“جوان” الإيرانية ترصد .. الغيرة العربية بدلًا من مؤتمر القمة الاستعراضي

“جوان” الإيرانية ترصد .. الغيرة العربية بدلًا من مؤتمر القمة الاستعراضي

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

رغم أن رائحة الموت تفوح من مكونات قوة الكيان الصهيوني؛ ومعاناة “بنيامين نتانياهو” العُزلة الدولية، ورد الفعل الأوروبي الخجول المتُمثّل في عقوبات اقتصادية محدودة، والعجز العسكري على “غزة” وصمود المقاومة وسط الأنقاض، وغيرها من التحديات الاستراتيجية التي يواجهها الكيان الذي لا يملك لإنقاذ اقتصاده المنهار سوى وعود وهمية بالاكتفاء الذاتي، قام بمهاجمة “قطر” واستهداف مقر وفد حركة (حماس) التفاوضي. بحسّب ما استهل “هادي محمدي”؛ تحليله المنشور بصحيفة (جوان) الإيرانية.

لم يكتف “نتانياهو” بعد تصريحات وزيره المتهم بارتكاب جرائم؛ “بتسلئيل سموتريش”، بالإعلان عن رفض وجود أي كيان باسم: “دولة فلسطين”؛ بل اعتبر مشروع: “إسرائيل الكبرى” واجبًا مقدسًا، يشمل احتلال ست دول عربية وأجزاء من “تركيا”.

وهو بذلك لم يتجاوز القوانين والأعراف الدولية وسيّادة الدول وحصاناتها الدبلوماسية، بل يستهدف الوسيط والمفاوض في آنٍ واحد.

الهجوم على “قطر” والرد العربي..

ورغم أن الكيان الصهيوني، حاول كعادته تقديم رواية هوليوودية للعملية، فقد باء الهجوم على “قطر” ومحاولة اغتيال قادة (حماس) بالفشل.

ورغم ذلك، تُطرح الكثير من الأسئلة حول جدوى الثقة في “الولايات المتحدة الأميركية”، وصفقات الأسلحة بمليارات الدولارات، والاتفاقيات الأمنية والدفاعية، والقواعد العسكرية الأميركية والبريطانية في “قطر”، بل وحتى حول مدى علم “أميركا” المسبَّق وتواطؤها في هذا الهجوم.

والسؤال الأهم: ما هي مخرجات “مؤتمر القمة العربي-الإسلامي” في “الدوحة” أمام هذا العدوان ووحشية الصهاينة الوراثية ؟.. ذلك أن “إسرائيل” و”نتانياهو” الذي خاض حروبًا فاشلة وغير مكتملة في جميع ملفات المنطقة خلال العامين الماضيين، في حاجة ماسة إلى نصرٍ حاسم في “غزة”.

لكن خداع “أميركا” ومراوغتها بوجه “الوسيط” لم ينجح في فرض اتفاق تهدئة أو وقف الحرب.

رسالة الهجوم ومشروع “ويتكوف”..

ويأمل “نتانياهو” أن تقوم “قطر” وبقية الدول العربية والإسلامية، التي قدمت خدمات جليلة لـ”الولايات المتحدة” والكيان الصهيوني طوال العقود الماضية، بالتخلي عن ضميرها وغيرتها، من أجل إنجاح مشروع “ستيف ويتكوف”؛ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، لإخراج “نتانياهو” منتصرًا بالكامل في هذا الملف.

الهجوم على “قطر” لم يحمل فقط رسالة مرتبطة بـ”غزة”، بل كان إنذارًا بزوال سيّادة الدول العربية والإسلامية، ودعوة للاستسلام الكامل للهيمنة الصهيونية.

اجتمع القادة العرب في “الدوحة”؛ باستثناء “اليمن” البلد الوحيد الذي يُدافع اليوم عن “غزة” وشعبها المظلوم والجائع، والذي يتحمل يوميًا جرائم الحرب والانتهاكات اللاإنسانية التي يرتكبها الصهاينة الحاقدون.

ومع ذلك؛ لم تكن مخرجات “مؤتمر القمة العربي والإسلامي” سوى شعارات وتهديدات معتادة، خالية من أي خطوة فاعلة أو ردع حقيقي. لم يتخذوا حتى قرارًا للدفاع عن إنسانيتهم وحقوق شعب “غزة”، فضلًا عن الدفاع عن أنفسهم، فبقيت حكومة “اليمن” وحيدة، تُمثّل رمز الغيرة والكرامة العربية والإنسانية والإسلامية.

اللجوء إلى الجلاد طلبًا للأمن..

وتسعى “قطر” لعقد اتفاقية دفاعية مع “أميركا”، وجاءت تحذيرات وزير الخارجية الأميركي؛ “ماركو روبيو”، دعمًا تامًا لجرائم الكيان الصهيوني، ومنعًا لأي تحرك عملي ضده.

ووجّه “نتانياهو” أيضًا إنذارًا للقادة العرب بأن يعرفوا “مكانتهم” ويبتعدوا عن “غزة”. لجأت “قطر” للجلاد طلبًا للأمن، ووقّعت “السعودية” اتفاق دفاعي مع “باكستان”، بهدف مواجهة اليمنيين، وليس لمواجهة عدوان الكيان أو “أميركا”، بل لاستمرار خدمتها لأمن الكيان وتنفيذ السياسات الأميركية.

أما “تركيا”؛ التي اقترحت عقوبات اقتصادية، فهي أبرز مزود تجاري لـ”إسرائيل”. ويلعب “الأردن” دور: “الحزام الأمني الشرقي” للأراضي المحتلة، وبوابة الترانزيت الشرقية، و”الوطن البديل” للفلسطينيين المَّراد ترحيلهم بالكامل من أرضهم.

وتوفر “الإمارات”؛ التي تدَّين بانتعاشها الحالي للبريطانيين والصهاينة، الشريان المالي والترانزيتي والإعلامي الرئيس للكيان، بخلاف الخدمات الاستخباراتية. أما “مصر”، التي طرحت مبادرة اتفاق دفاعي جماعي، فإنها، مثل باقي الدول العربية، ما زالت تتعاون أمنيًا واستخباراتيًا واقتصاديًا مع الكيان.

كل ذلك في وقتٍ يعلم فيه الجميع أنهم يقفون في طابور الذبح والاستغلال والانتهاك والخضوع، ومع هذا اكتفوا بإصدار البيانات، بينما “اليمن” المَّحاصر هو من يقف بشرف في مواجهة “أميركا” في “البحر الأحمر”، وفي مواجهة الكيان المجرم، ويستنزف أمنه واقتصاده في هذا الميدان من الغيرة والإنسانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة