“جهان صنعت” الإيرانية ترصد .. توقف في آلية المفاوضات والسيناريوهات المحتملة

“جهان صنعت” الإيرانية ترصد .. توقف في آلية المفاوضات والسيناريوهات المحتملة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بينما خيَّمت أجواء إيجابية على المفاوضات النووية في “مسقط” و”روما”؛ بحسّب المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، إلا أن أُرجئت الجولة الرابعة من المفاوضات؛ والتي كان من المَّقرر أن تُعقد في “روما” السبت الماضي. وعزا مسؤولون عُمانيون الإرجاء إلى المشكلات والعقبات اللوجيستية، أي تلك المشكلات المتعلقة بالمسائل التنفيذية والفنية. بحسّب ما استهل “صلاح الدين هرسني”؛ محلل الشؤون الدولية، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.

إرجاء متوقع..

وبالطبع فقد كان هذا الإرجاء متوقعًا؛ والسبب ليس المشكلات اللوجيستية حسبّما أعلن المسؤولون العُمانيون، وإنما تكَّمن المشكلة الرئيسية في عدم المرونة؛ حيث كان من المَّقرر أن يلتقي الطرفين على طاولة المفاوضات والمسّاواة على المطالب والموضوعات للحصول على الامتيازات.

بعبارة أخرى؛ كان المتوقع أنه تواجّه المفاوضات كلما تقدمت للأمام، التحديات بسبب نوع المطالب والموضوعات أو ما يُعرف باختلاف المحتويات.

فجوات كبيرة بين مطالب الطرفين..

هذا الاختلاف بالنظر إلى مطالب الطرفين، قد يكون سبب تثبّيط المفاوضات، لأنه وفقًا للمطالب الأميركية فإن “إيران” غير مستَّعدة للتفاوض على موضوع القوة الصاروخية والإقليمية، في حين أن “الولايات المتحدة” تُريد بخلاف تقييّد القُدرات النووية، تحيّيد القوة الإيرانية في موضوعات من مثل القُدرات الصاروخية والإقليمية، أضف إلى ذلك أن “إيران” لن تقبل بالامتناع عن تخصيّب (اليورانيوم) داخليًا، ناهيك عن استيراد احتياجاتها عند الحاجة، مع تسليم كمية (اليورانيوم) المخَّصب إلى دولة ثالثة ويُفضل أن تكون “الولايات المتحدة”، وهذه المطالب الأميركية هي ما تعتبره “إيران” من باب: “تكليف لا يُطاق”، وهي غير مستَّعدة لقبول ذلك أو الموافقة عليه.

بمعنى أن “إيران” غير مستَّعدة للتفاوض مع أميركا “ترمب” على أهم أداوت بقاءها.

اضطرابات الداخل الأميركي..

وبخلاف مشكلات المحتوى؛ يجب اعتبار التحديات الداخلية الأميركية من أسباب إرجاء الجولة الرابعة من المفاوضات.

وفي هذا الصدّد؛ تُعتبر إقالة “مايكل والترز”؛ مستشار الأمن القومي الأميركي، ومساعده “ألكس وانغ”؛ في فضيحة (سيغنال غيت) من جهة، وعدم تنسيّق “والترز” مع “ترمب” بسبب اختلاف المواقف من موضوع التعامل مع “إيران” من جهة أخرى، من جُملة الأسباب الرئيسة لإرجاء المفاوضات.

والحقيقة أن “والترز” يُمثّل مع “ماركو روبيو”؛ وزير الخاريجة الأميركي، و”بيت هيغست”، مثل النار والحرب في إدارة “ترمب”. وهذه العناصر تُعتّبر جزءًا من “لعُبة” الحزب (الجمهوري).

ووجود هذه العناصر في إدارة “ترمب” جعلها “مرُعبة”، بحيث يجب أن نلجأ إلى الله للاحتماء من شرها.

وتُعزّز هذه الاستراتيجية أحجية خارجية تُدعى: “بي. بي نتانياهو”، حيث تطمح هذه العناصر إلى الاستفادة من الخيار “العسكري” ضد “إيران”.

في المقابل؛ يُريد “ترمب” الخيار “الدبلوماسي والسلمي”، ولا يميل على الإطلاق إلى إغلاق نافذة الدبلوماسية في وجه “إيران”.

أقرب السيناريوهات المتوقعة..

وعليه؛ فإن توقف مسّار المفاوضات “الإيرانية-الأميركية”، يبدو أن هناك ثلاث سيناريوهات تبدو متوقعة أكثر من غيرها، هي:

السيناريو الأول: أن تحصل “إيران” على فرصة نتيجة الإرجاء؛ حيث يُتيح لـ”الجمهورية الإيرانية” تدعيم مواقفها وكسّب المزيد من الامتيازات نتيجة عدم استقرار الفريق الأميركي.

السيناريو الثاني: إضعاف ثقة الطرفين مستقبلًا حيال استئناف المفاوضات. وهذا السيناريو مرتبط باستبدال “مايكل والترز”؛ بـ”ماركو روبيو”، في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي.

والحقيقة أن “والترز” كان عقبة أما تقدم المفاوضات بسبب مواقفه المتشدَّدة ضد “إيران”، واستقالته قد تفتح الأجواء أمام التوجه الأكثر دبلوماسية. لكن استبدال “والترز” مؤقتًا؛ بـ”روبيو”، صاحب المواقف المحافظة، قد يؤشر إلى استمرار السياسات المتشدَّدة على المدى القصير، وبالتالي إضعاف ثقة “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” تجاه “الولايات المتحدة” في الجولة الجديدة من المفاوضات.

السيناريو الثالث: تقوية فكرة شراء “الجمهورية الإيرانية” الوقت، التي توقعتها “الولايات المتحدة” في المفاوضات غير المباشرة وحذرت منها… وهذا الوضع يخدم الأهداف الظاهرة والخفية لـ”إيران” في المفاوضات غير المباشرة، وهي كسب الوقت وإضاعته.

والنتيجة غير المباشرة للإرجاء؛ هي: “المماطلة في المفاوضات”، وهو الشيء الذي يُريده “نتانياهو”، والمتشدَّدون، أو المَّعادون للمفاوضات في “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة