جعلها حبرا على ورق .. ترامب اللاعب الرئيسي في القمة العربية بالأردن

جعلها حبرا على ورق .. ترامب اللاعب الرئيسي في القمة العربية بالأردن

كتب – سعد عبد العزيز :

اعتبر الخبير الإسرائيلي للشئون العربية “يوني بن مناحم”، في أحدث مقالاته التحليلية المنشورة على موقع “نيوز وان” العبري، ان القمة العربية التي انعقدت مؤخراً لم تقدم جديداً فيما يخص القضية الفلسطينية. وكانت قراراتها “حبراً على ورق”. حيث يقول الكاتب: “لقد انعقدت القمة العربية الـ28 في الأردن وتم تخصيصها لقضيتين رئيسيتين هما: الخطر الإيراني والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني, والهدف الأساسي هو إرضاء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي سعى من وراء الكواليس للإعداد للنطام الجديد الذي يريد أن يفرضه في الشرق الأوسط”.

يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن المؤتمر قد استضاف، كمراقب، السيد “غايسون غرينبلت” المستشار الخاص للرئيس ترامب والذي أجرى، على هامش المؤتمر، لقاءات ثنائية مع قادة المنطقة ومستشاريهم بل وبث رسائل خففت من حدة البيان الختامي. “وفي مؤتمر الأردن، على عكس مؤتمر العام الماضي الذي عُقد في موريتانيا، كان الحضور رائعاً حيث سجل رقماً قياسياً للزعماء العرب بمشاركة 18 زعيماً، ويرجع الفضل في ذلك للنشاط المكثف الذي بذله ملك الأردني بصفته مُضيف المؤتمر, حيث  قام من وراء الكواليس ونيابة عن الرئيس الأميركي بعملية إقناع الزعماء العرب لإقامة تحالف عربي سني يهدف إلى التصدي للمد الإيراني الشيعي في الشرق الأوسط، وخلال الأيام القليلة المقبلة سوف يتوجه ملك الأردن لزيارة واشنطن لإطلاع الرئيس ترامب بنتائج القمة”.

سلمان والسيسي

المصالحة بين القاهرة والرياض بضغوط أميركية

اعتبر بن مناحم أنه حتى المصالحة التي تمت بين الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” والملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز”، جاءت نتيجة ضغوط أميركية من وراء الكواليس. حيث تم الاتفاق بشأنها خلال اللقاء الأخير بين  نجل الملك سلمان والرئيس ترامب في البيت الأبيض. لذا فلا عحب أن الرئيس  المصري عبد الفتاح السيسي أكد، خلال كلمته أمام المؤتمر، على ضرورة التصدي بقوة لتمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، فتلك بالضبط هي الرسالة التي أراد أن يوصلها ترامب للمشاركين في المؤتمر.

أما البيان الختامي للقمة العربية فقد عبر في الحقيقة عن ماهية التحالف الجديد الذي يريد الرئيس ترامب تشكيله ضد إيران. حيث دعا البيان إلى وقف كل التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية العربية، دون ذكر إيران صراحة، وندد بمحاولات ( إيران) للوقيعة بين السنة والشيعة.

الشأن الفلسطيني

إن البيان الختامي لمؤتمر القمة العربية فيما يخص الشأن الفلسطيني كان متوقعاً ومعروفاً سلفاً. حيث أكد على مبدأ الدولتين باعتباره الحل الوحيد للمشكلة الفلسطينية، لأنه يضمن إقامة دولة مستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما تبنى المؤتمر من جديد مبادرة السلام العربية دون أي تعديلات ودعا دول العالم لعدم نقل سفاراتها إلى القدس. كما دعا البيان أيضاً إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 المناهض لبناء المستوطنات.

في واقع الامر إن مؤتمر القمة العربية قد رسم (الخطوط الحمراء) الخاصة بالفلسطينيين والدول العربية فيما يخص طبيعة التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان ذلك متوقعاً، حيث يحاول المؤتمر التأثير على فريق ترامب الذي يعكف هذه الأيام على بلورة مقترح تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.

قمة الأردن لإرضاء ترامب

الملك عبد الله

يرى الكاتب الإسرائيلي أن العالم العربي لا يريد إغضاب الرئيس ترامب، لكن الخطوط الحمراء التي وضعها في المؤتمر ينبغي أن تتغير لتصبح أكثر مرونة لأنها لا يمكن أن تؤدي إلى تسوية مع الحكومة اليمينية في إسرائيل. ورأى المحلل الإسرائيلي أن الرأي السائد في الشارع الفلسطيني هو أن القمة كانت لإرضاء الرئيس ترامب وأن كل التصريحات الإيجابية فيها هي مجرد تصريحات جوفاء، للحصول على تأييده.

يؤكد بن مناحم على أن “المهم هو ما سيكون بعد المؤتمر، فالرئيس السيسي تلقى دعوة من الملك سلمان لزيارة السعودية وسيتجه إليها قريباً لبحث تشكيل التحالف السني الجديد ضد إيران. أما الملك الأردني عبد الله والرئيس السيسي ومحمود عباس فجميعهم سيلتقون خلال شهر نيسان/ابريل, كل على حدة، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. لقد بدأ الوفود العربية تتوجه إلى واشنطن للتنسيق مع الرئيس ترامب الذي يريد اتباع نظام جديد في الشرق الاوسط وهو مستعد لاستخدام الحزم مع إيران بعكس سلفه “باراك أوباما”، وهذا ما كانت تنتظره الدول السنية.

ترامب والقضية الفلسطينية

 فيما يخص القضية الفلسطينية فإن الرئيس ترامب لديه خطة أخرى، فهو يريد أن يتبنى فكرة الدولة الفلسطينية المؤقتة التي ستقام على 60 % من أراضي الضفة الغربية وتلك هي المرحلة الثانية لخريطة الطريق التي وافق عليها الطرفان في السابق مع عدة تحفظات. كما يريد الرئيس ترامب أيضاً بدء استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين عبر انعقاد مؤتمر إقليمي ويبدو أنه سيطلب من الرئيس المصري وملك الأردن أن يرعيا تلك الخطوة.

السؤال الذي يطرح نفسه الٱن هو: كيف سيرد “محمود عباس” على الخطوات الجديدة التي ينوي الرئيس ترامب اتخاذها.. فقرارات مؤتمر القمة العربية تبدو في نظره محاولة لإلزام الرئيس ترامب بالمبادرة العربية.

ومن الواضح أن قرارات القمة العربية ستظل “حبراً على ورق” كباقي القرارات السابقة، وهي لم تغضب الرئيس ترامب، لأن لديه أفكار خاصة به تتعلق بكيفية إدارة الصفقة التي يتحدث عنها بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنرى إن كان سينجح في إقناع الزعماء العرب خلال زيارته في البيت الابيض خلال شهر نيسان/ابريل المقبل، هذا هو الاختبار الحقيقي وليس مؤتمر القمة في الأردن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة