرى، الوسّاطة، قبل نشر خبر مقتل جنود إسرائيليين في الحرب مع “روسيا”، وافتضاح تورط بعض أدعياء الوسّاطة تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية للحكومة الأوكرانية، ومن ثم فقد ازدادت المشكلات العالقة بين الدولتين المتحاربتين.

الوساطة العُمانية لدى إيران..

لذلك كان من المستحيل التوسّط والوسّاطة حتى الآن. وعليه لابد من البحث هل تكتسب زيارة السلطان إلى “إيران” مجددًا معنى الوساّطة مرة أخرى ؟.

الواقع أن الإشارة إلى سوابق الأخوة والصداقة بين البلدين، بعد مساعدة النظام الإيراني للسلطان العُماني الراحل؛ في التغلب على تنظيم (ظفار) غير مقبولة.

لأن مجرد الصداقة لا يستدعي ربط مصير دولة بالوسّاطة. لابد من البحث في الأسباب التي مهدت للقيام بدور الوسّاطة. وأفضل نقطة للبدء في تقديم تحليل صحيح هي أن نسأل أنفسنا: لماذا توقف مسّار التفاوض بين “إيران” والغرب تمامًا في فترات الأزمات الداخلية في الأعوام 2009م؛ أو احتجاجات العام الماضي، واستئناف المفاوضات من جديد بعد استعادة الهدوء إلى أن أصبحت هذه حقيقة لا يمكن إنكارها تجري على ألسنة المحللين الغربيين أنفسهم وهي أن؛ “باراك أوباما”، فرض أقسى أنواع العقوبات على “إيران”؛ بعد أن حصل على الضوء “الأخضر” في احتجاجات 2009م.

وعليه فإن أهم دوافع ميل الغرب مجددًا لاستئناف المفاوضات أو حتى إبرام اتفاق سّريع مع “إيران”، هو نتاج هدوء الأوضاع الداخلية الإيرانية.

أهداف غربية..

وتهدف كل العقوبات وجميع الأعداء للحيلولة دون تقدم “إيران”. وهو نفس الهدف من معاقبة “روسيا” و”الصين” وباقي الدول التي تُعاني من العقوبات.

ومن المنظور الغربي السّلطوي، يجب تهديد استقرار الأوضاع الداخلية لدولة ما للحصول على المزيد من الامتيازات. وحاليًا بعد أن يأس الغرب مجددًا من الفشل؛ أو على الأقل عدم القدرة على الحديث عن المخططات التالية التي تهدف إلى توتير الأوضاع الإيرانية، فقد اختار العودة إلى طاولة المفاوضات.

ومما لا شك فيه أن “إيران” تميل إلى تجاوز “الصخرة الصعبة”، لكن سوابق المقاومة الإيرانية في المفاوضات أثبتت عدم استفادة “طهران” من طرق العدو في تجاوز أي عقبات وإنما تلتزم بمسّاراتها.

وحاليًا يزور سلطان “عُمان”؛ دولة “إيران”، بعد أن تهيأت المقاومة الإيرانية، وانحسّار الشرور عن منطقة غرب “آسيا” بمقاومة أبطال “إيران”. وبالنسّبة للشأن الداخلي، فالغرب مذهول من عدم تماهي أبناء الشعب الإيراني الذي يقاوم ضد هذا الحد من العقوبات والتضخم والغلاء، لدرجة خسّارة الكثير من أبناء الطبقات الدنيا والمتوسطة استثماراتهم نتيجة قفزات الدولار، مع الأعداء ومثيري الشغب.

انتصارات إيرانية..

لم يُعد الغرب يعتقد في قدرة سياسة الضغط إلى أقصى حدٍ في اخضاع الشعب الإيراني. على الصعيد العالمي، نجحت “إيران” في تحرير “سوريا” من سيطرة حلف الـ (ناتو)؛ على نسّبة: 80% من الأراضي السورية، وتجهيز جيش من: 150 ألف مقاتل مزود بالسلاح الغربي والمالي العربي.

كذلك نجحت “إيران” في ضمان استقلال “اليمن” رغم وجود جماعات مشابهة؛ وإن كانت مختلفة نسبيًا تقاتل منذ 08 سنوات في محاولة للسّيطرة على “اليمن”.

حاليًا ماتزال “إيران” ماضية في طريقها بقرار ذاتي، وقد تتمكن من عبور “الصخور الصعبة”، لكن من خلال نفس المسّار والقرارات.

ولو نصعد إلى أعلى القمة ونلقي نظرة فسوف ندرك أسباب زيارة السلطان “هيثم بن طارق”؛ الحالية إلى “إيران”. فالنجاح النسّبي لتلك الوسّاطة نابع من وحدة “إيران” الداخلية وتحّمل الإيرانيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة