29 ديسمبر، 2024 4:41 ص

جنرال إسرائيلي شامتاً .. إيران تكتوي بنار الإرهاب

جنرال إسرائيلي شامتاً .. إيران تكتوي بنار الإرهاب

كتب – سعد عبد العزيز :

في سياق التحليل للهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الإيرانية “طهران”، في 7 حزيران/يونيو الجاري، واستهدفت مقر البرلمان الإيراني وضريح “آية الله الخميني”، نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والمحلل السياسي والاستراتيجي الجنرال بسلاح الاحتياط في الجيش الإسرائيلي “يعكوف عميدرور”، تحدث فيه عن قدرة تنظيم “داعش” على الوصول لمناطق حيوية في العمق الإيراني، وتناول أسباب اتهام طهران للرياض بالمسؤولية عن الحادث، ثم استشرف مستقبل الصراع بين البلدين واستفادة تنظيم الدولة “داعش” من ذلك.

إرهاب في عقر دار إيران..

يقول الكاتب الإسرائيلي: “إن نجاح تنظيم “داعش” في الوصول إلى البرلمان الإيراني وتنفيذ هجوم إرهابي هناك، يشير إلى القدرة الكبيرة التي يمتلكها التنظيم، فضلاً عن عزيمته الجبارة. ولكن هذا الأمر ينطوي إلى حد ما على مفارقة كبيرة، فالشيعة الذين اخترعوا العمليات الانتحارية كسلاح في صراع “حزب الله” ضد إسرائيل، إذا بهم اليوم يكتوون بنار السلاح نفسه في عقر دارهم”.

ويضيف “عميدرور” قائلاً: “أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تدفع فيها طهران ثمناً باهظاً مقابل حربها على السنة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، فقبل وقوع هذه العملية لم يسبق أن شهدت إيران أية أحداث إرهابية. وعلى الرغم من أن إيران قد فقدت عدداً من جنود جيشها وحرسها الثوري في المعارك الدائرة في العراق وسوريا بل وربما في اليمن، إلا أن جبهتها الداخلية ظلت آمنة”.

إيران ماضية في سياستها العدائية..

يرى الكاتب والمحلل العسكري الإسرائيلي أنه من المستبعد أن تقوم حكومة طهران أو الرئيس “حسن روحاني”، بتغيير سياسة إيران العدوانية ضد أهل السنة بسبب وقوع حادث إرهابي مهما كان حجمه. ولكن الكاتب يعتقد أنه إذا ما تكرر مثل هذا الحادث سيكون لزاماً على الأجهزة الأمنية الإيرانية تغيير استراتيجيتها وطريقة انتشارها في المدن الكبرى عموماً وفي المواقع السيادية الحساسة على وجه الخصوص.

ويؤكد الجنرال “عميدرور” على أن النظام الإيراني لا يمكن أن يسمح بوقوع مثل هذه الأحداث المؤسفة مرة أخرى، لأن هيبته واحترامه يعتمدان، إلى حد كبير، على نجاحه في أن يضمن للمواطن الإيراني سلامته الشخصية علاوة على الأمن المجتمعي، بالقدر الذي يتفوق به على ما تضمنه كثير من دول الشرق الأوسط لمواطنيها الذين يعانون من الأعمال الإرهابية شبه اليومية، وبعضها بتشجيع إيراني.

باتهامها للرياض.. طهران تختار الطريق الأسهل..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى إن “قرار جهاز “الحرس الثوري” الإيراني باتهام المملكة السعودية بالوقوف وراء الحادث الإرهابي الذي ضرب طهران، يدل على الحيرة والارتباك التي يشعر بهما الجهاز، فهو لا يستطيع أن يعترف بأن تنظيم “داعش”، الذي يعاني من تراجع شامل على جميع الجبهات، هو من قام بهذه العملية، ولذلك وجد أنه من الأسهل أن يلقي بالتهمة على دولة بدلاً من إلقائها على تنظيم يتهاوى، لا سيما وأن هذه الدولة معروفة بتعاطيها السئ مع الشيعة بشكل عام، وإيران على وجه الخصوص”.

تنظيم الدولة هو المستفيد..

يعتقد “عميدرور” أن اتهام “إيران” للسعودية قد يكون الخطوة الأولى على طريق الرد الإيراني على ما تعرضت له من حادث إرهابي، فقد حددت طهران الآن على الأقل العنوان الذي ستبعث إليه بالرد، على خلاف ما إذا كانت ستثأر من تنظيم “داعش” الذي تشبه ملاحقته مطاردة الريح في هيجانها.

ويؤكد الكاتب الإسرائيلي: “صحيح أن الإلقاء بالمسؤولية على المملكة السعودية يسهل المأمورية على النظام الإيراني، ولكن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب إرهاب بين البلدين. وفي حال حدوث ذلك فإن تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن تلك العملية الإرهابية الناجحة سيكون أسعد الأطراف, لأن قواعد اللعبة في الشرق الأوسط الحالي الذي يعاني من الفوضى العارمة، تقول “إن عدو عدوي ليس صديقي، وإنما هو عدو آخر لي”، وليس هناك من تنطبق عليه هذه القاعدة بالنسبة لتنظيم “داعش” أفضل من المملكة السعودية والجمهورية الإيرانية، اللتين تكرهان بعضهما البعض، وكلتيهما عدو لدود للتنظيم. فإذا اندلعت الحرب بين الدولتين، فإن التنظيم الذي تسبب في هذه الحرب سيعتبر ذلك نجاحاً حقيقياً”.

ختاماً يتوقع “يعكوف عميدرور” أن هذه العملية الإرهابية لن تكون الأخيرة، وإنما ستكون على الأرجح بداية لمرحلة طويلة من القتال وسفك الدماء في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني أصلاً من نزاعات دامية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة