خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
اختمتت أعمال “الجامعة العربية”؛ مساء الخميس الموافق 16 أيار/مايو 2024م، بحضور رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية و”أنطونيو غوتيريش”؛ أمين عام “الأمم المتحدة”، بإصدار “بيان المنامة” الذي اشتمل على عدد من الموضوعات المختلفة والأبعاد المتنوعة. بحسّب ما استهل به تقرير “عرفان ناظريه”؛ المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.
الجدير بالذكر؛ أن “الجامعة العربية” المكونة من عدد (22) دولة عربية إفريقية وآسيوية؛ (يشتركون في المصالح والرؤى)، ناقشوا في جلسة هذا العام موضوعات على شاكلة الأوضاع في “غزة” ومستقبل “فلسطين”، وعمليات (أنصار الله) اليمنية في “البحر الأحمر”، ومسألة سيّادة “طهران” على جزر “طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى”.
“غزة” تحدي معُّقد..
“غزة وفلسطين” من التحديات الرئيسة الحالية في الفضاء الدولي والإقليمي، بالنظر إلى جوانبها الإنسانية، والدينية، والسياسية، والاستراتيجية، والأمنية وغيرها. لذلك كان من الطبيعي طرح هذا الموضوع وإبداء ردود فعل مختلفة كما فعل؛ “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي؛ حيث قال: “نُريد من المجتمع العالمي العمل على وقف إطلاق النار في غزة، والتوقف عن دعم الاعتداءات الوحشية ضد الأشقاء الفلسطيينين”.
وكذلك أوضح: “ندعم قيام دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف بها دوليًا”. وأضاف: “استضافت السعودية مؤخرًا مؤتمرًا دان الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ودعم جهود الرياض لمعالجة الوضع الإنساني في غزة”.
من جهة أخرى؛ طالب القادة العرب المشاركون في الجلسة، بخروج المحتل الصهيوني من كامل “قطاع غزة”، وإعادة فتح جميع المعابر، ودخول المساعدة إلى المنطقة وتسّهيل نشاط كافة المؤسسات والمنظمات التابعة لـ”الأمم المتحدة”.
كما طالب أعضاء “الجامعة العربية”، بتقديم الدعم المالي لـ”منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة”؛ (أونروا)، وعارضوا بحسّم تهجيّر الفلسطينيين من “قطاع غزة”، و”الضفة الغربية، والقدس”.
علاوة على ذلك؛ دان هؤلاء القادة احتلال الجيش الصهيوني معبر (رفح) وعرقلة مسّار وقف إطلاق النار، وطالبوا بإقرار فوري للنيران، وإنهاء الاعتداء على “قطاع غزة”، والإفراج عن الأسرى، والمحافظة على حياة المدنيين.
الجزر الثلاث وقضايا أخرى..
بخلاف “غزة”؛ طرح القادة العرب عددًا من الموضوعات الأخرى من مثل السيّادة السورية وما تواجهه من تحديات مع التأكيد على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بالمحافظة على وحدة البلاد، وعودة اللاجئين السوريين.
كذلك إعلان التضامن مع “السودان” ودعوة الجيش وقوات (الدعم السريع) إلى إنهاء الأزمة، والإلتزام بنتائج قمة القادة العرب العام الماضي؛ في مدينة “جدة” السعودية.
كما طالب القادة العرب بوقف كل الأنشطة التي من شأنها التأثير سلبًا على الأمن والملاحة بـ”البحر الأحمر”. كما تطرق البيان الخاتمي لاجتماعات “الجامعة العربية” إلى مسألة سيّادة “طهران” على جزر “طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى”، وطلب الموقّعون على البيان إلى “إيران” الامتثال للمقترح الإماراتي بشأن البحث عن حلول سّلمية للموضوع عبر المفاوضات المباشرة أو الرجوع إلى “محكمة العدل الدولية”، كما تنص القوانين الدولية ومنشور “الأمم المتحدة”؛ حيث سيُفضي هذا الأمر؛ (كما يظنون)، لتقوية الأمن والاستقرار في “منطقة الخليج”. وقد طرحت دويلة “الإمارات” هذه الادعاءات الواهية غير مرة.
ماذا يُريد العرب ؟
يمكن تقييّم موقف الدول العربية من عدة جوانب، فكما هو معلوم فقد دارت أغلب التصريحات والتعليقات حول “قضية غزة” ويمكن القول إن هذا الموضوع كان التحدي الرئيس لاجتماعات “الجامعة العربية” هذا العام.
ولعل هذا هو السبب الرئيس في مشاركة أمين عام “الأمم المتحدة” في هذه الاجتماعات.
من جهة أخرى؛ ويسّعى العرب وفي المقدمة “السعودية”؛ إلى وقف إطلاق النار في “غزة” والمُّضي قدمًا في حل الدولتين وفق حدود العام 1967م؛ بحثًا عن أهداف على شاكلة تطبيع العلاقات مع “تل أبيب”، والمزيد من التقارب مع “واشنطن” في إطار المواجهة مع “إيران”.
وتشترط “الولايات المتحدة”؛ وفق معادلة (طريق واشنطن يمر عبر تل أبيب)، تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، قبل تعميق علاقاتها مع الدول العربية ومنحها ضمانات أمنية.
ويبدو أن بعض الدول العربية تؤيد “حل الدولتين” وتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”؛ في إطار العمل على تقييّد قدرات وإمكانيات ونطاق الفعل الإيراني و(محور المقاومة)، بهدف سّلب “إيران” مبادر العمل لإعادة الإعمار في المنطقة.