23 أبريل، 2024 5:21 م
Search
Close this search box.

جنوب السودان .. 19 ألف طفل تورطوا في الحرب وثلاثي “الخوف والقلق والجوع” يفتك بهم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تورط نحو 19 ألف طفل وطفلة في الصراع الذي تشهدته دولة “جنوب السودان”، منذ عام 2013، بين الجماعات المسلحة، حسبما كشفت الصحافية، “كاثرين هولت”.

ويشارك هؤلاء في القتال أو يقومون بتنفيذ مهام مختلفة مثل إعداد الطعام أو جمع الحطب أو نقل الرسائل بين الأطراف المختلفة، وأحيانًا يستخدمون لأغراض جنسية.

تحدثت الفتاة، “ماري”، التي اختطفتها جماعة مسلحة عندما كان عمرها 12 عامًا، لصحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية؛ عن التجربة الصعبة التي مرت بها، وقالت إنها في لحظة الاختطاف أجهشت بالبكاء، لكن العناصر المسلحة هددوها بالقتل إن لم تتوقف، وقضت 3 أعوام في معسكر المتمردين، مرت خلالها بلحظات خوف من التعرض للضرب بطريقة وحشية أو من هجمات الأعداء، الذين يشنون هجمات مستمرة، لكنها في النهاية تمكنت من الفرار.

خوف وقلق وجوع..

من أبرز الأمور التي تسبب قلقًا مستمرًا لهؤلاء الأطفال؛ هي أنهم يخشون أن تعثر عليهم الجماعات المسلحة وتعيد تجنيدهم، لذا اضطرت الصحيفة الإسبانية إلى إخفاء الأسماء الحقيقية للأطفال خشية تعريضهم للملاحقة، ولا تنتهي المشكلة بالفرار أو الحصول على الحرية، إذ يواجه الأطفال معاناة كبيرة في العيش بأمان بعيدًا عن الصراع، يضاف إلى ذلك أن البلاد تعاني نقصًا حادًا في المواد الغذائية ودمرت البنية التحتية بفعل الحرب، كما يبدأون تحديًا جديدًا في البحث عن ذويهم الذين شردوا.

وقالت “ماري” إن: “أصعب الأمور هي تذكر صوت طلقات الرصاص، كانت تطلق بدون توقف، كلما أتذكرها لا أستطيع مقاومة البكاء”، وأضافت: “كلما رأيت جنديًا يحمل بندقية، أتذكر كل ما حدث وينتابني شعورًا بالخوف الشديد”.

والآن بدأت “ماري” حياة جديدة وتذهب إلى المدرسة الابتدائية، مثل كثير من الأطفال الذين تدعمهم منظمة “يونيسيف” من خلال برنامجها لإعادة الإدماج، وهو برنامج أطلقته المنظمة لمساعدة المتضررين من الحروب في الحصول على مصدر رزق أو تدريب مهني وإعادة التأهيل، لكن الذكريات تبقى لتراودهم كل يوم.

وخلال عام 2018؛ ضمنت “يونيسيف” الحرية لـ 955 طفلاً، ومن المتوقع أن تتمكن من فك قيود عدد أكبر من الأطفال خلال العام الجاري، وتقوم بإجراء الكشف الطبي على الأطفال المحررين وتمنحهم دعمًا نفسيًا كجزءًا من برنامج إعادة الإدماج الذي تديره المنظمة، كما تساعدهم في العثور على أسرهم.

قسوة شديدة وضرب بوحشية..

يتخيل معظم الناس طفلاً يحمل بندقية كلما سمعوا عن وجود أطفال في صفوف الجماعات المسلحة، لكن الواقع مختلف للغاية لأنه ليس بالضرورة أن يقوم كل الأطفال بدور القتال، ومثال على ذلك حالة، “ماري”، إذ كانت تُجبر عن جمع الحطب والماء من أجل القوات، كما دربوها على استخدام السلاح، لكن لم يسلموها سلاحًا.

وروت الفتاة، للصحيفة الإسبانية، أن العناصر المسلحة كانوا يتعاملون مع الأطفال بقسوة شديدة، ويتعمدون ضربهم بطريقة وحشية، “ثم يجبروننا على المشي على الركبة والمرفقين، حتى ينسلخ الجلد”.

وحتى بعدما تمكنت من الفرار؛ تشعر “ماري” بالخوف من إمكانية أن يعثروا عليها، وأضافت: “حتى الآن أواجه صعوبات في تعلم القراءة، ونسيت طريقة الكتابة، لكن المستوى يتحسن”.

بعضهم قرر الإنضمام لجماعة مسلحة..

من الأساطير التي يصدقها أغلبية الناس أن جميع الأطفال المنضمين لجماعات مسلحة تم اختطافهم أو أُجبروا على الإنضمام، لكن في الواقع أن هناك بعض الأطفال مثل، الفتاة “إيثار”، هم من يقررون الإنضمام إلى هذه الجماعات، إذ اختارت الفتاة “إيثار” ترك المدرسة والمشاركة في القتال.

وتتذكر الفتاة “إيثار”، تمامًا مثل “ماري”، ما مرت به بكثير من الخوف من صوت طلقات الرصاص أو من أن تصيبها طلقة طائشة تذهب روحها، وكان يشتد بها الخوف كلما رأت قتيلاً.

وقالت للصحيفة: “كنت أرغب في إمتلاك بندقية وأن أصبح ضابطة، لذا قررت الإنضمام، كنت أشعر بأن لدي هدف وأمر مهم أقوم به كل يوم، أردت أن أصبح ذات سلطة وعمل مثل هؤلاء الجنود”.

يعتبر “غوستين أوغاستينو كريمة”، شاهدًا على صعوبة إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، إذ يدير مركزًا للتأهيل المهني في مدينة “يامبيو”، حيث يتم تدريب الأطفال الذين كانوا جنودًا في صفوف الجماعات المتطرفة على تعلم المهن مثل النجارة والخياطة وأعمال البناء، وقال للصحيفة: “في البداية يكون الأمر صعبًا للغاية، يظهرون سلوكًا عدائيًا، حتى عندما نشرح لهم ما يجب عليهم فعله لا يظهرون أي اهتمام بالتعلم”.

وقالت “روز”، (17 عامًا)، التي اختطفت من قِبل إحدى الجماعات المسلحة، إنها تعرضت للتعذيب؛ “كانوا يعاملوننا بطريقة سيئة، يربطون أيادينا بقسوة، ثم يعطوننا أشياء لحملها، في بعض الأحيان كانوا يجبروننا على الجري بها، وإذا أبطئنا تفاجئنا العصي متلاحقة على أجسادنا، في إحدى المرات سقطت فتلقيت ضربًا مبرحًا حتى شعرت بأنني مت”.

بالإضافة إلى ذلك؛ تعرضت لإعتداءات جنسية تحت تهديد السلاح، لكنها مرضت بشدة فقاموا بإطلاق سراحها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب