29 أبريل، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

جلطة دموية ونزيف في الدماغ .. “أسترازينيكا” تعترف بآثار لقاحها الجانبية تفوق خطر “كوفيد-19” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

بعد مرور أعوام على أول انتشار فتاك لفيروس (كورونا) في العالم، واجتياحه لكل مكان في الأرض، وانحسّاره أمام تعاون دولي واتفاق جميع سكان العالم على محاربته، لكن ما تزال آثاره تلاحق الناس خاصة بعد أن أقرت شركة (أسترازينيكا) لأول مرة بأن لقاحها ضد فيروس (كورونا) يمكن أن يُسبب آثارًا جانبية نادرة، في تحول واضح قد يفتح أبوابًا للحصول على تعويض قانوني بملايين الجنيهات الإسترلينية، حسّب ما أوردته صحيفة (الغارديان) البريطانية وتناقلته عدة وسائل إعلام.

وتُلاحق حاليًا شركة الأدوية قضائيًا في دعوى جماعية بسبب مزاعم بأن لقاحها، الذي تم تطويره مع جامعة (أكسفورد)، تسبب في الوفاة وإصابة خطيرة في عشرات الحالات.

وصرح المحامون أن اللقاح أنتج آثارًا جانبية كان لها تأثير مدمر على عدد صغير من العائلات، وقدم أول الضحايا ويُدعى: “جيمي سكوت”، وهو أب لطفلين، أول دعوى قضائية والذي أصيب بإصابة دائمة في الدماغ بعد إصابته بجلطة دموية ونزيف في الدماغ منعه من العمل بعد حصوله على اللقاح في نيسان/إبريل 2021. اتصل المستشفى بزوجته ثلاث مرات ليُخبرها أن زوجها سيموت.

اعتراف رسمي..

تطعن شركة (AstraZeneca) في هذه الادعاءات، لكنها قبلت، في وثيقة قانونية قدمتها إلى “المحكمة العُليا”؛ في شباط/فبراير الماضي، أن لقاحها المضاد لفيروس (كورونا): “يمكن، في حالات نادرة جدًا، أن يُسبب (TTS)”.

وتُعد (TTS)، الذي يرمز إلى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، يتسبب في إصابة الأشخاص بجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

ورُفعت (51) دعوى أمام “المحكمة العُليا”، من عائلات تُطالب فيها بتعويضات تُقدر قيمتها بما يصل إلى: (100) مليون جنيه إسترليني.

وفي رسالة رد أُرسلت في آيار/مايو 2023، قالت شركة (AstraZeneca) لمحامي السيد “سكوت”: “نحن لا نقبل أن يكون سبب (TTS) هو اللقاح”، فيما يُجادل المحامون بأن لقاح (أسترازينيكا) أكسفورد: “معيب” وأن فاعليته: “مبالغ فيها إلى حدٍ كبير”، وهو ما تنُّفيه (أسترازينيكا) بشدة.

حدد العلماء لأول مرة وجود صلة بين اللقاح ومرض جديد يسُّمى نقص الصفيحات المناعية والتخّثر الناجم عن اللقاح (VITT) في وقت مبكر من آّار/مارس 2021، بعد وقتٍ قصير من بدء طرح لقاح (كوفيد-19).

واستعرض محامو المطالبين بأن (VITT) هي مجموعة فرعية من (TTS)، على الرغم من أن (AstraZeneca) لا يبدو أنها تتعرف على هذا المصطلح أو تقبل أنه ناتج عن لقاحها.

وقالت “كيت سكوت”، زوجة السيد “سكوت”، لصحيفة (تليغراف) البريطانية: “اعترف عالم الطب لفترة طويلة بأن (VITT) كان سببه اللقاح”. إن شركة (AstraZeneca) هي الوحيدة التي تساءلت عما إذا كانت حالة “جيمي” ناجمة عن اللقاح.

وأضافت: “استغرق هذا القبول ثلاث سنوات.. إنه تقدم، لكننا نود أن نرى المزيد منهم ومن الحكومة، لقد حان الوقت لكي تتحرك الأمور بسرعة أكبر”.

وتابعت: “آمل أن يعني قبولهم أننا سنكون قادرين على حل هذه المشكلة عاجلًا وليس آجلًا. نحن بحاجة إلى اعتذار وتعويض عادل لعائلتنا والعائلات الأخرى التي تضررت.. لدينا الحقيقة إلى جانبنا، ولن نستّسلم”.

جلطات دموية مدمرة..

وقالت “سارة مور”؛ الشريكة في شركة المحاماة (Leigh Day)، التي تُقدم الدعاوى القانونية: “استغرق الأمر من شركة (AstraZeneca) عامًا للاعتراف رسميًا بأن لقاحها يمكن أن يُسبب جلطات دموية مدمرة، في حين أن هذه الحقيقة تم قبولها على نطاقٍ واسع من قبل الأطباء السريريين”.

وقالت الشركة في بيان: “تعاطفنا مع أي شخص فقد أحباءه أو أبلغ عن مشاكل صحية.. سلامة المرضى هي أولويتنا القصوى، ولدى السلطات التنظيمية معايير واضحة وصارمة لضمان الاستخدام الآمن لجميع الأدوية، بما في ذلك اللقاحات”.

واسترسلت تقول: “من خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية وبيانات العالم الحقيقي، ثبت باستمرار أن لقاح (أسترازينيكا-أكسفورد) يتمتع بملف أمان مقبول، ويصرح المنظمون في جميع أنحاء العالم باستمرار أن فوائد التطعيم تفوق مخاطر الآثار الجانبية المحتملة النادرة للغاية”.

وتُظهر الدراسات المستقلة أن لقاح (أسترازينيكا) كان فعالاً بشكل لا يصدق في معالجة الوباء، حيث أنقذ حياة أكثر من ستة ملايين شخص على مستوى العالم في السنة الأولى من طرحه.

وقالت “منظمة الصحة العالمية” إن اللقاح: “آمن وفعال لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم (18 عامًا) فما فوق”، وإن التأثير السّلبي الذي دفع إلى اتخاذ الإجراء القانوني كان: “نادرًا جدًا”.

خطر “أسترازينيكا” يفوق ضرر “كوفيد”..

وفي الأشهر التي تلت طرح الدواء، حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للقاح وأوصي بعد ذلك بإعطاء لقاح بديل لمن هم دون الأربعينيات لأن خطر لقاح (أسترازينيكا) يفوق الضرر الذي يُشكله (كوفيد).

ويقول المحامون الذين يمُثلون العائلات التي تقاضي شركة الأدوية إن اللقاح لم يكن آمنًا كما يحق للأفراد أن يتوقعوه. إنهم يقاضون الشركة، ومقرها في “كامبريدج”، بموجب “قانون حماية المستهلك” لعام 1987.

وجادل محامو السيد “سكوت” بأنه عّانى من: “إصابات شخصية وخسائر لاحقة ناجمة عن إصابته بتجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات (VITT) نتيجة تلقيحه في 23 نيسان/إبريل 2021، بلقاح (أسترازينيكا)”.

نسّب المتضررين..

تُظهر الأرقام الرسّمية الصادرة عن “وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية”؛ (MHRA)، أن ما لا يقل عن: (81) حالة وفاة في “المملكة المتحدة” يُشّتبه في أنها مرتبطة بالتفاعل السّلبي الذي تسبب في تجلط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم أيضًا انخفاض في الصفائح الدموية.

وفي المجُّمل، توفي ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص عانوا من هذه الحالة نتيجة لذلك، وفقًا لأرقام (MHRA). تُدير الحكومة خطة تعويض اللقاح الخاصة بها، لكن الضحايا يزعمون أن (120) ألف جنيه إسترليني غير كافية.

وتُظهر الأرقام التي تم الحصول عليها بموجب طلب حرية المعلومات أنه من بين (163) دفعة قدمتها الحكومة بحلول شباط/فبراير من هذا العام، ذهب ما لا يقل عن: (158) إلى متلقي لقاح (أسترازينيكا).

ويمنح نظام دفع أضرار اللقاحات تعويضات لأولئك الذين أصيبوا بسبب اللقاحات أو لأقاربهم. وسبق أن أشارت شركة (أسترازينيكا) في أوراق المحكمة إلى أن الدعاوى المرفوعة ضد الشركة: “مشوشة” و”خاطئة في القانون”. وفي ملف الدفاع، قالت شركة الأدوية واللقاحات إن ملف الفوائد والمخاطر للقاح كان ولا يزال إيجابيًا.

و(أسترازينيكا) هي ثاني أكبر شركة مدرجة في “المملكة المتحدة”، حيث تبلغ قيمتها السّوقية أكثر من: (170) مليار جنيه إسترليني. رئيسها التنفيذي؛ السير “باسكال سوريوت”، هو المدير الأعلى أجرًا بين الشركات المدرجة على مؤشر (FTSE 100)، حيث تبلغ أرباحه ما يقرب من: (19) مليون جنيه إسترليني.

مؤشر (Financial Times Stock Exchange 100)، ويُطلق عليه أيضًا مؤشر (FTSE 100)، هو مؤشر سوق أسّهم يضم (100) شركة من الشركات الكبرى ذات رأس المال العالي المدرجة في “بورصة لندن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب