“جهان صنعت” الإيرانية تكشف رحلة .. من الاستجواب إلى الإقالة

“جهان صنعت” الإيرانية تكشف رحلة .. من الاستجواب إلى الإقالة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

منذ جلسة استجواب “عبدالناصر همتي”؛ وزير الاقتصاد الإيراني، وحتى الآن، انتشرت تأويلات وتفسّيرات مختلفة حول تداعيات الإطاحة بهذا العضو المهم بالحكومة على السوق. بحسّب ما استهل “نادر كريمي جوني”؛ تقريره المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.

وأغلب الهجمات على “همتي”؛ تتعلق بتأثير قراره حذف الدولار الجمركي على سوق العُملة والطفرة الكبيرة في سعر صرف الدولار.

استقالة “بزشكيان”..

كذلك؛ ساهمت استقالة؛ “محمد جواد ظريف”، نزولًا على توصية؛ “محسنی اژه ای”، الأحجية، وعقب ذلك تساءل الكثير من الإصلاحيين الذين دعموا وصول “بزشكيان” للسلطة، هل في ظل الوضع القائم، مازال يمكن الحديث عن الوفاق وجهود تحقيق التقارب ؟

وقال على الأقل من طرحوا هذا السؤال: أن نتيجة الوفاق الأحادي هو الفشل الذي يعيشه “بزشكيان”. وقد أصبحت هذه الرؤية أكثر راديكالية بين المراقبين والرأي العام المحلي، ووصلت إلى نقطة التساؤل: هل يستقيل “بزشكيان”؛ في ظل هذه الأجواء ؟

تُطرح أيضًا أشكال أخرى من هذا السؤال، مثل: هل يمتلك “بزشكيان” بالأساس الجرأة على الاستقالة ؟ أو هل من الأفضل أن ينسحب طواعية في الظروف الحالية، وقدم استقالته؛ حيث لم يُعدّ للوفاق معنى ؟

وبالنسبة لأولئك الذين يعرفون آليات نظام “الجمهورية الإيرانية”، فالاستقالة، خاصة لشخص في منصب رئيس الجمهورية، هي أمر غير ممكن بالأساس.

وبغض النظر عن إمكانية حدوثها من عدمه، فإن الرؤساء المنتخبين ليسوا أشخاصًا يتركون الساحة بالاستقالة، ولا يتركون زمام السلطة لينجوا بأنفسهم. الشخص الوحيد الذي خاطر وابتعد قليلًا عن الساحة كان؛ “محمود أحمدي نجاد”، الذي غادر مقر الرئاسة لمدة أيام في حالة من الغضب وأقام في منزله.

ومع ذلك؛ لم يتمكن هو أيضًا من التصريح بغضبه علنًا أو تحمل مسؤوليته.

استقالة “ظريف”..

أما استقالة “محمد جواد ظريف”؛ قبل عدة سنوات، والتي لم تُقدَّم رسميًا إلى الرئيس أبدًا، وتم الإعلان عنها فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي مثال آخر على انسحاب المسؤولين الإيرانيين من السلطة، والتي بالطبع لم تنجح وباءت بالفشل.

ومع ذلك، فقد كان لتلك الاستقالة صدى كبير في الأوساط السياسية والإعلامية داخل “إيران” وخارجها.

وحتى لو استقال “مسعود پزشكيان”؛ وعلى فرض تولى شخص آخر زمام السلطة التنفيذية، يمكن التأكيد بثقة عالية نسبيًا أن الأوضاع لن تسوء فحسّب، بل هناك مؤشرات مهمة جدًا تُشير إلى احتمال تفاقم الوضع أكثر.

إيران ضعيفة من الداخل..

ومؤكد تم طرح حقائق مهمة للغاية في جلسة استجواب “همتي”، من بينها أن “إيران” أصبحت ضعيفة من الداخل في فترة الحكومة الثالثة عشرة، مثل مرض “السناج” الخفي في القمح؛ حيث كان يتحدث المسؤولون الحكوميون بكلمات مثيرة للتفاؤل ويبشرون بمستقبل وردي خلال الأيام المقبلة، بينما كانت أمراض “إيران” تتفاقم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ما أدى إلى إضعاف بلدنا أكثر فأكثر.

كما شهدت الجلسة البرلمانية، الحديث عن عجز البلاد في مدفوعات مختلفة، وكذلك العجز في جوانب اقتصادية متنوعة مثل الطاقة والمياه وغيرها، ولم يتمكن حتى النواب الأصوليون والمعارضون للاتفاق النووي، من إنكار تفاقم هذه الاضطرابات في حكومة السيد “إبراهيم رئيسي”.

ومؤخرًا صدر الحكم النهائي بإدانة اثنين من وزراء السيد “رئيسي”، بتهمة التورط في فساد (شاي دبش) مما يعكس انشغال الحكومة  الثالثة عشر بالفساد حتى في دوائرها الداخلية. ناهيك عن تدهور أوضاع المواطن المعيشية والاجتماعية، وهو ما يعكس فشل الأصوليين، وأدعياء الالتزام بالثورة، والإسلام، و”الجمهورية الإيرانية”، في جميع الجوانب الاقتصادية وغيرها.

ومن غير الواضح كيف يعتبر أولئك الذين يهاجمون الحكومة الحالية في البرلمان ويدعون إلى الإطاحة بها، أنفسهم وشركاءهم مؤهلين لإحضار حكومة تتمتع بالكفاءة والقدرة على إحداث تأثير إيجابي وموثوق به.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة