خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
جّرت بالأمس؛ مراسّم تحليف رئيس الجمهورية الإيراني المنتخب، وبذلك تكون رئاسة؛ “مسعود بزشكيان”، للسُّلطة التنفيذية قانونية ورسّمية. وبعد هذه المرحلة من عملية تقنيّن نشاط رئيس الحكومة الرابعة عشر؛ وإقامة مراسم التحليف في قاعة البرلمان التشّريعي، ستبدأ الحكومة الجديدة العمل. بحسّب “محمد صادق جنان صفت”؛ في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية.
تحديد أولويات مهام “بزشكيان” المقبلة..
وفي خطابه بمراسّم التحليف؛ تطرق مقام المرشد إلى عدد من الملاحظات المهمة، وقال: “اختار المواطنون رئيس جمهورية جيد”. وكذلك أكد أن المشكلات الاقتصادية، هي الأهم بالنسبة للدولة في الوقت الراهن. والواقع يثبت ذلك ويتوقع الإيرانيون من الحكومة الجديدة أن تضخ روحًا جديدة في جسد الاقتصاد الإيراني، وتهيئة سُبل وطرق جديدة بحيث تدور العجلة الاقتصادية سريعًا.
وفي كلمته أكد رئيس الجمهورية أيضًا، أنه سوف يفي بوعوده وطلب إلى المواطنين مساعدة ومساندة الحكومة.
ومن البديهي أن تأهيل الاقتصاد الإيراني للدوران في فلك جديد، والاسراع في مسار التنمية، يتطلب تنفيذ أحداث جديدة في مراكز صناعة واتخاذ القرار، لكن على الحكومة الرابعة عشر بعد مراسم التحليف، ثم حصول الوزراء على ثقة البرلمان، أن توضح للشعب والرأي العام برنامجها بوضوح وشفافية ودون تلعثم.
وعود تحتاج إلى حكومة قوية..
والآن يقف رئيس الحكومة الرابعة عشر في أعلى مستوى تنفيذي، وعليه أن يعمل أكثر من الكلام، لكن تنفيذ ما جاء على لسان “بزشكيان”؛ خلال مراسم التحليف، وما قيل حتى الآن ليس بهذه البساطة، ويتطلب تشكيل حكومة قوية، متناغمة، مخلصة للرئيس.
بشكلٍ عام يجب أن تكون الحكومة الرابعة عشر فاعلة وتستطيع القضاء على المشكلات الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية المكدسّة.
والمعروف أن الحكومة الرابعة عشر لن تستطيع في غياب التناغم الفكري الواضح أن تتقدم في العمل. والحكومة التي تكون من الناحية العملية بمثابة شركة مسُّاهمة غير متحدة، وتجمع بين كل الأطياف والتيارات السياسية والأفكار المختلفة، لن تستطيع القيام بالعمل؛ إذ سيتوجب على رئيس الحكومة تنحية العمل والتفرغ للفصل في جدال أعضاء الحكومة.
لذلك يتعين في أعضاء الحكومة من المنظور الفكري، الوفاء للرئيس، والتناغم معًا، وامتلاك تشكيل جدير بالعناية.
وثمة إحساس بالحاجة إلى هذه المقولة في الحوزة الاقتصادية أكثر من المجالات الأخرى. وقد تابع الإيرانيون كيف يقوم أعضاء الفريق الاقتصادي في حكومة متناغمة بأعمال أفضل.
مطلوب “خارطة طريق”..
الملاحظة الأخرى والأكثر أهمية والتي سبق وأن طرحها الخبراء؛ هي ضرورة أن يقوم رئيس الجمهورية بتقديم خريطة طريق واضحة.
ويتعين على رئيس الحكومة الرابعة عشر أن يمضي المزيد من الوقت مع مستشاريه، والحلقة الأولى من المساعدين، والأعضاء المحتملين للحكومة، في إعداد خريطة طريق اقتصادية حتى لا يصطدم بعراقيل وسدود على الصعيد العملي.
ولا يمكن أن تكون هناك حكومة مع مجموعة تؤيد حرية السوق ومجموعة تسّعى إلى زيادة التدخل الحكومي.
لا يمكن الوصول إلى اقتصاد قوي وتقدمي بحكومة مفتتة ومنقسمة.
باختصار تعاني الحكومة الرابعة عشر تحديات كبرى في المجال الاقتصادي، بما يتطلب تقديم توضيح هذه التحديات من خلال إعداد خريطة طريق، والكشف عن الإجراءات التنفيذية.