“جزر سليمان” .. تُلهب العلاقات بين واشنطن وبكين خوفًا من إقامة قاعدة عسكرية !

“جزر سليمان” .. تُلهب العلاقات بين واشنطن وبكين خوفًا من إقامة قاعدة عسكرية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أزمة جديدة تنشب بين “أميركا” و”الصين”، حيث حذّرت “الولايات المتحدة”، الجمعة، من أنها “سترد” في حال أقامت “الصين” قاعدة عسكرية في “جزر سليمان”؛ ذات الموقع الإستراتيجي؛ والتي وقّعت مؤخرًا اتفاقًا أمنيًا مع “بكين”.

وأعلن “البيت الأبيض” أن وفدًا أميركيًا رفيع المستوى حذّر القيادة في “جزر سليمان”؛ من أن الاتفاق الموقع مؤخرًا: “قد تكون له تداعيات أمنية إقليمية” على “واشنطن” وحلفائها.

وجاء في بيان “البيت الأبيض”؛ أن: “الوفد أوضح أنه إذا اتُّخذت خطوات باتّجاه وجود عسكري دائم بحكم الأمر الواقع، أو لفرض الهيمنة أو لإقامة منشأة عسكرية، فستكون للولايات المتحدة هواجس كثيرة وسترد وفق ما يقتضيه الأمر”.

وقاد الوفد الأميركي؛ الذي أجرى هذا الأسبوع جولة شملت: “هاواي” و”فيغي” و”بابوا غينيا” الجديدة و”جرز سليمان”، منسّق مجلس الأمن القومي لمنطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”: “كورت كامبل”؛ ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا منطقة المحيط الهاديء؛ “دانيال كريتنبريك”، كما ضم الوفد مسؤولين في “وزارة الدفاع”.

وجاءت المحطة في “جزر سليمان”؛ بعدما أكدت “الصين” إبرام اتفاق أمني واسع النطاق مع “جزر سليمان”، اعتبرت “واشنطن” أنه يندرج في إطار توسيع النفوذ الصيني والانتشار الإستراتيجي لـ”بكين” في منطقة “المحيط الهاديء” والطرق التجارية.

وحاول رئيس وزراء جزر سليمان؛ “ماناسيه سوغافاري”، طمأنة “واشنطن” و”كانبيرا”؛ إلى أن الاتفاق مع “الصين” لا يشمل إقامة قاعدة عسكرية.

وبحسب بيان “البيت الأبيض”: “جدد سوغافاري؛ التأكيد على تطميناته بشأن عدم إقامة أي قاعدة عسكرية؛ و(عدم تضمن الاتفاق إقامة)، أي وجود طويل الأمد أو فرض هيمنة، وهو ما قاله علنًا”.

وأشار البيان إلى أن: “الولايات المتحدة؛ أكدت أنها ستتابع التطورات عن كثب بالتشاور مع شركائها الإقليميين”.

وخلال اجتماع دام 90 دقيقة مع “سوغافاري”؛ و24 شخصًا بين أعضاء في الحكومة ومسؤولين رفيعي المستوى، بحث المسؤولون الأميركيون في تسريع فتح سفارة أميركية وتقديم مساعدة للرعاية الصحية وتسليم جرعات لقاحية؛ و”تعزيز الروابط بين الشعبين”، وفق “البيت الأبيض”.

وسبق وأن أعربت كل من: “أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة”، عن مخاوفها بشأن الأمن في “المحيط الهاديء”، بعد توقيع تلك الاتفاقية.

اتفاق أمني بين دولتين مستقلتين..

وبعد توقيع الاتفاق هدأ وزير الخارجية الصيني؛ “وانغ وينبين”، من قلق “أستراليا والولايات المتحدة الأميركية”، حيث صرّح الثلاثاء الماضي، بأن وزيري خارجية “الصين” و”جزر سليمان” وقعا مؤخرًا اتفاق إطار للتعاون في مجال الأمن، مضيفًا: “إنه تعاون طبيعي بين دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة، والاتفاق سيدعم الاستقرار على الأمد الطويل في جزر سليمان”.

فيما قال الناطق باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ “نيد برايس”: “نعتقد أن توقيع اتفاق كهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان؛ وأن يُشكل سابقة مقلقة لمنطقة جزر المحيط الهاديء برمتها”.

بنود اتفاق “الصين” و”جزر سليمان”..

الاتفاقية تسمح لـ”البحرية الصينية” برسو السفن الحربية في الجزر، الأمر الذي بثّ القلق في نفوس عدد من الدول الغربية؛ مثل “الولايات المتحدة” وحلفائها في: “أستراليا ونيوزيلندا”، كما تم السعي لوقف الاتفاقية.

وتنص الاتفاقية وفق مسودة سربت على الإنترنت الشهر الماضي، على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات، والواقعة في جنوب “المحيط الهاديء”، بحسب موقع (أكسيوس).

كذلك، تضمنت مقترحًا بأن: “يمكن للصين، وفقًا لحاجاتها وبموافقة جزر سليمان، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور في جزر سليمان”.

ويمكن أيضًا وفق المسودة، لـ”جزر سليمان” أن تطلب من قوات الأمن الصينية إرساء: “النظام الاجتماعي”.

كما سيكون لـ”بكين” أيضًا سلطة: “حماية سلامة الموظفين الصينيين والمشاريع الكبرى” بمجرد وصولهم إلى الجزر.

محاولات استباقية لتوقيع الاتفاقية..

وقبل توقيع الاتفاقية بيومٍ واحد، أعربت “الولايات المتحدة”، يوم الإثنين، عن قلقها من إبرام “الصين” اتفاقًا أمنيًا محتملًا مع “جزر سليمان”.

قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي؛ “أدريان واتسون”، إن منسق منطقة المحيطين “الهندي” و”الهاديء” في المجلس؛ “كيرت كامبل”، ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهاديء؛ “دانيال كريتنبرينك”، سيقودان الوفد الذي ستشمل جولته أيضًا: “فيغي” و”بابوا غينيا” الجديدة.

كما أرسلت “أستراليا” وزير التنمية الدولية وشؤون المحيط الهاديء؛ “كانبيرا زد سيسيليا”، إلى “هونيارا”، عاصمة “جزر سليمان”، لحضور اجتماع غير عادي مع رئيس حكومة جزر سليمان؛ “ماناسيه سوغافاري”، إذ طلب الوزير الأسترالي من “سوغافاري”: “إعادة النظر بتوقيع الاتفاق”، لكن رئيس الوزراء بقي على رأيه.

وفي مناسبات مختلفة؛ أكدت “الولايات المتحدة” إنها تسعى لإظهار دعمها لـ”جزر سليمان”، الدولة التي يبلغ عدد سكانها: 800 ألف نسمة، وتُعاني من الاضطرابات والفقر.

كما زار وزير الخارجية الأميركي؛ “آنطوني بلينكن”، المنطقة، شباط/فبراير الماضي، لتأكيد إلتزام “واشنطن” احتواء “الصين”، وتعهد بإنشاء سفارة لبلاده في “هونيارا”.

أين تقع “جزر سليمان” ؟.. ومما تتكون ؟

تتكون “جزر سليمان”؛ من: 06 جزر كبرى وأكثر من: 900 جزيرة صغرى في “أوقيانوسيا”، شرق “بابوا غينيا” الجديدة؛ وشمال غرب “فانواتو”، وتبلغ مساحتها: 28،400 كيلومتر مربع، عاصمة “جزر سليمان”؛ “هونيارا”، وتقع على أكبر جزيرة “غوادلكانال”.

سُميت البلاد اسمها على اسم “أرخبيل جزر سليمان”، وهي عبارة عن مجموعة جزر “ملانيزيا”، التي تضم أيضًا “جزر سليمان” الشمالية؛ (جزء من بابوا غينيا الجديدة)، لكنها تستثني الجزر النائية، مثل جزر “سانتا كروز” و”رنل وبيلونا”.

تم تغيير الاسم الرسمي للإدارة البريطانية؛ آنذاك، من “محمية جزر سليمان البريطانية” إلى “جزر سليمان”؛ في عام 1975، وتم إعلان الحكم الذاتي في العام التالي. وتم الحصول على الاستقلال، وتغير الاسم إلى: “جزر سليمان” فقط، في عام 1978.

وعند الاستقلال، أصبحت “جزر سليمان” ملكية دستورية. وأصبحت ملكة “جزر سليمان”؛ “إليزابيث الثانية”، الحاكم العام.

يجعل “الصين” الصاحب والمدير..

تعليقًا على التحركات الأميركية، سخرت صحيفة (الشعب) الصينية في نسختها العربية؛ من الموقفين الأميركي والأسترالي. وكتبت تحت عنوان: “عار الحرية.. الولايات المتحدة وأستراليا تُرهبان جزر سليمان”: “تتحدث الولايات المتحدة عن (الحرية والانفتاح)، لكنها لا تسمح لجزر سليمان بالحصول على تلك الحرية. في نظرهم، كونهم يعتمدون كليًا على الولايات المتحدة وأستراليا، أو حتى معزولين عن العالم، هو (الاختيار الحر) الوحيد في جزر سليمان”.

كما قام “روبرت مينينديز”، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ”مجلس الشيوخ” الأميركي، بتخويف رئيس وزراء جزر سليمان؛ “ماناسيه سوغافاري”، بأن المُضي قدمًا في اتفاقية تعاون أمني مع “بكين”، سيجعل “الصين”: “الصاحب والمدير” لجزر سليمان.

وهذه الجملة هي على وجه التحديد إسقاط العوالم الداخلية للنخب السياسية في “واشنطن” و”كانبيرا”، فقد اعتبروا أنفسهم دائمًا على أنهم: “صاحب ومدير” بلدان جزر “المحيط الهاديء”، وينظرون إلى “الصين” بهذه الطريقة، على حد تعبير الصحيفة الصينية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة