7 أبريل، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

جميعها ليست في صالح “واشنطن” .. أسئلة تدور في أفق الصراع “الحوثي-الأميركي” بالبحر الأحمر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

سؤالان مركزيان تُثيرهما الهجمات الأميركية على (الحوثيين)، التي نُفذت بالتعاون مع “بريطانيا”.. هل تستطيع هذه الهجمات ردع (الحوثيين) وإضعاف قدراتهم على استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” كما تُريد “واشنطن” وحلفاؤها ؟.. والثاني: هل تؤدي هذه الهجمات إلى توسيّع الحرب وصولاً لاندلاع حرب شاملة في المنطقة بين “أميركا وإسرائيل” من جهة وبين “إيران” وحلفائهما من جهة أخرى ؟

وشنّت القوات الأميركية والبريطانية ضربات جوية على ما يقرب من: (30) موقعًا في “اليمن”؛ يوم الخميس، وضربة أصغر في اليوم التالي، في أعقاب سلسلة من الهجمات الحوثية على سفن الشحن المرتبطة بـ”إسرائيل” داخل “البحر الأحمر”.

هل تؤدي الهجمات الأميركية على “الحوثيين” إلى وقف استهدافهم للسفن المرتبطة بـ”إسرائيل” ؟

ويقول المحللون إن الهجمات “البريطانية-الأميركية” على “اليمن”؛ مساء الخميس 11 كانون ثان/يناير، قد تتسّبب في تحويل الحرب الإسرائيلية على “غزة” إلى صراع إقليمي أوسع، ولن تكون فعالةً في ردع (الحوثيين) عن شن الهجمات على سفن “البحر الأحمر” مستقبلاً، حسّبما ورد في تقرير لموقع (ميدل إيست آي-Middle East Eye) البريطاني.

وأجبرت الهجمات على طرق التجارة في واحد من أهم ممرات الشحن العالمية؛ شركات الشحن، على تعليق عملياتها في بعض الحالات، أو سلك طريق الرحلة الأطول والأكثر تكلفةً حول “إفريقيا”.

وقد حذرت “واشنطن” و”لندن”؛ (الحوثيين)، مرارًا من مهاجمة السفن المارة عبر “البحر الأحمر”، مع تصريح الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، بأن القصف جاء لأن (الحوثيين) يُهددون: “حرية الملاحة في واحد من أكثر الممرات المائية حيويةً في العالم”، علمًا بأن (الحوثيين) أكدوا أنهم لا يستهدفون سوى السفن المملوكة لإسرائيليين أو تلك الذاهبة للدولة العبرية إلى حين توفير الطعام والمؤن لأهل “غزة”.

ومن غير المعروف؛ كم من الوقت سيسّتغرق (الحوثيون) لاستعادة قدراتهم بعد الهجوم الأميركي، وتهديد السفن في “البحر الأحمر” مرة أخرى، كما تعهدوا. وقال مسؤول في (البنتاغون)؛ للصحافيين في وقتٍ سابق يوم الجمعة، إن الرد كان خافتًا حتى الآن، حيث تم إطلاق صاروخ واحد فقط مضاد للسفن دون ضرر في البحر.

وقبل ذلك؛ قال مسؤولو الإدارة الأميركية؛ ليلة الخميس ،إنه إذا لم يمكن ردع (الحوثيين)، فقد تتدهور قدراتهم على الأقل، ولوحوا بأنه يمكن تفجير مواقع الصواريخ وتدمير مراكز القيادة، حسّبما ورد في تقرير لصحيفة (الغارديان-the Guardian) البريطانية.

ولكن كثيرًا من المحللين متشككون في ذلك.

شكوك في جدوى الغارات و”الحوثيون” كانوا يتوقون لمثل هذه المواجهة !

إذ يقول “جريغوري غونسن”؛ زميل غير مقيم في معهد (دول الخليج العربية) في “واشنطن”، إن (الحوثيين) معتادون على العيش والقتال تحت القصف العنيف، إنهم يخبئون بعض صواريخهم تحت الأرض وينشرون قوات في المناطق المدنية. وأشار “غونسن” إلى أن: “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ قصفت اليمن لعدة سنوات ولم تتمكنا من تركيع (الحوثيين) على ركبتيهم”.

بل يُجادل بعض المحللين بأن الضربات بين “الولايات المتحدة” و”المملكة المتحدة” يمكن أن تُعزز (الحوثيين)، مما يرفع مكانتهم في (محور المقاومة)؛ الذي تقوده “إيران” في صراع وجودي مع “إسرائيل” والغرب. إنه يجعل منهم لاعبًا عالميًا، حسّب الصحيفة البريطانية.

“كان (الحوثيون) ينتظرون بشدة لمدة 20 عامًا للتعامل مع (أميركا وإسرائيل)”. منذ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، قاموا بتجنيد: (45000) مقاتل من أجل: “معركة الغزو الموعود والجهاد المقدس”، حسّبما قالت “ندوى دوساري”، وهي باحثة غير مقيمة في (معهد الشرق الأوسط)، على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُضيف قائلة: “اليوم حققت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حلمهما”.

ويعتقد الخبراء أن الضربات الجوية لن يكون لها تأثير كبير في إضعاف (الحوثيين) أو وقف هجماتهم، التي تقول الحركة المتحالفة مع “إيران” إنها تأتي ردًا على الحرب الإسرائيلية في “غزة”.

وتحدث موقع (Middle East Eye) البريطاني؛ إلى “أندرياس كريغ”، المؤلف والأستاذ المشارك في قسم الدراسات الدفاعية بكلية “كينغز لندن”، الذي قال إن “التحالف الدولي” الذي تشكّل مؤخرًا لوقف حملة (الحوثيين) في “البحر الأحمر” يواجه معادلةً بالغة الصعوبة أثناء هجومه على “اليمن”.

وأردف: “تُريد بريطانيا والولايات المتحدة إرسال رسالة قوية، دون أن تكون قوية بدرجةٍ تحوّل الأمر إلى تصعيد أطول يتجاوز الحرب في غزة”.

إنهم جماعة غير مركزية تجاوزت قصفًا استمر لسنوات..

تحدى (الحوثيون) باستمرار التوقعات بمرونتهم. عندما دخل السعوديون في الحرب الأهلية اليمنية؛ في عام 2015، اعتقدوا أنها ستنتهي في غضون أسابيع قليلة. بعد تسع سنوات، يأس “التحالف العربي” من إنهاء الصراع، وتُريد الدول الأعضاء في التحالف الآن البقاء بعيدًا عن الصراع (الحوثي-الأميركي)، متشّبثين بالهدنة المتفق عليها؛ في نيسان/إبريل 2022، حسّب وصف تقرير الصحيفة البريطانية.

وقال “كريغ” إنه سيكون من الصعب تحقيق ذلك لأنه: “ليست هناك طريقة لتوجيه ضربة قوية بما يكفي لتدمير القدرات العسكرية لـ (الحوثيين)”.

كما يعتقد أن عمل (الحوثيين): كـ”شبكة” يجعل مهمة ردعهم أصعب، لأنهم ليسوا جماعة مندمجة ومركزيةً مثل الجماعات الأخرى.

وتابع قائلاً: “إذا نظرت إلى آخر 09 سنوات في الحرب؛ التي قادتها السعودية على اليمن، سيتضح بجلاءٍ أن (الحوثيين) لا يستجيبون للردع، وأن الردع يفشل معهم دائمًا”، وأضاف أن الحركة مستعدة لتحمل الضغط إلى أجلٍ غير مُسّمى، كما فعلوا على مدار العشرين عامًا الماضية في اليمن وتحت ضغط السعوديين.

الهجمات الأميركية قد تُعزز قبضة “الحوثيين” على السلطة بـ”اليمن”..

يعتقد الباحث غير المقيم في (معهد الشرق الأوسط)؛ “إبراهيم جلال”، أن الهجمات لن تُحقق الكثير على صعيد ردع (الحوثيين)، وأنها تُمثل طريقة: “لإعادة تأكيد ديناميات القوة”.

إذ قال للموقع البريطاني: “كان الهجوم بمثابة محاولة لتفادي إحراج التقاعس عن التحرك، وحماية الهيبة، والحفاظ على صورةٍ تُثبت تصميم الغرب على الدفاع عن حرية الملاحة في وجه الهجمات (الحوثية-الإيرانية) المتواصلة”.

وأردف: “لا يسّعى هذا القصف إلى توسّيع الصراع، لكن الفعل نفسه يُمثل توسعةً لما يُعد توسيعًا لرقعة الصراع، والهدف هو إعادة رسم قواعد الاشتباك وإعادة تأكيد ديناميات القوة بعد أن شهدنا انهيار الردع بالكامل”.

ويرى “جلال” أن (الحوثيين) اكتسّبوا منذ عام 2004؛ ما يزيد على العقدين من الخبرة في حرب العصابات، ونجوا من حرب إقليمية مستمرة منذ عام 2015. وإذا أضفنا إلى ذلك عدم مركزيتهم، وأسلحتهم الثقيلة، وحركيتهم المتطورة في زمن الحرب، وإتقانهم للدعاية والمعلومات المضللة؛ فهذا سيجعل هزيمتهم أمرًا صعبًا.

وأضاف المحلل أن الهجمات قد تُسّفر عن تداعيات منها بث الرعب بين المدنيين، ومنح (الحوثيين): “عدوًا أجنبيًا” آخر، وتعميق القمع الداخلي، وتعزيز دعمهم المحلي من معارضي التدخل الأجنبي.

وعلاوةً على احتمالية إغراق “اليمن” في أزمة إنسانية أعمق، قال “جلال” إنه يمكن لـ (الحوثيين) استغلال ذلك الوضع لحشد الدعم الشعبي ومواصلة هجماتهم البحرية.

وأردف أن الهجمات الحوثية قد تتوسّع لتشمل المصالح الأميركية في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج.

وكتب على منصة (إكس): “هناك خطر متزايد يتمثل في شن هجمات متعددة الاتجاهات من قبل (محور المقاومة) الإيراني لاستهداف المصالح الأميركية في السعودية والإمارات، وكذلك الدول المتورطة الواقعة في متناولهم”.

ما هي احتمالات توسيّع الصراع ؟

منذ اندلاع الحرب بين “إسرائيل” و(حماس)؛ قبل ما يقرب من: (100 يوم)، ناضل الرئيس؛ “بايدن”، ومساعدوه لإبقاء الحرب تحت السّيطرة، خوفًا من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى توريط القوات الأميركية بسرعة. بحسب الآلة الدعائية الأميركية والغربية المضللة.

الآن، مع الهجمات الأميركية على (الحوثيين)، لم يُعد هناك سؤال حول ما إذا كان سيكون هناك صراع إقليمي. لقد بدأت بالفعل. والسؤال الأكبر الآن هو مدى حدة الصراع، وما إذا كان من الممكن احتواؤه، حسّبما ورد في تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز-The New York Times) الأميركية.

وقال “هيو لوفات”؛ خبير شؤون الشرق الأوسط في (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية): “إن هذه حرب إقليمية بالفعل، ولم تُعد مقتصّرة على غزة، ولكنها امتدت بالفعل إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن”. وأضاف أن “واشنطن” تُريد إظهار استعدادها لردع الاستفزازات الإيرانية، لذلك وضعت بشكلٍ واضح حاملات طائراتها ومقاتلاتها في وضع يمكنها من الرد بسرعة. لكن هذه المواقف نفسها تجعل “الولايات المتحدة” أكثر عُرضة للخطر.

وفي كل مرة؛ قالت “الولايات المتحدة” إن ردها يهدف إلى ردع المزيد من الهجمات ويهدف إلى إرسال رسالة إلى “إيران” ووكلائها الذين يعملون بحرية في “العراق وسورية”. لكن لم يُقتل أي جندي أميركي. وما يُثير القلق، وفقًا لمسؤولين أميركيين، هو أنه عاجلاً أم آجلاً، ستؤدي إحدى الهجمات إلى مقتل جنود أميركيين، مما قد يؤدي للحاجة لرد فتاك قد يُشعل حربًا واسعة، وفقًا لما ورد في تقرير (The New York Times).

يقول “كريغ”؛ لموقع (Middle East Eye)، إنه لا يؤمن بأن الصراع سيتصاعد إقليميًا إلى خارج حدود “البحر الأحمر” و”المحيط الهندي”.

حيث أوضح: “حرص الأميركيون والبريطانيون على عدم توجيه تلك الضربات من العُديد أو القواعد الموجودة في الإمارات. إذ لا تُريد قطر ولا الإمارات ولا السعودية أن تكون جزءًا من هذا الصراع، ولا يرغبون في تعريض أنفسهم للخطر”. (أعلنت بريطانيا أن طائراتها الأربع من طراز “تايفون” التي شاركت في الهجوم انطلقت من قبرص).

وقال إنه ليس من المسّتبعد أن يضرب (الحوثيون)؛ “الإمارات”، كما فعلوا قبل عامٍ واحد، لكنه أردف أن الرد المُرجّح هو المزيد من الهجمات الحوثية على السفن باستخدام الصواريخ والمُسيّرات.

وأضاف “كريغ”: “يرى (الحوثيون) في أنفسهم رأس حربة (محور المقاومة)؛ المدعوم من إيران. وهم ينافسون الجماعات الموجودة في العراق و(حزب الله) في لبنان، ويقدمون أنفسهم في طليعة الجماعات المسؤولة عن إنهاء حرب إسرائيل على غزة. لهذا لا يمكنهم التراجع الآن حتى لا يفقدوا شرعيتهم”.

كما حذّر من أنه يجب على “المملكة المتحدة” و”الولايات المتحدة” ضمان ألا يتجاوز نطاق عمليتهم الحرب في “غزة”، ولهذا يتعيّن عليهم الضغط على “إسرائيل” لإنهاء الحرب.

احتمالات التدخل الإيراني المباشر ضعيفة جدًا..

اتفق “توماس جونو”؛ الأستاذ المساعد في جامعة “أوتاوا”، مع الرأي القائل بأن هجمات مساء الخميس لن تتطور إلى حرب إقليمية على الأرجح. لكنه تحدث عن وجود: “خطر جاد” يتمثل في الرد الحوثي.

وصرّح “جونو”؛ للموقع البريطاني، قائلاً إن: “العامل الرئيس الذي قد يدفعنا إلى حرب إقليمية أوسع هو التدخل الإيراني المباشر، ولا تزال هذه الاحتمالية مسّتبعدةً في الوقت الراهن”.

ثم أوضح: “من الممكن أن يضرب (الحوثيون) السفن التجارية في البحر الأحمر ثانيةً، ومن المحتمل أن يُحاولوا ضرب سفن فرقة العمل التي تقودها الولايات المتحدة. وربما يُحاولون ضرب القواعد الأميركية في المنطقة، بما في ذلك منطقة الخليج. كما قد يُحاولون ضرب إسرائيل بالصواريخ والمُسيّرات من جديد أيضًا”.

وأردف “جونو” أن الضربات الجوية المحدودة تُخاطر: “بتشجيع (الحوثيين) عن طريق تعزيز روايتهم القائمة على المقاومة ضد السياسات الأميركية الإقليمية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب