19 أبريل، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

جمود العلاقات بين إيران و”الشيطان الأكبر” .. وخشية التيار المحافظ من “الغزو الثقافي الغربي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في مقال تحليلي نشره موقع (نيوز وان) العبري، أكد “يوسي منشروف”، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية، أن النظام الإسلامي في “طهران” يحرص على عدم التقارب مع الإدارة الأميركية ويرفض إجراء أي لقاء قمة يجمع بين رئيسي البلدين، وذلك خشية “الغزو الثقافي الأميركي” للجمهورية الإيرانية الإسلامية وضياع هوية الشعب الإيراني.

“خامنئي”.. حائط الصد المنيع !

يقول “منشروف” إن المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، يرفض السماح للرئيس، “حسن روحاني”، بالاجتماع مع نظيره الأميركي، “دونالد ترامب”، وذلك بسبب محاذير إيديولوجية صارمة، رغم أن “واشنطن” من جانبها تسعى لإجراء مفاوضات شاملة بين البلدين.

مؤكدًا على أن اقتراح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للاجتماع مع نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، يعكس حرص الإدارة الأميركية على الاتصال المباشر مع القيادة الإيرانية، وإجراء لقاء بين رئيسي البلدين حتى رغم استمرار الضغوط الأميركية الدبلوماسية والاقتصادية.

النظام الإيراني يخشى الغزو الثقافي الأميركي !

يرى الخبير الإسرائيلي أن الدافع الرئيس لرفض المرشد الأعلى عقد لقاء قمة بين رئيسي البلدين، هو خوف “خامنئي” مما وصفه بـ”الغزو الثقافي” الغربي لـ”إيران”، وهو الأمر الذي قد يشكل في نظره خطرًا وجوديًا على النظام الإسلامي الحاكم. وما يؤكد ذلك هو أن “خامنئي” قد حذر مرارًا، في خطاباته خلال السنوات الأخيرة، من خطورة الغزو الثقافي الأميركي لإيران. ويعكس تكرار “خامنئي” لهذا التحذير مدى خطورة التهديد الذي يستشعره، ومدى خشيته المتزايدة من وقوع ذلك.

على الرغم من سياسة “أوباما” التصالحية، إلا أن “خامنئي” ومعظم معسكره المحافظ، كانوا يخشون من أن الإدارة الأميركية تسعى لإحداث ثورة ناعمة ضد النظام في إيران. وسيكون إسقاط النظام نتيجة الغزو الثقافي الأميركي، الذي سيؤدي إلى تفريغ طمس الإيرانية الأصيلة. ومن شأن ذلك أن يُمحي طبيعة النظام الإسلامي في إيران، التي تقوم في الأساس على معارضة النظام الأميركي، باعتباره “الشيطان الأكبر”.

دعوات مرفوضة..

أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مؤخرًا خلال خطاب ألقاه في “فلوريدا”، أنّ لديه “شعورًا” بأن الزعماء الإيرانيين سيتحدثون “قريبًا جدًا” مع “الولايات المتحدة”. كما كشف رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية، “محمود واعظي”، قبل شهرين أنه خلال زيارة “روحاني” للولايات المتحدة لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر 2017، دعاه “ترامب” ثماني مرات للاجتماع به. لكن “روحاني” رفض دعوات الرئيس الأميركي، ربما لأنه لم يتلق الموافقة من المرشد الأعلى، “خامنئي”.

إصرار على القطيعة..

كان وزير داخلية إيران، “عبدالرضا رحماني فضلي”، قد ردّ على عرض الرئيس الأميركي لإجراء حوار مع القادة الإيرانيين؛ بقوله إن الولايات المتحدة “غير جديرة بالثقة”. فعندما تنسحب بعنجهية وبشكل أحادي من الاتفاق النووي، فكيف يمكن الثقة بها. كذلك، نقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني، “علي مطهري”، قوله إن فكرة التفاوض مع “واشنطن” لا يمكن تصورها، وهي في حد ذاتها ستشكل إهانة.

أما القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء “محمد علي جعفري”، فقد أكد على أن الشعب لن يسمح لمسؤوليه بلقاء “الشيطان الأكبر”. وأضاف موجهًا حديثه للرئيس الأميركي، “ترامب”: “إن إيران ليست كوريا الشمالية لكي ترد بالإيجاب على دعوتك لإجراء لقاء. وأعلم أن الشعب الإيراني يختلف كثيرًا عن الشعوب التي ترضخ للهيمنة”.وأضاف مستطردًا: “أنت رئيس غير مهني وتمارس مهنتك في التجارة في ميدان السياسة، لكن من كانوا قبلك كانوا يعرفون أكثر منك أن الإيرانيين يقفون متحدين في وجه أي شكل من أشكال الضغوط الخارجية”.

محاولات سابقة للتقارب..

بحسب “منشروف”؛ فإن إصلاح العلاقات بين “طهران” و”واشنطن” كان من أهم القضايا المثارة خلال الحملة الانتخابية لعام 2013، التي أسفرت عن فوز “روحاني” بفترة رئاسته الأولى. ولم تكن إدارة “باراك أوباما” تُخفي رغبتها في تحسين العلاقات مع “إيران”، بل إنها قدمت في سبيل ذلك تنازلات كُبرى، كان أبرزها إبرام الاتفاق النووي الذي يتيح لـ”طهران” امتلاك القدرة النووية على الرغم من القيود المؤقتة المفروضة عليها.

كما اعتبر “أوباما” أن “إيران” تُعد شريكًا مُهمًا في إدارة الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط. ولقد ظن “أباما”، ووزير خارجيته، “جون كيري”، أن الاتفاق النووي مع “إيران” سيعزز مكانة الجناح البراغماتي في النظام الإيراني ويشجع “خامنئي” على توسيع الحوار بين “طهران” و”واشنطن” ليشمل مزيدًا من القضايا. ولكن “خامنئي” كان يرفض مجرد إمكانية عقد لقاء بين “روحاني” ونظيره الأميركي “أوباما”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب