“جهان صنعت” الإيرانية تقرأ في .. أزمة شرعية “بنيامين نتانياهو”

“جهان صنعت” الإيرانية تقرأ في .. أزمة شرعية “بنيامين نتانياهو”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

نشرت (كتائب القسّام)؛ الجناح العسكري لحركة (حماس)، فيديو جديد عن أسير صهيوني يظهر داخل أحد الأنفاق في “قطاع غزة”، وقد بدا هزيلًا وضعيفًا ونحيفًا نتيجة الجوع وانعدام الطعام، ويقول: “أنا الآن أحفر قبري بيدي، وأنا أموت وهذا قبري الذي ربما أُدفن فيه”.

وبلا شك فإن انتشار هذا الفيديو؛ مع الأخذ في الاعتبار للتوتر المتصاعد بين الكيان الصهيوني وحركة (حماس)، قد يكون بمثابة سلاح ذو حدين، لأنه يُعمّق من جهة أزمة شرعية “بنيامين نتانياهو”، حيث يراه الرأي العام في “إسرائيل” المسؤول الرئيس عن عملية (طوفان الأقصى)؛ التي قامت على مبدأ المفاجأة في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م، نتيجة الانقلاب القضائي. بحسّب ما استهل “صلاح الدين هرسني”؛ كاتب ومحلل سياسي وعلاقات دولية، تحليله المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.

“كعب أخيل” يهدد شرعيته..

والحقيقة أن نشر الفيديو ساهم في ظهور التناقضات الداخلية وتصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد حكومة “نتانياهو” اليمينية بشأن تحرير الأسرى.

والواقع أن أهداف “نتانياهو” المُعلنة غداة السابع من تشرين أول/أكتوبر؛ سواءً بشأن القضاء على قيادات (حماس)، أو تأمين وتحرير شمال “إسرائيل”، أو تحرير الأسرى، كلها باءت بالفشل ما ساهم في تفاقم الأزمة وخلق أجواء احتجاجية داخل مجتمع الكيان الصهيوني، خاصة وأن هذا المجتمع لا يملك القدرة على تحمل كيفية رضوخ حركة (حماس) لفكرة تحرير رهائن الكيان الصهيوني.

من ثم؛ فإن طريقة التعامل مع أسرى الكيان في أنفاق وسجون “غزة”، بالإضافة إلى ضغط الرأي العام على قضية تحرير الرهائن، يُمكن أن يكون بمثابة نقطة ضعف “نتانياهو” و(كعب أخيل) في الانتخابات المقبلة.

ومن هنا؛ تقع تبعات الوضع المَّعقد والمعاناة التي يُعانيها أسرى الكيان الصهيوني على عاتق “نتانياهو”؛ مما يُعرضه لانتقادات الرأي العام ويُهدد شرعيته.

“خنجر” ذو حدين..

من جهة أخرى؛ يُثير نشر هذا الفيديو انتقادات ضد حركة (حماس) بشأن كيفية التعامل مع أسرى الكيان الصهيوني.

وبالنظر إلى أن قضية تحرير أسرى الكيان تُعتبر مسألة حيوية لبقاء “نتانياهو” في منصب رئاسة الوزراء، وهو بالتأكيد لا يرغب في خسارة هذه الرهينة السياسية الكبرى، فإنه يستخدم هذه القضية كذريعة لبدء حرب في ظل فترة الهدنة، ومن الطبيعي أنه سوف يقوم، وفقًا لمحاولة فرض وتطبيق عقيدة “ضاحية بيروت” في “غزة”، بقصف البُنى التحتية المتبقية هناك.

وبالفعل؛ يُضعف نشر وترويج هذا الفيديو حركة (حماس) على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، كما يضعها تحت اتهامات انتهاك حقوق الإنسان في تعاملها مع الأسرى، رغم أن هذا الاتهام غير مبَّرر، فالأزمة الغذائية تنبع من أسباب أخرى.

ذلك أن الشاحنات المَّحملة بالمساعدات الإنسانية مثل الطعام والدواء، تتعرض للسرقة والنهب قبل وصولها إلى سكان “غزة”، مما يجعل الأزمة الغذائية تنتشر ليس فقط بين سكان “غزة” بل وأيضًا بين أسرى الكيان الصهيوني، لذلك لا يمكن تحميل قيادة (حماس) مسؤولية المعاناة التي يعيشها الأسرى.

وعلى فرض مسؤولية قيادة (حماس) عن هذه المعاناة، فيمكن القول: إن الحركة تستخدم ذلك كوسيلة للضغط والحصول على مكاسب، وتوازن في سبيل إنهاء جرائم اليمين المتطرف والمتشدَّدين بحق سكان “غزة”، وهو قرار عقلاني واستراتيجي ضروري في الظروف الحالية لـ”قطاع غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة