حذر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية العراقي بزعامة رئيس الحكومة حاليا من ان تشبث المالكي بمنصبه سيؤدي الى تفتت العراق ودعا قيادة الحزب الى موقف حاسم بسحب ترشحه لولاية ثالثة معتبرا انها ستقود الى نهاية العراق الموحد وتمزيق نسيج شعبه الواحد واستمرار السياسات الكارثية التي تمر بها البلاد.
وقال السيد جعفر الصدر نجل مؤسس حزب الدعوة الاسلامية آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي اعدمه نظام صدام حسين ربيع عام 1980 في تصريح صحافي اليوم “نحن نعيش هذا الظرف العصيب الذي ألم على وطننا الحبيب، أود أن أتقدم بالتهنئة مرتين : الأولى الى شعبي الصابر الأبي لأنتخابه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وملأ هذين المنصبين السياديين برجال وطنيين أكفاء ، وتهنئةٍ ثانيةٍ الى التحالف الكردستاني وإتحاد القوى الوطنية لتحملهم المسؤولية التاريخية وتعاليهم على المصالح الشخصية ونبذ الخلافات الداخلية .
تعنت المالكي يضع قادة الحزب امام امتحان عصيب
ودعا التحالف الوطني الى الأقتداء بهما ، والأسراع بتوحيد الكلمة وتقديم مرشح لمنصب رئاسة الحكومة ضمن المهل الدستورية .. وقال “انا على يقين أن من يقف مانع لذلك هوتعنت الأستاذ نوري المالكي وتمسكه بالترشح لولاية ثالثة ولذا فأني أوجه كلامي وندائي الى الأخوة الأعزاء في حزب الدعوة الأسلامية فأقول لهم “أخوتي الدعاة الكرام أن والدي الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) قد ترك بفكره وجهاده ومواقفه إرثاً ثقيلاً بالسمعة والرفعة والمباديء ، وهذا الإرث يحملكم مسؤولية مضاعفة وأنتم ترفعون أسمه شعاراً لكم وتحتضنون محبته في قلوبكم وتنشدون أهدافه في مسيركم . انكم الأن أمام محطة أختبار كبيرة وامتحان عصيب ، وأنتم تشاهدون مايجري على عراقنا الحبيب وشعبنا الصابر المظلوم من خطر قادم من خارج الحدود من عصابات الشر والظلام والتي تدعي الأسلام زوراً وتريد أن تهلك الحرث والنسل ، ومن خطر داخلي يهدد وحدة هذا الوطن ونسيجه الداخلي وهي السياسات الخاطئة والأستبداد والأثرة في الحكم، ونفوس سيطر عليها الشيطان فأنساها ذكر الله العظيم ويا للأسف تدعي الانتساب الى سيدنا الصدر ومنهج دعوتنا الأسلامية وهما منهم براء” .
اصرار المالكي سيؤدي لنهاية العراق
وشدد على انه ليس من الدعوة الاستبداد بالرأي والإنفراد بالقرار وقد قامت على أساس الشورى والحوار وليس منها شعارات التفرقة والطائفية وهي التي نادت بالوحدة الأسلامية ونبذ الفرقة ، وليس منها التمسك بالمصالح الشخصية الضيقة وهي قد حملت على عاتقها مصالح الوطن وهموم الأمة” . واضاف “لذا فأني أدعوكم لموقف شجاع حازم ينحاز لمصلحة الوطن وشعبه ويصدع بقول الحق ورفض الظلم ويؤثر مصلحة الوطن والمذهب ، موقف يمثل مباديء وقيم شهيد الأمة والعراق شهيدنا الصدر ، بنصرة الحرية والكرامة وتعزيز الوحدة والوئام ورفض الظلم والأستبداد والفساد” .
دعوة لموقف حاسم بسحب ترشيح المالكي
وطالب الصدر قادة حزب الدعوة الى “أتخاذ موقف واضح وبين من اصرار الأستاذ نوري المالكي على الترشح لولاية ثالثة والذي يعني نهايةً للعراق الموحد وتمزيقاً لنسيج شعبه الواحد وأستمرار السياسة الكارثية التي اكتوى بها القريب قبل البعيد ، سياسة نابعة من أناس التفوا حوله لا لقيم الدعوة معتقدين ولا لهموم الأمة حاملين ولا لمصلحة الوطن مراعين ، فأرجوا منكم اتخاذ موقف حاسم بسحب ترشيحه لولاية ثالثة والأستماع الى نداء العقل ومناشدات المرجعية العليا ورغبة شركاء الوطن وقبل ذلك الوفاء لمباديء وقيم الشهيد الصدر وفيكم ومن غيركم رجال أثبتت سوح الجهاد وأدارات الدولة صدقهم وأخلاصهم وكفاءتهم لهذا المنصب .
وقال جعفر الصدر في الختام “أشهد ياسيدي وأبي الشهيد العظيم أني نصحت حرصاً على عراقكم الغالي الذي ضحيت من أجله والأخوة الدعاة فقد أوصيت بهم خيراً اللهم فأشهد” .
وجعفر الصدر هو نجل المرجع الديني الراحل السيد محمد باقر الصدر الذي أعدمه النظام السابق في التاسع من نيسان أبريل عام 1980 وهو شاب في بداية الأربعينات من العمر وفاز بعضوية مجلس النواب عن قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2010 الا انه استقال لما اقل انه سوء تصرف وتكالب على المناصب. ووالد جعفر الصدر يطلق عليه في العراق “الصدر الأول” لتميزه عن محمد محمد صادق الصدر “الصدر الثاني” والد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الذي اغتيل عام 1998.
وجعفر الصدر كان معمما طوال دراسته الدينية والتي وصلت إلى آخر مراحل بحث الخارج وهي الأخيرة في الحوزة الدينية ومن ثم توجه إلى الدراسة الأكاديمية وخاصة القانون وحصل على شهادة الماجستير في هذه المادة ولكنه خلع الزي الديني لأنه كما قال في إحدى المقابلات التلفزيونية يقيده خلال الدراسة في لندن في الجامعة الإسلامية .