“جهان صنعت” الإيرانية تكشف .. خبايا “التجويع والإبادة” في غزة

“جهان صنعت” الإيرانية تكشف .. خبايا “التجويع والإبادة” في غزة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بينما يتأثر الرأي العام العالمي بشدة جراء الألم والجوع في “غزة”، تتبع “الولايات المتحدة” والكيان الصهيوني في الحقيقة سياسة تهدف إلى إجبار الغزاويين على هجرة القطاع عبر الإبادة والتجويع المتَّعمد. وكان الكيان الصهيوني قد طرح هذا الموضوع غير مرة منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، والحرب على “غزة”، وأعلن أنه لا يعتزم تسليم الفلسطينيين “غزة” مجددًا. بحسّب ما يؤكد “عبدالرضا فرجي راد”؛ خبير الجغرافيا السياسية، في بداية مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.

“تفريغ غزة من أهلها الفلسطينيين” استراتيجية إدارة ترمب..

وقد أطلق “دونالد ترمب”؛ بعد عودته لـ”البيت الأبيض” مرة أخرى، يد “إسرائيل” في تنفيذ هذا السياسة، لأنه ورغم رغبة؛ “جو بايدن”، في القضاء على (حماس)، لكن إدارته كانت تُريد تسليم إدارة “قطاع غزة”؛ في مرحلة ما بعد الحرب، للعرب، والمنظمات الدولية، أو حتى “السلطة الفلسطينية”، لكن منذ استلام “ترمب” العمل، أعلن بشكلٍ صريح، إن الرؤية والسياسة الأميركية تتمثّل في التنسيّق الكامل مع الكيان الصهيوني في تفريغ “قطاع غزة” من سكانه الفلسطينيين.

وبالتالي؛ نرى الكيان الصهيوني، بدعم من إدارة “ترمب”، يُتابع بشراسة سياسة “الإبادة الجماعية والتجويع” المتَّعمد، بينما يتحسّس الرأي العام العالمي شديدة تجاه هذه القضية.

توزيع المساعدات جوًا وتقليل التعداد السكاني بالقطاع..

وقد تابعنا على مدار الأيام الأخيرة، كيف اضطرت “إسرائيل” للموافقة على الإنزال الجوي للمساعدات على “قطاع غزة” حتى لا تزداد الأمور سوءً بالنسبة للكيان الصهيوني، وذلك تحت وطأة حساسية الرأي العام في “أميركا وأوروبا” الشديدة تجاه المجازر والتجويع في “غزة”؛ حيث لم يُعاني السكان في أي منطقة مثل هذا القتل والمعاناة خلال القرن الماضي.

بالوقت نفسه؛ يتّبنى الكيان الصهيوني خطة أخرى فيما يتعلق بالسماح بالمساعدات الجوية؛ وهو أنه بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد، يتجمع الناس في مواقع توزيع المساعدات، وفي نفس الوقت يقوم جيش الكيان الصهيوني بإطلاق النار والقتل في التجمعات البشرية سعيًا لتقليل التعداد السكاني في “قطاع غزة”.

العجز الأوروبي..

من جهة أخرى؛ يبُدى الأوروبيون، بخلاف المجتمع الدولي، انتقادًا للأوضاع البشرية المؤسفة في “قطاع غزة”، ويؤكدون على ضرورة وقف الحرب والإبادة، لكن الأهم أن “أوروبا” لا تمتلك الجرأة على المواجهة المتزامنة ضد “أميركا” والكيان الصهيوني.

بعبارة أخرى؛ إذ نتغاضى عن الموقف الحاسم من جانب بعض الدول؛ مثل: “إيرلندا والنرويج”، فسوف نرى أن بعض القوى الأوروبية مثل: “ألمانيا”، تدعم بشكلٍ كامل الكيان الصهيوني، وهذا الانقسام تسبب في ظهور خلافات بين الأوروبيين بشأن إنهاء الكارثة في “غزة”.

وعليه يبدو أن إيصال مساعدات غذائية قليلة إلى “غزة”، ساعد على بلورة فضاء محدود للكيان الصهيوني للتخفيف بالفعل من الضغوط، ثم سيسّتمر في الإبادة وضغوط الحد الأقصى ضد الغزاويين في الوقت المناسب، لأنه وكما سبقت الإشارة، تتعاون إدارة “ترمب” في انسجام تام مع الكيان الصهيوني بهدف إخلاء “قطاع غزة” من الفلسطينيين.

وطالما بقيت الإدارة الأميركية الحالية، وكذلك استمر وجود اليمين المتطرف على رأس السلطة في “إسرائيل”، سوف تستمر هذه السياسة تجاه “قطاع غزة”.

جهود وقف إطلاق النار..

أما فيما يتعلق بعدم نجاح الجهود لوقف إطلاق النار، تُجدّر الإشارة إلى تذَّرع “أميركا” والكيان الصهيوني بالإفراج الكامل عن الرهائن لقاء وقف الحرب.

وبالتالي، تُريد (حماس)، التي تُدرك سياسة إخلاء “غزة”، بطبيعة الحال استخدام هذه الورقة لإنهاء الحرب فعليًا.

ففي الواقع، عندما تنتهي الحرب، لن تكون السياسة الحالية لـ”أميركا” والكيان الصهيوني تجاه “غزة” ذات صلة. ولهذا السبب لا تنجح مفاوضات وقف إطلاق النار، بل حتى أننا نشهد أن (الكنيست) الصهيوني وافق مؤخرًا على مسّودة تقضي بضم “الضفة الغربية” بالكامل إلى الأراضي المحتلة.

وبالتالي؛ فإن السياسة الحالية للإسرائيليين بدعم أميركي هي إخلاء “غزة” وضم “الضفة الغربية”، بحيث لا يكون لموضوع إقامة “دولة فلسطينية” مستقلة أي جدوى عملية.

ومع ذلك؛ لا يبدو أن هذه السياسة ستنجح في النهاية، لأن أولًا: يعيش: (07-08) مليون فلسطيني في هذه المناطق، وثانيًا؛ مع ضغط الرأي العام الدولي، لن يكون هناك دائمًا شخص مثل “ترمب” في السلطة لتمكيّن الكيان الصهيوني من فعل ما يشاء بسهولة. لذلك، ستستّمر “قضية فلسطين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة